أخبار وتقارير

«خبز على طاولة الخال ميلاد».. رواية عن قضايا الجندر تفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية

بعد ثلاث سنوات من الغياب القسري بسبب جائحة كوفيد-19، عادت الجائزة العالمية للرواية العربية، اليوم (الأحد)، إلى إحياء فعالياتها حضوريًا، بمدينة أبوظبي في الإمارات، لتعلن فوز رواية «خبز على طاولة الخال ميلاد»، للكاتب الليبي محمد النعّاس، في دورتها الخامسة عشرة 2022.

بموجب الجائزة، حصل الفائز على القيمة النقدية للجائزة بواقع 50,000 دولار أمريكي، مع ضمان تمويل ترجمة روايته إلى الإنجليزية.

خبز على طاولة الخال ميلاد

وقال الروائي التونسي شكري المبخوت، رئيس لجنة التحكيم، إن الرواية المتوّجة قامت على استعادة تجربة شخصيّة في ضرب من الاعترافات التي نظّم السرد المتقن المشوّق فوضى تفاصيلها، ليقدّم نقدًا دقيقًا عميقًا للتصوّرات السائدة عن الرجولة والأنوثة، وتقسيم العمل بين الرجل والمرأة وتأثيرهما النفسي والاجتماعيّ.

قضايا الجندر

وأضاف في حفل الإعلان عن الرواية الفائزة إنها تقع في صلب التساؤلات الثقافيّة الكونيّة حول قضايا الجندر لكنّها منغرسة، في آن واحد، في بيئتها المحلّيّة والعربيّة بعيداً عن التناول الإيديولوجيّ المسيء لنسبيّة الرواية وحواريّتها.

وبدوره، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، في بيان مكتوب، إن الرواية تسرد قصة حياة شخصيتها الرئيسة، ميلاد، في علاقاتها التي تتقاطع، بتوتّر جندري، مع محيطها الاجتماعي بكل توقّعاته المتوارثة في المجتمع الليبي في النصف الثاني من القرن العشرين.

وأضاف أن بطل الرواية يطل علينا من ثنايا السرد، متقمّصًا دور الراوي العليم؛ ليدخلنا في عوالمه الباطنة التي يتخمّر فيها الخبز، نابضًا بحياة تجعل منه شخصية رئيسة، في النص الروائي، إلى جانب ميلاد. ومما يميز هذا النص الروائي الماتع – يقول سليمان – الجرأة في السرد، والاقتصاد فيه، والانفتاح على مسارات من القص لا توصد الأبواب، وتدفّق اللغة التي تنساب الفصحى في عروقها بألق لا مبالغة فيه؛ للتعبير عن خبايا الروح والجسد بلا تكلّف أو ابتذال.

«الرواية المتوّجة قامت على استعادة تجربة شخصيّة في ضرب من الاعترافات التي نظّم السرد المتقن المشوّق فوضى تفاصيلها، ليقدّم نقدًا دقيقًا عميقًا للتصوّرات السائدة عن الرجولة والأنوثة».

شكري المبخوت رئيس لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية

وتابع أن الرواية الفائزة تعلن عن ميلاد روائي عربي واعد، لينضم إلى كوكبة الكتاب الشبّان الذين قدّمتهم «البوكر العربية» (الاسم الذي تشتهر به الجائزة) إلى القارئ العربي، في وطنه الكبير من المحيط إلى الخليج، وفي مهاجر هذا القارئ في شتّى أصقاع المعمورة.

ويصف الموقع الإلكتروني للجائزة، الرواية بأنها فريدة من نوعها، تقع أحداثها في ليبيا، حيث يبحث ميلاد، في مجتمع القرية المنغلق، عن تعريف الرجولة المثالي حسبما يراها مجتمعه، يفشل طوال مسار حياته في أن يكون رجلًا بعد محاولات عديدة، فيقرر أن يكون نفسه، وأن ينسى هذا التعريف بعد أن يتعرف على حبيبته وزوجته المستقبلية زينب، يعيش أيامه داخل البيت يضطلع بأدوار خصّ المجتمع المرأة بها، فيما تعمل حبيبته على إعالة البيت. يظل ميلاد مُغَيَّبا عن حقيقة سخرية مجتمعه منه حتى يُفشي له ابن عمه ما يحدث حوله. تعيد هذه الرواية مساءلة التصورات الجاهزة لمفهوم «الجندر» وتنتصر للفرد في وجه الأفكار الجماعية القاتلة، بتعبير الموقع.

«عيلة وخالها ميلاد»

وفي محاولة لتقديم تفسير لاسم الخال ميلاد في عنوان روايته، ذكر المؤلف في تسجيل مصوّر، تم عرضه خلال حفل الجائزة، أن العنوان يعود إلى مثل ليبي يقول «عيلة وخالها ميلاد»، ويُطلَق على العائلة التي تعيش إناثها في إطار لا يتفق مع التقاليد المحافظة في الثقافة الليبية.

محمد النعّاس

محمد النعّاس قاص وكاتب صحفي ليبي من مواليد عام 1991. حصل على بكالورويس الهندسة الكهربائية من جامعة طرابلس، عام 2014، وصدر له «دم أزرق» (مجموعة قصصية) في عام 2020. «خبز على طاولة الخال ميلاد» (2021) هي روايته الأولى وكتبها في ستة أشهر أثناء فترة الحجر الصحي، عندما كان مقيمًا في مدينة طرابلس الليبية، تحت القصف وأخبار الموت عن المرض والحرب، وكانت كتابة الرواية «حصنه من الدخول إلى مرحلة الجنون» على حد تعبيره.

يعتبر النعّاس – وعمره 31 عامًا – ثاني أصغر فائز بالجائزة في تاريخها وأول كاتب ليبي. صدرت «خبز على طاولة الخال ميلاد» بدعم من مؤسسة آريتي الليبية.

اختيرت رواية «خبز على طاولة الخال ميلاد» من قبل لجنة التحكيم باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر بين 1 تموز/ يوليو 2020 و30 حزيران/ يونيو 2021، وجرى اختيارها من بين ست روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من الإمارات (لأول مرة)، وعُمان، وليبيا، والكويت، ومصر، والمغرب.

وكان الكتّاب الذين ترشحوا للقائمة القصيرة، هم: طارق إمام، وبشرى خلفان، وريم الكمالي، وخالد النصرالله، ومحمد النعّاس، ومحسن الوكيلي، وتلقى المرشحون الستة جائزة تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار أميركي، قبل أن يتم حسم اللقب لصالح «النعّاس».

جرى اختيار الرواية الفائزة من قبل لجنة تحكيم مكونة من خمسة أعضاء، برئاسة الروائي والأكاديمي التونسي شكري المبخوت، الذي فاز بالجائزة عام 2015 عن روايته «الطلياني»، وعضوية كل من إيمان حميدان، كاتبة لبنانية وعضو الهيئة الإدارية لنادي القلم العالمي، وبيان ريحانوفا، أكاديمية ومترجمة بلغارية، وعاشور الطويبي، طبيب، وشاعر، ومترجم من ليبيا، وسعدية مفرح، شاعرة وناقدة من الكويت.

اقرأ أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى