أخبار وتقارير

مؤسس «وقف الإسكندرية» صلاح خليل: أحلم بنظام تعليمي لا يتأثر بعدم المساواة في العالم

في تجمع لصانعي السياسات التعليمية والمؤثرين، عُقد في لندن، صرّح مؤسس «وقف الإسكندرية»، و«الفنار للإعلام»، بعدم وجود عدد كافٍ من فاعلي الخير في العالم العربي، وخاصة فيما يتعلق بتوجيه التبرعات نحو دعم العملية التعليمية.

متحدثًا في منتدى الشرق الأوسط لقادة الرأي في التعليم، أشار صلاح خليل، رجل الأعمال المصري والنشط في العمل الخيري، إلى عدم وجود توافق بين نسبة الثروات، والتبرعات والهبات، في العالم العربي، عند مقارنتها بتلك الموجودة في الولايات المتحدة وأوروبا.

واستشهد «خليل» بتقرير حديث، يفيد بزيادة الثروة العالمية للأفراد ذوي القدرات المالية العالية بمقدار  أربعة أضعاف في السنوات العشرين الماضية، حتى بلغ مجموعها الآن 60 تريليون دولار.

ويقدر التقرير، الصادر عن معهد «هاوزر للمنظمات غير الربحية» في كلية جون إف كينيدي للإدارة الحكومية بجامعة هارفارد، وجود أكثر من 15 مليون في نادي أصحاب الملايين، وما يقرب من 2,000 ملياردير في العالم، فضلًا عن وجود 260 ألف مؤسسة خيرية في 39 دولة تمتلك مجتمعة أصولًا تزيد عن 1.5 تريليون دولا،  وتنفق أكثر من 150 مليار دولار سنويًا.

وقال «خليل»، خلال المنتدى الذي عقد بين الخامس والعشرين والسابع والعشرين من أيار/مايو الجاري: «المهم في ذلك أيضًا هو أن التعليم يمثل الأولوية الخيرية الأولى في هذه البلدان». واستشهد كذلك بما قاله ألكسيس دي توكفيل، في أوائل القرن التاسع عشر، عن كون الولايات المتحدة كانت تقود العطاء الخيري في العالم بسبب «الفهم الصحيح للمصلحة الذاتية».

وأضاف مؤسس «وقف الإسكندرية»، أمام الحاضرين بالمنتدى، وأكثر من 2,000 مشارك عبر الإنترنت، إن «دي توكفيل» كان قد «اكتشف أن مصلحة الـ 1% التي تسيطر على 90% من الثروة العالمية مرتبطة بشكل جوهري بمصالح الـ 99% الذين يسيطرون على 10% من الثروة العالمية. بعبارة أخرى، ليس من الجيد للروح رد الجميل فحسب، بل من الجيد أيضًا لنجاح الأعمال التجارية».

الحاجة لمهارات التفكير النقدي

«تقدر التقارير أنه بحلول عام 2030 سيحتاج أكثر من مليار شخص إلى صقل مهاراتهم أو إعادة تأهيلهم إذا ما أراد الاقتصاد العالمي تجنب خسارة تقدر بعشرات التريليونات من الناتج المحلي الإجمالي».

صلاح خليل مؤسس «وقف الإسكندرية»، والرئيس التنفيذي لشركة «ماكات إنترناشيونال».

فضلًا عن جمع 8 ملايين دولار من مؤسسة «فورد» ومؤسسة «كارنيجي» ومؤسسة «المجتمع المفتوح»، وغيرها من المؤسسات الخيرية، لصالح «الفنار للإعلام»، وهي مؤسسة إخبارية مستقلة، غير ربحية، تغطي أخبار التعليم والفن والثقافة في 22 دولة عربية، أمضى «خليل» السنوات الـ 12 الماضية في جمع 40 مليون دولار بهدف «فهم التفكير النقدي»، عبر شركة «ماكات إنترناشيونال» التي يقودها.

وأضاف أن التقارير تقدر أنه بحلول عام 2030 سيحتاج أكثر من مليار شخص إلى صقل مهاراتهم، أو إعادة تأهيلهم إذا ما أراد الاقتصاد العالمي تجنب خسارة تقدر بعشرات التريليونات من الناتج المحلي الإجمالي نتيجة للبطالة التكنولوجية، وتغير التركيبة السكانية، والعولمة، وتغير المناخ، والتوسع الحضري، وما هو أكثر أهمية: تفشي عدم المساواة.

وبنبرة تحذيرية، قال: «تكمُن العقبة الرئيسية، كما أشار البنك الدولي وآخرون، في القوة العاملة التي تفتقر إلى مهارات التفكير النقدي لدفع وتحويل الاقتصاد الجديد الناشئ».

بالتعاون مع جامعة كامبريدج ، قامت شركة «ماكات إنترناشيونال» للتفكير النقدي، بتحديد المهارات اللازمة للتفكير النقدي. وأخذت المهارات الستة المتفق عليها بالإجماع. وتقدم منصة «ماكات» تقييمًا عبر الإنترنت لمهارات التفكير النقدي يستغرق 60 دقيقة. كما تضم مكتبة تحليلات تضم 220 عملاً أساسيًا. وتقول جامعة كامبريدج إن التقييم يُحسّن التفكير النقدي بنسبة 12% يوميًا. وقد تُرجم هذا التقييم إلى اللغات الصينية والفرنسية والعربية والتركية.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

في مصر، الأكبر عربيًا من حيث عدد السكان، سيخضع مليون ونصف المليون طالب لتقييم التفكير النقدي، بواسطة «ماكات إنترناشيونال» على مدار خمس سنوات. ويأمل «خليل» في العمل مع اتحاد الجامعات العربية أيضًا. وقد وقع، حديثًا، اتفاقية مدتها ثلاث سنوات مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

واختتم «خليل» حديثه بمشاركة رؤيته، متسائلًا: «ماذا لو كان بإمكان أي شخص دراسة أي موضوع، في أي وقت، في أي مكان، بأي طريقة، أو يمكنه القيام بأي عمل، في أي وقت وفي أي مكان؟» وذكر أن حلمه يكمن في المساعدة في إنشاء مثل هذا النظام «الذي لا يتأثر بعدم المساواة في العالم».

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى