أخبار وتقارير

موجز تاريخ «المارستان» عند العرب في المسابقة الرمضانية من «الفنار للإعلام»

يواصل «الفنار للإعلام»، عبر صفحتنا على «فيسبوك»، طرح أسئلة المسابقة الرمضانية، والتي انطلقت منذ بداية شهر رمضان المعظم. وجاء سؤال الأمس (الجمعة)، حول كلمة فارسية تعني مستشفى، واستخدمها المسلمون في العصور الوسطى. وكانت الإجابة الصحيحة، من بين خيارات ثلاث، هي: «المارستان».

أما سؤال اليوم (السبت)، فيقول: موسيقي ومطرب عربي عاش في العصر العباسي، وله أفضال كثيرة في تطوير الموسيقى العربية في عصره، وأضاف وترًا خامسًا للعود، فمن هو؟ وعلى المشاركين الاختيار من بين: إسحاق الموصلي، وأبو الحسن علي بن نافع الموصلي، وإبراهيم بن المهدي.

بيمارستان.. مارستان

في كتابه «تاريخ البيمارستانات في الإسلام»، (طبعة رقمية، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، القاهرة، 2012)، يقول المؤلف أحمد عيسى إن كلمة «بيمارستان»، كانت تعبر عن المستشفيات خلال العهد الإسلامي، وحتى إنشاء مستشفى أبي زعبل بضاحية القاهرة، وهو أول مستشفى أنشئ على النظام الحديث في مصر سنة 1825 من الميلاد.

«كانت البيمارستانات من أول عهدها إلى زمن طويل، مستشفيات عامة، تعالج فيها جميع الأمراض والعلل من باطنية وجراحية ورمدية وعقلية، إلى أن أصابتها الكوارث ودار بها الزمن وحل بها البوار وهجرها المرضى، فأقفرت إلا من المجانين.

أحمد عيسى
مؤلف كتاب «تاريخ البيمارستانات في الإسلام»

والبيمارستانات – يقول الكاتب – هي إحدى المنشآت والعمائر كالمساجد والتكايا والقباب والمدارس، وغيرها مما كان يشيده الخلفاء والسلاطين والملوك والأمراء وأهل الخير على العموم، صدقة، وحسبة، وخدمة للإنسانية وتخليدًا لذكراهم. ولم تكن مهمة هذه البيمارستانات قاصرة على مداواة المرضى، بل كانت في نفس الوقت معاهد علمية ومدارس لتعليم الطب، يتخرج منها المتطببون والجراحون، كما يتخرجون اليوم من مدارس الطب.

والبيمارستان (بفتح الراء وسكون السين) كلمة فارسية مركبة من كلمتين (بيمار) بمعنى مريض، أو عليل، أو مصاب و(ستان) بمعنى مكان، أو دار فهي إذن دار المرضى، ثم اختصرت في الاستعمال فصارت «مارستان» كما ذكرها «الجوهري» في كتابه «الصحاح».

كانت البيمارستانات من أول عهدها إلى زمن طويل، مستشفيات عامة، تعالج فيها جميع الأمراض والعلل من باطنية وجراحية ورمدية وعقلية، إلى أن أصابتها الكوارث ودار بها الزمن وحل بها البوار وهجرها المرضى، فأقفرت إلا من المجانين حيث لا مكان لهم سواها؛ فصارت كلمة «مارستان» إذا سُمعت «لا تنصرف إلا إلى مأوى المجانين».

ولم يغب عن العرب في صدر الإسلام، تعلم الطب، حيث ينقل المؤلف عن القاضي صاعد بن أحمد الأندلسي في كتابه «طبقات الأمم»، قوله إن العرب في صدر الإسلام «لم تُعن بشيء من العلوم إلا بلغتها ومعرفة أحكام شريعتها، حاشا علوم الطب، فإنها كانت موجودة عند أفراد منهم غير منكورة عند جماهيرهم لحاجة الناس طرًّا إليها».

سؤال المسابقة الرمضانية من «الفنار للإعلام» في ثامن أيام رمضان. (الفنار للإعلام).
سؤال المسابقة الرمضانية من «الفنار للإعلام» في ثامن أيام رمضان. (الفنار للإعلام).

وبحسب أحمد عيسى (1876 – 1946)، وهو أديب ومؤرخ مصري، ودرس بمدرسة الطب في القاهرة، فإن عواصم العرب عرفت قديمًا بيمارستان «ثابت»، وآخر «محمول». والثابت ما كان بناءً ثابتًا في جهة من الجهات لا ينتقل منها، وهذا النوع من البيمارستانات كان كثير الوجود في كثير من البلدان الإسلامية، لا سيما في العواصم الكبرى كالقاهرة وبغداد ودمشق، ولا يزال أثر بعضها باقيًا على مر الدهور إلى الآن، كالبيمارستان المنصوري (قلاوون الآن) بالقاهرة، والبيمارستان المؤيدي بالقرب من القلعة بالقاهرة أيضًا، والبيمارستان النوري الكبير بدمشق، والبيمارستان القيمري بها أيضًا، وبيمارستان أرغون بحلب.

أما البيمارستان المحمول، فهو الذي ينقل من مكان إلى مكان، بحسب ظروف الأمراض والأوبئة وانتشارها وكذا الحروب. وكان هذا النوع من البيمارستانات معروفًا لدى خلفاء الإسلام وملوكهم وسلاطينهم وأطبائهم، بل الراجح أن يكونوا هم أول من أنشأه، وهو عبارة عن مستشفى مجهز بجميع ما يلزم للمرضى والمداواة من أدوات وأدوية وأطعمة وأشربة وملابس وأطباء وصيادلة، وكل ما يعين على ترفيه الحال على المرضى والعجزة والمزمنين والمسجونين، ينقل من بلد إلى أخرى من البلدان الخالية من بيمارستانات ثابتة، أو التي يظهر فيها وباء أو مرض معد.

ثلاثة فائزين يوميًا

في المسابقة الرمضانية من «الفنار للإعلام»، يتم اختيار ثلاثة فائزين يوميًا، بعد إجراء قرعة بأسماء المشاركين عبر صفحتنا على موقع «فيسبوك». والجوائز اليومية عبارة عن رموز ترويجية «Promo Codes»، لاشتراكات مجانية لمدة شهر في منصات «المنتور» (almentor)، و«ستوريتل» (Storytel)، و«أبجد» (Abjjad)، المعنية بتقديم خدمات تعليمية وثقافية لمستخدميها عبر الإنترنت. وفي نهاية الشهر الفضيل، سيتم اختيار فائز واحد، باشتراك مجاني لمدة عام بمنصة «المنتور».

اقرأ أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى