أخبار وتقارير

طلاب على خط الانتخابات النيابية في لبنان بحملات لدعم مستقلين

بعد أعوام من الحركة الاحتجاجية التي شهدها لبنان في العام 2019، يقود طلاب لبنانيون حملات لدعم مرشحين مستقلين في الانتخابات النيابية التي تجرى اليوم (الأحد)، على أمل إقناع الناخبين بـ«إحداث تغيير».

وبينما لم يتأهل العديد من الطلاب للتصويت بعد، وينتخب بعضهم الآخر لأول مرة، فقد عززوا تعاونهم داخل وخارج الجامعات من خلال شبكة «مدى»، وهي أول شبكة سياسية يقودها طلاب في لبنان، وتهتم بالقضايا الوطنية مثل الحكم السياسي، والبطالة، والتعليم.

تروج آية أبو صالح (22 عامًا)، العضو النشط في النادي العلماني بجامعة القديس يوسف (USJ)، والناخبة لأول مرة، لانتخاب مرشحة مستقلة عن مقعد بمنطقة الشوف، التابعة لمحافظة جبل لبنان، كجزء من حملة علمانية.

وتقول «أبو صالح» لـ«الفنار للإعلام» إن الطلاب يساهمون في الحملات الانتخابية بطرق مختلفة، إذ يروّج كل فرد في منطقته للمرشحين المستقلين الذين يتنافسون من أجل التغيير. وتشمل الأنشطة: النشر على أبواب المنازل، وتوزيع النشرات، وتنظيم الاجتماعات مع المرشحين لعرض رؤاهم السياسية.

«الطلاب يساهمون في الحملات الانتخابية بطرق مختلفة، إذ يروّج كل فرد في منطقته للمرشحين المستقلين الذين يتنافسون من أجل التغيير».

آية أبو صالح عضو النادي العلماني بجامعة القديس يوسف

وفضلًا عن العمل الميداني، فإنهم ينشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، للتعريف بالمرشحين وبرامجهم، خاصة بين جيل الشباب والناخبين الجدد المحتملين، وفق قولها.

ويقود كريم شرف الدين (23 عامًا)، خريج كلية الاقتصاد من الجامعة الأمريكية في بيروت، وعضو شبكة مدى، حملة لدعم فيرينا العامل، الرئيسة السابقة للنادي العلماني بجامعة القديس يوسف. وتُعد «العامل»، البالغة من العمر 25 عامًا، أصغر مرشحة ضمن أكثر من 700 مرشح برلماني.

ويقول «شرف الدين»، الناخب لأول مرة، إنهم نظموا حملات لثلاث قوائم انتخابية لمرشحين مستقلين، يسعون إلى إحداث التغيير، والتصويت لأشخاص من خارج الطبقة السياسية الحاكمة.

ويضيف لـ«الفنار للإعلام»: «أجندتنا السياسية واضحة جدًا، وتتضمن محاربة الفساد ومعارضة الميليشيات، والأحزاب الطائفية، وتعزيز رؤيتنا للبنان جديد ومستدام». ويشير إلى انخراطهم في حملات ترويجية في شوارع أحياء بيروت، والمساعدة في تشكيل القوائم الانتخابية للمرشحين المستقلين، وصياغة برامجهم السياسية.

في الفترة التي تسبق الانتخابات، كانت مجموعات طلابية مستقلة تدعم مرشحين من خارج الطبقة السياسية الحاكمة، رغم أنهم لا يملكون حق التصويت حتى سن 21 عامًا.

ومن هؤلاء، أنهل قزحيا (20 عامًا)، طالب العلوم السياسية والشؤون الدولية في الجامعة اللبنانية الأمريكية (LAU) ورئيس نادي الشؤون الدولية بالجامعة، الذي ينخرط بشكل كامل في الانتخابات. ويقول «قزحيا»، إنهم عقدوا ورش عمل لزيادة الوعي بقانون الانتخابات في الغالب بين الشباب الذين سيصوتون لأول مرة. كما نشروا مقاطع فيديو تعليمية على وسائل التواصل الاجتماعي «لأن الناخبين الشباب ليست لديهم فكرة واضحة عن القانون وكيفية التصويت».

ويضيف: «أنا متحمس حقًا بشأن الاقتراع الوشيك، لأننا بحاجة إلى التقدم والعدالة في بلدنا … باختصار، جيل الشباب يبحث عن التغيير».

وبالمثل، انضم آدم زرقط (19 عامًا)، إلى النادي العلماني للطلاب الناشطين بجامعة القديس يوسف. ويقول «زرقط»: «قمنا بحملات توعية في الجامعة بين الطلاب لشرح القانون الانتخابي المعقد، ودواعي الحاجة إلى تغييره، وأسباب أهمية التصويت لإخراج الطبقة السياسية الحالية من أجل أن يكون هناك أشخاص جدد في البرلمان».

وأوضح أنه نشاطه شمل الإسهام في حملة لدعم قائمة انتخابية تضم مرشحين مستقلين في منطقة بيروت، حيث كانوا يتجولون في جميع أنحاء المدينة، ويوزعون النشرات، رفقة المرشحين، في جولاتهم بالأحياء، ليشرحوا للمواطنين أهمية المشاركة والتصويت.

«أنا متحمس حقًا بشأن الاقتراع الوشيك، لأننا بحاجة إلى التقدم والعدالة في بلدنا … باختصار، جيل الشباب يبحث عن التغيير».

أنهل قزحيا رئيس نادي الشؤون الدولية بالجامعة اللبنانية الأمريكية

بالإضافة إلى نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي «لتشجيع الشباب على التصويت والمساعدة في إحداث تغيير»، تتطوّع سارة الأسمر (20 عامًا)، وهي طالبة بالجامعة اللبنانية الأمريكية، مع الجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات (LADE)، وهي منظمة محلية غير حكومية تراقب الانتخابات.

وتقول «الأسمر» إنها ستراقب الانتخابات داخل مراكز الاقتراع. وتضيف أنه على الرغم من أنها لن تتمكن من التصويت هذه المرة، إلا أن ذلك لا يمنعها من العمل على الحملات، ومراقبة «الانتهاكات المحتملة».

وهذه الانتخابات هي الأولى، من أجل انتخاب برلمان جديد في البرلمان، منذ الحركة الاحتجاجية في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، وحادث انفجار مرفأ بيروت المروع في آب/أغسطس 2020، والذي أودى بحياة نحو ثلاثمائة شخص، وإصابة أكثر من ستة آلاف، وتشريد حوالي 300 ألف آخرين.

وفيما يرى مراقبون أن الأزمة الاقتصادية، وتداعيات وباء فيروس كورونا، استنزفت الحماسة الثورية لاحتجاجات 2019، إلا أنه يبدو أن الانتخابات التي تجرى اليوم، أعادت الزخم إلى الحركة الشبابية في الحياة العامة.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

بدورهم، يقوم طلاب بالمدارس الثانوية أيضًا بحملات من أجل التغيير. فبينما انتشر مقطع فيديو من إنتاج طلاب مدرسة الليسيه الفرنسية اللبنانية على وسائل التواصل الاجتماعي، نظم فصل الخريجين في مدرسة الجالية الأمريكية في بيروت مناظرة مع المرشحين.

وعن ذلك تقول «أبو صالح»: «هناك بصيص أمل في حال فاز المرشحون المستقلون، ولهذا السبب نحاول دعمهم، كلٌ حسب قدرته». وتشير إلى أن الأنشطة الطلابية المتنوعة تستهدف المشاركة في الانتخابات. وفيما تتحدث، بضيق، عن «صعوبة بناء مستقبل في لبنان»، تقول إنهم يحاولون، جاهدين، البقاء في وطنهم، وتختم: «إذا غادرنا فسنكون مُكرهين».

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى