تبدو الحكاية العائلية في رواية «السندباد الأعمى.. أطلس البحر والحرب» للروائية الكويتية بثينة العيسى، هي الحدث المركزي والرمزي في آن واحد. ومن خلال هذه الحكاية تبرز تساؤلات حول الذاكرة، والجذور، والهوية داخل المجتمع خلال الغزو العراقي للكويت في العام 1990.
وعلى وقع أصداء حرب الخليج الثانية طيلة سير الأحداث، تقترب الرواية بالتدريج من حكاية «نادية»، الزوجة الحالمة التي تحب الكتابة، وتحلم بكتابة أول رواية لها. «عندما أتم الأربعين، سوف أكتب رواية»، هكذا كانت تقول البطلة. ورغم انسحاب «نادية» مبكرًا من السرد، بعد حادث عائلي يودي بحياتها، إلا أن حضورها يظل مركزيًا على مدار صفحات الرواية.
في دائرة «نادية» نتعرف على الزوج «نواف» وطفلتهما «مناير»، وصديق العائلة «عامر»، ورغم أن ظهورهم الأول في السرد كان على شاطئ البحر، حيث الموج، والرمال، والسماء الصافية، يتوجون، بحساسية ورهافة، هذا التجمع الأسري، إلا أن سرعان ما يقع حادث أرعن وقاسِ يشهد عليه البحر، ويتسبب في تحوّلات جذرية لمصائر الأبطال الأربعة.