أخبار وتقارير

من «المسابقة الرمضانية».. سيرة جبران خليل جبران بين الفن والأدب

يواصل «الفنار للإعلام»، طرح أسئلة المسابقة الرمضانية، والتي انطلقت منذ بداية شهر رمضان المعظم.

ويقول سؤال اليوم (الأحد): رسام كاريكاتير فلسطيني، عبّر برسومه عن القضية الفلسطينية، وابتكر شخصية «حنظلة». وعلى المشاركين الإجابة من بين الخيارات الثلاث: ناجي العلي – عماد حجاج – مصطفى حسين. وبإمكانكم متابعة نتيجة آخر أيام مسابقتنا الرمضانية، وأسماء الفائزين، عبر صفحة «الفنار للإعلام» على «فيسبوك» من هنا.

وكان سؤال الأمس (السبت)، يدور حول شاعر، وكاتب، ورسام لبناني، من شعراء المهجر، وصاحب كتاب «النبي». وكانت الإجابة الصحيحة، هي: جبران خليل جبران. وفي السطور التالية نتعرف على موجز سيرته الفنية والأدبية.

جبران خليل جبران

في كتابه المعنون: «جبران خليل جبران»، ضمن سلسلة «سِير وأعلام»، (مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2012)، يقول المؤلف فؤاد المرعي إن جبران لم يكن ممن تتلخص حياتهم بعبارة «ولد، فعاش، فمات»، فالأعوام التي عاشها ضمّت في خلال عمر واحد، قصير نسبيًا، أعمار أجيال سبقته، وأعمار أجيال عاصرته، وأضاءت الدرب لأجيال ستأتي بعده.

«الأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، والرجاء في اليأس، والقوة في الضعف، هي ينبوع الحنو والرأفة والشفقة والغفران، فالذي يفقد أمه يفقد صدرًا يسند إليه رأسه، ويدًا تباركه، وعينًا تحرسه».

جبران خليل جبران

ثمانية وأربعون عامًا، أوّلها في بشرّي (لبنان)، وآخرها في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية (6 كانون الثاني/يناير 1883 – 10 نيسان/أبريل 1931). تلك هي الفسحة التي منحها القدر لجبران ليقول ما قال، ويكتب ما كتب، ويرسم ما رسم، إنها فسحة قصيرة جعل منها جبران، بموهبته، وسعيه الدائب نحو الحق والخير والجمال، علامة مميزة، فكرًا، وتصويرًا، وأدبًا، في تاريخ الثقافة العربية، بتعبير «المرعي».

ولد جبران في بلدة بشرّي، شمال لبنان، التي كانت آنذاك تابعة لمتصرفية جبل لبنان العثمانية، في أسرة صغيرة رقيقة الحال؛ أبوه، خليل سعد جبران، قروي بسيط، خشن الطباع. أما أمّه، كاملة رحمة، فمن عائلة ذات خلفية دينية، وقد تلقت عناية مادية وثقافية وعاطفية. وبعد وفاة زوجها الأول الذي أنجبت منه ولدها البكر بطرس، وإبطال زواجها الثاني، تزوجت خليل جبران، وأنجبت منه جبران، وشقيقتيه ماريانا وسلطانة.

قضى جبران طفولته في بلدة بشرّي الغنية بجمال طبيعتها «الذي اغترف منه ثروة رافقته طول العمر». لم يذهب إلى المدرسة، لأن والده لم يكن مهتمًا بذلك، غير أنه تعلم العربية، وتدرب على الرسم والموسيقى بفضل رعاية أمه، وتشجيعها، فتتلمذ في العربية والسريانية على يد الأب جرمانوس. وعلّمه الأب سمعان، كاهن البلدة، القراءة والكتابة. ولاحظت أمه ميله إلى الرسم، فأهدته ألبوم لوحات لليوناردو دافنشي ترك في نفسه أثرًا عميقًا عبّر عنه بعد سنين طويلة، بقوله: «لم أر قطّ عملًا لليوناردو دافنشي إلا وانتاب أعماقي شعور بأن جزءًا من روحه تسلل إلى روحي».

تركت أمه بصمات عميقة في شخصيته، عبّر عنها في «الأجنحة المتكسرة»، بقوله: «الأم هي كل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحزن، والرجاء في اليأس، والقوة في الضعف، هي ينبوع الحنو والرأفة والشفقة والغفران، فالذي يفقد أمه يفقد صدرًا يسند إليه رأسه، ويدًا تباركه، وعينًا تحرسه».

بين لبنان والولايات المتحدة الأمريكية

في عام 1894، هجرت أسرة جبران لبنان إلى بوسطن بالولايات المتحدة، واستقرت في الحي الصيني الفقير، لكنه ما لبث أن عاد إلى لبنان في العام 1898 ليلتحق بمدرسة «الحكمة» لثلاث سنوات، درس فيها، وفق برنامج خاص، اللغة العربية. وبعد استعراض مفصل لمراحل حياته، في تلك الفترة، نصل مع المؤلف فؤاد المرعي إلى صيف 1911، حين أنهى جبران قصته الطويلة «الأجنحة المتكسرة»، ولوحته «إيزيس»، وزيّن بالرسوم كتابًا لأمين الريحاني، وغير ذلك من الأنشطة الأدبية والثقافية.

كتاب «النبي»

في خريف 1920، أصدرت دار «الهلال» المصرية، كتاب جبران المعنون: «العواصف»، والذي حمل فيه على عيوب الشرقيين، وتعلّقهم بالماضي والتقاليد البالية، وأعلن رفضه حالة خنوع المضطهدين وضعفهم، داعيًا إياهم إلى الطموح والسمو. وفي الأعوام الثلاثة التالية لذلك التاريخ، انصرف جبران إلى إنجاز كتابه الأهم «النبي»، حتى دفعه إلى النشر في خريف 1923.

وفي عام 1931، آخر أعوام حياته، قال جبران عن كتابه «النبي»: «شغل هذا الكتاب الصغير كل حياتي. كنت أريد أن أتأكد بشكل مطلق من أن كل كلمة كانت حقًا أفضل ما أستطيع تقديمه».

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

توفي جبران بمرض السرطان، في العاشر من نيسان/أبريل 1931، في أحد مستشفيات نيويورك، وهو في الثامنة والأربعين من عمره، ودفن في مقبرة «مونت بينديكت» إلى جوار أمه، وشقيقته سلطانة، وأخيه غير الشقيق بطرس. وفي صيف العام نفسه، نقل رفاته، بعد موافقة شقيقته ماريانا، إلى مسقط رأسه في لبنان. ونُقشت على قبره عبارة تقول: «كلمة أريد رؤيتها على قبري: أنا حي مثلكم، وأنا الآن إلى جانبكم. أغمضوا عيونكم، انظروا حولكم، وستروني..».

ثلاثة فائزين يوميًا

على مدار أيام شهر رمضان المعظم، قدمت المسابقة الرمضانية من «الفنار للإعلام»، ثلاث جوائز لثلاثة فائزين، بعد إجراء قرعة بأسماء المشاركين عبر صفحتنا على موقع «فيسبوك». والجوائز اليومية عبارة عن رموز ترويجية «Promo Codes»، لاشتراكات مجانية لمدة شهر في منصات «المنتور» (almentor)، و«ستوريتل» (Storytel)، و«أبجد» (Abjjad)، المعنية بتقديم خدمات تعليمية وثقافية لمستخدميها عبر الإنترنت. وفي نهاية الشهر الفضيل، يتم اختيار فائز واحد، باشتراك مجاني لمدة عام واحد، بمنصة «المنتور».

اقرأ أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى