أخبار وتقارير

خرسانة ذاتية الإنارة في مشروع بحثي لأربع طالبات مصريات

في مشروع تخرجهن بقسم هندسة التشييد بالجامعة الأمريكية في القاهرة، تمكنت أربع طالبات مصريات من تطوير خرسانة ذاتية الإنارة، يمكنها امتصاص أشعة الشمس خلال ساعات النهار، والإنارة ليلًا.

المشروع الذي أعلنت عنه الجامعة، مطلع حزيران/يونيو الجاري، حظي برواج واسع بالصحافة المصرية، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي.

الاستدامة وتوفير الطاقة

وبحسب الجامعة، يهدف المشروع إلى توفير الطاقة عند استخدام الخرسانة لإضاءة الطرق والأرصفة ليلًا دون الاعتماد على طرق الطاقة التقليدية.

ويقول محمد نجيب أبو زيد، أستاذ هندسة التشييد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والمشرف على مشروع تخرج الطالبات إن الاستدامة هنا هي أساس المشروع، حيث تتمتع تلك الخرسانة الجديدة بشكل خارجي أفضل، وتساعد على تقليل كمية الطاقة الكبيرة المستخدمة، خاصة تلك المستخدمة في إضاءة الطرق السريعة، أو العلامات والإشارات اللازمة لقيادة آمنة.

ويضيف – وفق بيان من الجامعة – أن المشروع من شأنه تعزيز السلامة في الشوارع والطرق السريعة.

وتوضح الطالبة زينب محمود، من الفريق الطلابي الذي أنجز المشروع، أن أحد التطبيقات المحتملة للخرسانة ذاتية الإنارة، تتضمن دمجها في نظام البنية التحتية، لإضاءة الطرق السريعة ومسارات الدراجات بدلًا من الإضاءة الكهربائية، بما يتماشى مع أهداف الاستدامة في مصر.

مكافحة تغير المناخ

الاستدامة هنا هي أساس المشروع، حيث تتمتع تلك الخرسانة الجديدة بشكل خارجي أفضل، وتساعد على تقليل كمية الطاقة الكبيرة المستخدمة، خاصة تلك المستخدمة في إضاءة الطرق السريعة، أو العلامات والإشارات اللازمة لقيادة آمنة.

محمد نجيب أبو زيد أستاذ هندسة التشييد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة

وتضيف «محمود»: أن استخدام هذه المواد في مصر، في مثل هذا السياق، «سيقلل الاعتماد الكبير على الكهرباء، وبالتالي يمثل خطوة نشطة نحو مكافحة تغير المناخ والحفاظ على البيئة، وهو أحد الأهداف الرئيسية لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ  COP27، الذي تستضيفه مصر هذا العام».

وعن أسباب اهتمام فريق العمل بموضوع الدراسة، تقول زينب محمود، إن الأمر يعود إلى بعض المشكلات المتعلقة بالآثار البيئية الضارة المرتبطة باستخدام الخرسانة. وتشرح الأمر أكثر بالقول: «نشأت فكرة البحث من رغبتنا في تحويل مادة بناء متكاملة مثل الخرسانة، إلى مادة أكثر استدامة، وغير ضارة بالبيئة في كل من تكوينها ووظيفتها».

ولم تخل محاولات الفريق نحو إحراز هذه النتائج من صعوبات، كما تقول الطالبة فاطمة النفالي، عضوة الفريق. وتمثلت أبرز المصاعب، في اختيار المواد المستخدمة والحصول عليها، حيث احتاج الفريق إلى دراسة المواد المختلفة التي يمكن أن تخدم هدف المشروع، واستخدام المواد التي تفي بالمعايير والمتوفرة محليًا.

وتضيف «النفالي»: «تطلب البحث اختبار تأثير إضاءة المواد المختارة، وتأثير ذلك على الخواص الميكانيكية للخرسانة».

كما تقول الطالبة ميار خيري، عضوة الفريق، إنه نظرًا لحداثة موضوع البحث نسبيًا، تطلب ذلك منهن عمل اختبارات مكثفة. وتضيف: «من المهم إجراء المزيد من التجارب، لتقديم استنتاجات موثوقة للعديد من الاستفسارات المهمة التي لا تزال بحاجة إلى إجابة».

قدمت الطالبات مشروعهن في وقت سابق من العام الجاري، في الاجتماع السنوي 101 لمجلس أبحاث النقل الذي عقد في واشنطن العاصمة بالولايات المتحدة الأمريكية.

ومثل زميلاتها، تقول منة سليمان، عضوة الفريق، إن حضور المؤتمر في واشنطن «ساعدهن على التواصل مع الخبراء في المجال، والحصول على توصيات لتحويل مشروعهن مستقبلًا إلى منتج في الأسواق».

اختبارات تجريبية

وعن فرص المشروع المستقبلية، يقول «أبوزيد» إنه متفائل بمستقبل هذا البحث العلمي، مشيرًا إلى «ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لتعزيز خصائص الخرسانة المنتجة، وتقليل تكلفة رأس مال المشروع في المرحلة الأولى».

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وعن المراحل المقبلة من المشروع، يوضح أستاذ هندسة التشييد بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن الخطوات المستقبلية تشمل «إنتاج كميات أكبر كجزء من الاختبارات التجريبية، لتقييم الخرسانة في موقع التنفيذ، في جزء صغير من طريق سريع».

وأبرزت صفحات لشخصيات عامة مصرية، هذا المشروع، ومنها ما كتبه المحامي والحقوقي خالد علي، والذي يتابعه أكثر من 400 ألف، عبر حسابه على «فيسبوك»، تحت عنوان: «التعليم ثم التعليم ثم التعليم ثم التعليم»، مشيدًا بمشروع الطالبات.

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى