أخبار وتقارير

من «المسابقة الرمضانية».. لمحات من جدال الغزالي وابن رشد بين الفلسفة والدين

يواصل «الفنار للإعلام»، عبر صفحتنا على «فيسبوك»، طرح أسئلة المسابقة الرمضانية، والتي انطلقت منذ بداية شهر رمضان المعظم.

ويقول سؤال اليوم (السبت): اشتهرت مدينة حلب السورية بفن القدود الحلبية، ولكن منشأ هذا الفن الأصلي كان في: تونس – بغداد – الأندلس. وعلى المشاركين الاختيار من بين الإجابات الثلاث. أما سؤال الأمس فكان يدور حول مؤلف كتاب «تهافت التهافت» الذي رد على كتاب أبي حامد الغزالي المعنون «تهافت الفلاسفة»، وكانت الإجابة الصحيحة، هي: ابن رشد.

«تهافت التهافت» لابن رشد

في كتابه المعنون: «ابن رشد الفيلسوف»، (طبعة رقمية، مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، 2014) يخصص المؤلف محمد يوسف موسى، فصلًا حول ذلك الجدال الفلسفي الذي خاضه ابن رشد مع الغزالي.

وينقل الكاتب عن كتاب «تهافت التهافت» لابن رشد في رده على الغزالي، قوله: «إن قصده ها هنا ليس هو معرفة الحق، وإنما قصده إبطال أقاويلهم، وإظهار دعاويهم الباطلة، فقصد لا يليق به، بل بالذين في غاية الشر، وكيف لا يكون ذلك كذلك ومعظم ما استفاد هذا الرجل من النباهة، وفاق الناس فيما وضع من الكتب التي وضعت [لعله: وضعها] فيها، إنما استفادها من كتب الفلاسفة ومن تعليمهم».

ويضيف ابن رشد في معرض الرد نفسه: «وهَبْهُم أخطئوا في شيء؛ فليس من الواجب أن ينكر فضلهم في النظر وما راضوا به عقولنا، ولو لم يكن لهم إلا صناعة المنطق لكان واجبًا عليه وعلى جميع من عرف مقدار هذه الصناعة شكرهم عليها… أفيجوز لمن استفاد من كتبهم وتعاليمهم مقدار ما استفاد هو منها، حتى فاق أهل زمانه، وعظم في ملة الإسلام صيته وذكره، أن يقول فيهم هذا القول، وأن يصرح بذمهم على الإطلاق وذم علومهم؟!».

وفي ختام الفقرات المقتبسة من كتابه «تهافت التهافت»، يقول ابن رشد: «وإذن وضعنا [أي: سلمنا] أنهم يخطئون في أشياء من العلوم الإلهية، فإنَّا إنما نحتج على خطئهم من القوانين التي علمونا إياها في علومهم المنطقية، ونعتقد أنهم لا يلوموننا على التوقيف على خطأ إن كان في آرائهم؛ فإن قصدهم إنما هو معرفة الحق، ولو لم يكن لهم إلا هذا القصد لكان ذلك كافيًا في مدحهم، مع أنه لم يقل أحد من الناس في العلوم الإلهية قولًا يُعتد به، وليس يُعصم أحد من الخطأ إلا من عصمه الله بأمر إلهي خارج عن طبيعة الإنسان، وهم الأنبياء، فلا أدري ما حمل هذا الرجل على مثل هذه الأقوال! أسأل الله العصمة والمغفرة من الزلل في القول والعمل».

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

https://www.bue.edu.eg/

وفي ترجمته لابن رشد، يخبرنا المؤلف عن نشأته فيقول: هو أبو الوليد محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد. ولد في قرطبة في منتصف القرن الخامس، وبرز في الفقه حتى صار كما يقول الضَّبِّي في «بُغْيَة المُلْتَمِس»: «أوحد زمانه فيه». ونبت نباتًا حسنًا، فعرَف له المرابطون — والموحدون من بعدُ — فضله في الفقه والدين مع الخُلُق الكامل، فصار صاحب الصلاة بالمسجد الجامع بقرطبة، وقاضي الجماعة بها، كما يذكر ابنُ بشْكُوال، صاحب كتاب «الصلة»، معاصره وأحد مؤرخي أئمة الأندلس وعلمائها ومحدثيها وفقهائها وأدبائها.

وكان لتقدُّمه في الفقه على جميع معاصريه مَفْخَرة من مفاخر الأندلس، ونُجعة رائدي التفقه من جميع أقطارها، والمرجع في المشكلات وعظائم الأمور طيلة حياته، كما كان مشاركًا في علوم أخرى كثيرة، «مع الدين والفضل والوقار والحِلْم والسَّمْتِ الحسن والهدي الصالح»، وفق الكاتب نفسه.

ثلاثة فائزين يوميًا

في المسابقة الرمضانية من «الفنار للإعلام»، يتم اختيار ثلاثة فائزين يوميًا، بعد إجراء قرعة بأسماء المشاركين عبر صفحتنا على موقع «فيسبوك». والجوائز اليومية عبارة عن رموز ترويجية «Promo Codes»، لاشتراكات مجانية لمدة شهر في منصات «المنتور» (almentor)، و«ستوريتل» (Storytel)، و«أبجد» (Abjjad)، المعنية بتقديم خدمات تعليمية وثقافية لمستخدميها عبر الإنترنت. وفي نهاية الشهر الفضيل، سيتم اختيار فائز واحد، باشتراك مجاني لمدة عام واحد بمنصة «المنتور».

اقرأ أيضًا:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى