أخبار وتقارير

من «المسابقة الرمضانية».. حيرة نجيب محفوظ بين الفلسفة والأدب

يواصل «الفنار للإعلام»، عبر صفحتنا على «فيسبوك»، طرح أسئلة المسابقة الرمضانية، والتي انطلقت منذ بداية شهر رمضان المعظم.

ويقول سؤال اليوم (الجمعة): «تهافت الفلاسفة»، من أشهر كتب أبو حامد الغزالي، ورد عليه فيلسوف شهير بكتاب أسماه: «تهافت التهافت»، فمن هو؟ وعلى المشاركين الإجابة من بين ثلاث خيارات، وهي: ابن سينا – ابن رشد – ابن طفيل. أما سؤال الأمس فكان يتعلق بالقسم الذي درس فيه نجيب محفوظ، الأديب العربي الوحيد الحاصل على جائزة نوبل في الأدب، حين كان بالمرحلة الجامعية، في كلية الآداب بجامعة القاهرة. وكانت الإجابة الصحيحة، هي: الفلسفة.

نجيب محفوظ.. بين الفلسفة والأدب

في كتابه «الرؤية والأداة.. نجيب محفوظ»، يقول الناقد الراحل عبد المحسن طه بدر (1932 – 1990) (دار المعارف، مصر)، إنه إذا كان نجيب محفوظ (1911 – 2006) يتميز بمحاولته تقديم رؤية جادة وصادقة في إبداعه الروائي، «فمن حقنا أن نشير إلى فترة طويلة من التردد واكبت بداياته الأدبية الأولى كان فيها مترددًا في اختياره بين الفلسفة والأدب، معتقدًا أن الأدب ليس هدفًا جادًا بالقدر الكافي، وأن الفلسفة أقدر منه على كشف الحقيقة».

ويشير «بدر» إلى الوسط الاجتماعي، في ذلك الزمن، ساعد على تعميق هذا الإحساس في وجدان الأديب العربي الوحيد الحائز على جائزة نوبل في الأدب. وينقل الناقد الشهير عن «مجلة الطليعة» (عدد كانون الثاني/يناير، 1973) قول نجيب محفوظ: «لم تكن البيئة تهتم بالأدب وكانت تهتم بالسياسة. وبالنسبة للفن والأدب لم تكن تهتم بهما اهتمامًا جوهريًا، حتى وإن أعجبت ببعض المشتغلين بالفن والأدب، فهو إعجاب ربما كان أعلى درجة أو درجتين إعجابها بلاعب سيرك، لدرجة أنه يمكن القول أنها كانت بيئة تحب الفن، ولكنها لا تحترمه».

ويضيف صاحب «أولاد حارتنا»: «لهذا تعودت لمدة كبيرة أن أتستر على عملي الأدب حتى وأنا موظف، فقد تخرجت من كلية الآداب قسم الفلسفة عام 1934، وحتى لا أعرض نفسي للسخرية، كنت أنكر أمام زملائي الموظفين أنني كاتب تلك القصص التي تنشر لي في مجلتي الرواية والرسالة خوفًا على سمعتي».

ويعلق عبد المحسن طه بدر بالقول إن مرحلة التردد في الاختيار بين الأدب والفلسفة استمرت إلى الفترة التي كتب فيها نجيب محفوظ رواية «رادوبيس».

ويضيف أنه كان في هذه الفترة يتصور أن «وظيفة الأدب هي تقديم التسلية والمتعة، وأن غاية الفلسفة هي الكشف عن الحقيقة»، ولذلك ظل إنتاجه واهتمامه موزعًا بين الأدب والفلسفة، بين استعداده الأدبي وبين رغبته في هدف جاد يسخر له حياته وقلمه.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

ويشير إلى أنه بعد التخرج سجّل موضوعًا لدراسة الماجستير بعنوان: «مفهوم الجمال في الفلسفة الإسلامية»، تحت إشراف الشيخ مصطفى عبد الرازق، ثم يأتي عام 1936، وتتوزع مشاعر نجيب محفوظ بين الانصراف إلى الأدب أو دراسة الفلسفة، وفي النهاية يختار الطريق الأولى على الرغم من شكوكه حول ما إذا كانت مهنة الأدب مهنة جادة بالقدر الكافي. ولم يتقاض شيئا عن كتبه الثلاثة الأولى، ومع ذلك استمر في الكتابة، واشتهر لذلك بين أصدقائه بلقب «صابر»، بحسب ما يخبرنا به الكتاب نفسه.

ثلاثة فائزين يوميًا

في المسابقة الرمضانية من «الفنار للإعلام»، يتم اختيار ثلاثة فائزين يوميًا، بعد إجراء قرعة بأسماء المشاركين عبر صفحتنا على موقع «فيسبوك». والجوائز اليومية عبارة عن رموز ترويجية «Promo Codes»، لاشتراكات مجانية لمدة شهر في منصات «المنتور» (almentor)، و«ستوريتل» (Storytel)، و«أبجد» (Abjjad)، المعنية بتقديم خدمات تعليمية وثقافية لمستخدميها عبر الإنترنت. وفي نهاية الشهر الفضيل، سيتم اختيار فائز واحد، باشتراك مجاني لمدة عام واحد بمنصة «المنتور».

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى