أخبار وتقارير

«مساهماته لا تقدر بثمن».. تعرف على رائد علوم البيانات الراحل رامز المصري

في عبارات مؤثرة، نعت كلية الهندسة بجامعة تكساس في أرلينغتون الأمريكية (UTA) ، عالم البيانات والكمبيوتر رامز  المصري، أستاذ ورئيس قسم علوم الهندسة والحاسب الآلي بالجامعة، الذي وافته المنية، فجأة، في الرابع عشر من أيار/مايو الجاري.

بحسب الجامعة، فقد انضم البروفيسور المصري إليها، في عام 1990 كأستاذ مشارك في قسم علوم وهندسة الكمبيوتر، ثم أصبح أستاذًا في عام 1994.

رائد في قواعد البيانات

ويصفه النعي المنشور على موقع الجامعة، بأنه «كان باحثًا عالميًا مشهورًا، ورائدًا في قواعد البيانات، ومعلمًا متفانيًا، ومؤثرًا، ونموذجًا يحتذى به، وقائد هيئة تدريس فعّال للغاية». ويضيف أنه كان «محبوبًا، ونموذجًا يحتذى به لأعضاء هيئة التدريس المبتدئين».

ولأكثر من ثلاثة عقود، قدّم رامز المصري «مساهمات لا تقدر بثمن، وطويلة الأمد» في قسم علوم وهندسة الكمبيوتر، وكلية الهندسة بالجامعة. وهي المساهمات التي ينظر إليها العديد من زملائه وطلابه السابقين، بعين الامتنان، وفق النعي نفسه.

بحسب الجامعة، فقد حصل العالم الراحل على بكالوريوس العلوم في الهندسة الكهربائية (أجهزة الكمبيوتر والتحكم الآلي) من جامعة الإسكندرية، وماجستير، ودكتوراه في علوم الكمبيوتر من جامعة ستانفورد. واللافت في مسيرته الأكاديمية أنه حاز درجتي الماجستير والدكتوراه، معًا، من جامعة ستانفورد الأمريكية، في العام 1980، وكان عنوان رسالته للدكتوراه: «تصميم ودمج نماذج البيانات»، وكان من أوائل الأبحاث في هذا الموضوع.

مناصب أكاديمية رفيعة

«كان باحثًا عالميًا مشهورًا، ورائدًا في قواعد البيانات، ومعلمًا متفانيًا، ومؤثرًا، ونموذجًا يحتذى به، وقائد هيئة تدريس فعّال للغاية»

كلية الهندسة بجامعة تكساس في أرلينتغون عن العالم الراحل رامز المصري

على مدار مشوار مهني طويل، شغل رامز المصري، مناصب أكاديمية رفيعة، منها: أستاذ زائر بجامعة زيورخ، وأستاذ مساعد، وأستاذ مشارك بجامعة هيوستن، ومستشار بمركز هانيويل لعلوم الكمبيوتر، وعضو هيئة تدريس بجامعة كلاركسون، وعالم أبحاث رئيسي بشركة هانيويل Honeywell Inc، ومساعد بحث وتدريس، بقسم علوم الكمبيوتر في جامعة ستانفورد.

شغل «المصري» درجة أستاذ بقسم علوم وهندسة الحاسوب بجامعة تكساس في أرلينتغون، منذ العام 1994، قبل أن يتولى منصب الرئيس المشارك للقسم، في العام 2011، وهو المنصب الذي باشر مهامه حتى رحيله قبل أيام.

«أساسيات أنظمة قواعد البيانات»

ترك العالم الراحل أكثر من 160 مطبوعة بحثية محكَّمة، وأشرف على 22 رسالة دكتوراه، وأكثر من 100 رسالة ماجستير. وإلى جانب مؤلفات أخرى، شارك رامز المصري، كمؤلف رئيسي، في الكتاب التعليمي، واسع الاستخدام: «أساسيات أنظمة قواعد البيانات»، مع البروفيسور شامكانت نافاث من معهد جورجيا للتكنولوجيا، والذي صدر، حتى الآن، في سبع طبعات.

ويعد هذا الكتاب «الأهم في مجاله، خلال آخر ثلاثين عامًا، وبلغ عدد مرات الاقتباس منه 3251 مرة، وتمت ترجمته إلى العديد من اللغات، كما تم اعتماده رسميًا في دول مثل: الهند وجنوب إفريقيا، وأوروبا، وأستراليا، ودول جنوب شرق آسيا».

انصب الاهتمام البحثي للعالم الراحل في علوم البيانات الضخمة، بما تشمله من تحليل البيانات، واستخراج المعرفة من البيانات الأولية، والتطبيقات البيئية والتتبع، وإنشاء الخرائط والتحقق منها، وخوارزميات التجميع المكاني، وأنظمة التوصية، وغيرها. وعلى مستوى التدريس، تركزت اهتمامات رامز المصري على نظم قواعد البيانات، وتصميماتها.

من بين جوائز وتكريمات عدة، كان يعتز العالم الراحل بأن الإنجاز الرئيسي له يتمثل في أكثر من 15,000 اقتباس من أعماله العلمية، وفق  (Google Scholar)في حزيران/يونيو 2018،  كما حاز جائزة «روبرت كيو لي» للتميز في التدريس بكلية الهندسة، في جامعة تكساس في أرلينغتون ، كلية الهندسة، في شباط/فبراير 1999.

صندوق تكريم.. ومنح دراسية

ترك العالم الراحل أكثر من 160 مطبوعة بحثية محكَّمة، وأشرف على 22 رسالة دكتوراه، وأكثر من 100 رسالة ماجستير. كما شارك، كمؤلف رئيسي، في الكتاب التعليمي، واسع الاستخدام: «أساسيات أنظمة قواعد البيانات».

بحسب تدوينة نشرتها إحدى الصفحات المصرية على موقع «فيسبوك»، في معرض رثاء العالم الراحل، فإن «المصري»، المولود في تشرين الأول/أكتوبر من عام 1950، بمحافظة الجيزة، كانت له إسهامات مهمة في مجال علوم البيانات، منها دراسته عن إيجاد إطار هيكلي لـ«النموذج العلائقي»، والتي أصبحت فيما بعد جزءًا من معايير (SQL)، وهي لغة برمجية قياسية يتم استخدامها في إدارة قواعد البيانات، وفي الاستعلام عن البيانات ودمجها وتعديلها وتحديثها. كما شارك في أبحاث متعلقة بقواعد البيانات المؤقتة، وفهرسة البيانات الضخمة، وشبكات الاستشعار، ولغات البرمجة وتكامل الأنظمة، واسترجاع المعلومات، وقاعدة البيانات الزمنية والذكاء الاصطناعي.

ومع توقف مسيرته تلك برحيله عن الحياة، بادرت جامعة تكساس في أرلينتغتون بإنشاء صندوق لتكريمه، تخليدًا لسيرته، على أن يتم جمع المساهمات لصالح دعم وتقديم المنح الدراسية لطلاب قسم علوم وهندسة الكمبيوتر بالجامعة.

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى