في خطوة قد تحمل أملًا جديدًا لملايين المصابين بالفصام، أو ما يعرف بالشيزوفرينيا، حول العالم، حددت ميّاسة النعمة، وهي باحثة عراقية في مجال الكيمياء الصيدلانية، هدفًا دوائيًا محتملًا، من شأنه أن يمهد الطريق لتصنيع علاج لهذا المرض.
في بحثها لنيل درجة الدكتوراه بجامعة UCSI الماليزية، والمنشور بمجلة «السوائل الجزيئية» Journal of Molecular Liquids، حددت «النعمة» مركبًا يمكنه تثبيط إنزيمين في الدماغ مرتبطين بأعراض مرض الفِصام، ووجدت أن المركب يساعد في تخفيف الأعراض في نماذج الفئران المصابة بالمرض. وقد حصل البحث على جائزة تقديرية من معرض ماليزيا للتكنولوجيا الافتراضي في تشرين الأول/ أكتوبر 2021.
استلهمت «النعمة»، المولودة في بغداد، فكرة التركيز على عقاقير مرض الفِصام، بعد حصولها على منحة دراسية لنيل درجة الماجستير في الكيمياء الصيدلانية بالجامعة نفسها في العام 2016.
في مقابلة عبر تطبيق «زووم»، قالت الباحثة العراقية لـ«الفنار للإعلام» إنها كانت ترغب في دراسة التكنولوجيا الصيدلانية، لكن البرنامج لم يكن متاحًا في ذلك الفصل الدراسي. ورغم أنها لم تكن شغوفة بالكيمياء، ولم يكن لديها خيار آخر، إلا أن لحظة الإلهام بالنسبة لها، جاءت عندما ذكر أحد المحاضرين موضوع «الالتحام الجزيئي» Molecular Docking، وهي تقنية تستخدم برنامج حاسوب للتنبؤ بكيفية تصرف المركب المستهدف في مواقف مختلفة، وبالتالي تساعد في تحديد الأدوية الجديدة المحتملة.
عن تلك اللحظة، قالت إن هذا ما كانت تريد القيام به بالضبط. وعلى مدار العامين التاليين، عملت على تحديد مركب يمكنه علاج أعراض الفِصام، بشكل أفضل من الأدوية المضادة للذُهان شائعة الاستخدام راهنًا. وفي عام 2018، حصلت على درجة الماجستير في العلوم، وفازت بمنحة للحصول على درجة الدكتوراه في نفس الجامعة.