أخبار وتقارير

كيف واجه العرب والأفارقة تحديات كوفيد-19 في قطاع التعليم؟ ثلاثة وزراء يجيبون

من بين عناوين شتى ناقشها منتدى التعليم العالمي، في دورته للعام الجاري 2022، بالعاصمة البريطانية لندن، طغى ملف مواجهة تداعيات كوفيد-19 في قطاع التعليم، على مشاركات رسمية رفيعة، لوزراء يمثلون حكومات عربية وإفريقية.

وخلال المنتدى، الذي عُقد بين الثاني والعشرين والخامس والعشرين من أيار/مايو الجاري، قال خايمي سافيدرا، المدير العالمي للتعليم بالبنك الدولي، إنه ما كان ينبغي إغلاق المدارس أثناء جائحة فيروس كورونا.

وقد جمع الحدث وزراء التربية والتعليم العالي والمهارات من جميع أنحاء العالم، لمناقشة سبل بناء أنظمة تعليم أقوى. وتركزت المناقشات حول تأثير الاضطرابات التي سببها وباء كوفيد-19 على تلك الجهود.

تناول المتحدثون تجارب بلدانهم أثناء الوباء وطرق استجابتهم لتحديات الجائحة. وقالت ماتسي أنجلينا موتشيكجا، وزيرة التعليم الأساسي في جنوب إفريقيا، في نفس الجلسة التي تحدث فيها «سافيدرا»، إن إغلاق المدارس أثر على أسر بأكملها، وليس الأطفال فحسب. وأضافت: «ربما تم تجاهل حقيقة أن المدارس توفر الرعاية للأطفال فضلًا عن التعليم».

تسريع الإصلاحات المدرسية

عندما تفشى الوباء، وتسبب في تعطيل التعليم، أنشأت السعودية برنامجًا للتعلم عن بعد لأكثر من ستة ملايين طالب، و25 قناة فضائية تعليمية تغطي جميع المستويات، ومنصة تعليمية تفاعلية لجميع الأطفال، وبرنامجًا لأولياء الأمور لإشراك الأسرة في تعليم أطفالها.

حمد بن محمد آل الشيخ وزير التعليم السعودي

من جانبه، قال حمد بن محمد آل الشيخ، وزير التعليم السعودي، إن بلاده اعتبرت جائحة كوفيد-19 بمثابة فرصة لتسريع التغيير وإصلاح نظام التعليم. وأضاف: «ما كان يمكن أن يستغرق إنجازه عشر سنوات في العادة قد تحقق في غضون عامين خلال الوباء».

وتابع «آل الشيخ» أنه عندما تفشى الوباء، وتسبب في تعطيل التعليم، أنشأت السعودية برنامجًا للتعلم عن بعد لأكثر من ستة ملايين طالب، و25 قناة فضائية تعليمية تغطي جميع المستويات، ومنصة تعليمية تفاعلية لجميع الأطفال، وبرنامجًا لأولياء الأمور لإشراك الأسرة في تعليم أطفالها. وواصل الحديث قائلًا: «لقد استحدثنا موضوعات تتعلق بمهارات سوق العمل، وافتتحنا أكثر من 50 كلية تطبيقية جديدة. كما قمنا أيضًا بزيادة عدد أيام الدراسة إلى 183 يومًا في السنة، لمساعدة أولئك الذين يواجهون صعوبات في مواضيع محددة».

وقال المسؤول السعودي إن وزارته بذلت جهودًا كبيرة في تعزيز مخرجات التعلّم، وتطوير الجاهزية المدرسية وتوجيه أساليب التدريس والتعلّم نحو المهارات التأسيسية ومهارات الحياة. كما استعرض المساعي الرسمية التي تستهدف تعزيز إمكانية الوصول العادل إلى تعليم جيد في مرحلة الطفولة المبكرة (ECE)، وذلك من خلال بناء فصول دراسية جديدة، والشراكة مع القطاع الخاص، وإشراك جميع أصحاب المصلحة في مجال التعليم، وتوظيف وتدريب معلمي صفوف الطفولة المبكرة.

وأوضح أن إصلاحات التعليم تضمّنت تحديث المحتوى التعليمي، وتطوير الخطط الدراسية، وتعديل المناهج الدراسية، وذلك من خلال إدخال موضوعات، وكتب مدرسية جديدة، والتأكيد على مهارات وكفاءات القرن الحادي والعشرين، إلى جانب تعزيز المواطنة العالمية وقيم السلام والتسامح والتفاهم المتبادل والتنوّع الثقافي، وذلك بحسب نص كلمته المنشور على الموقع الإلكتروني للوزارة.

التعليم والأزمة في لبنان

ضعف البنى التحتية لتطبيق التعليم من بعد، بسبب النقص في إمكانات الاتصال وغياب الكهرباء، وعدم توافر مهارات استخدام وسائل التواصل في العائلات المهمشة، يؤدي إلى زيادة الفجوة الرقمية.

عباس الحلبي وزير التربية والتعليم بحكومة تصريف الأعمال في لبنان

وفي كلمته أمام المنتدى، تحدث عباس الحلبي، وزير التربية والتعليم بحكومة تصريف الأعمال في لبنان، عن تجربة بلاده خلال الوباء. وقال إنه كان لا بد من توفير التعليم عن بعد لمليون طفل لبناني مسجلين في مدارس خاصة وعامة، فضلًا عن 350 ألف لاجئ سوري وفلسطيني.

وأعلن الوزير اللبناني عن حاجة بلده إلى «الدعم من أجل استمرار التعليم، في ظل عدم توافر مقومات فتح المدارس من دون توافر الدعم من جانب المانحين والأصدقاء». وأوضح أنه في العام 2019، كان لبنان البلد الذي يضم العدد الأكبر من النازحين في العالم، نسبة إلى عدد سكانه، وكان لهذه النسبة تأثيرات سلبية جدًا على الإقتصاد والوضع المالي والنقدي، مما تسبب في ظهور حركة احتجاجية في الشارع.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وبحسب عباس الحلبي، فقد أدت الأزمة الاقتصادية في لبنان، وتداعيات انفجار مرفأ بيروت المروع، إلى تسرب 21% من الأطفال خارج المدارس في العام 2020، مشيرًا إلى تزايد خطر التسرب بسبب الركود الإقتصادي وارتفاع كلفة التعليم غير المباشرة. كما لفت إلى أن ضعف البنى التحتية لتطبيق التعليم من بعد، بسبب النقص في إمكانات الاتصال وغياب الكهرباء، وعدم توافر مهارات استخدام وسائل التواصل في العائلات المهمشة، يؤدي إلى زيادة الفجوة الرقمية، بحسب ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان.

وزير التعليم السعودي، حمد بن محمد آل الشيخ، خلال مشاركته في منتدى التعليم العالمي في لندن (وزارة التعليم السعودية).
وزير التعليم السعودي، حمد بن محمد آل الشيخ، خلال مشاركته في منتدى التعليم العالمي في لندن (وزارة التعليم السعودية).

وإلى جانب وزراء التعليم والمهارات، ضم المنتدى، الذي عُقد تحت عنوان «التعليم: معًا نمضي لبناء تعليم أقوى، أكثر جرأة، وأفضل»، ممثلين للقطاع الصناعي، وقادة المنظمات الدولية مثل يونيسف، والبنك الدولي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وقال بيتر فيليبس، الرئيس التنفيذي لمطبعة جامعة كامبريدج، إن عدد وزراء التعليم الذين حضروا هذا العام (أكثر من 100 وزير) كان الأكبر على الإطلاق، الأمر الذي يوضح مدى أهمية التعليم، وفق تعبيره.

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى