أخبار وتقارير

جدل حول القيود الصحية يرافق استئناف تنظيم معرض الجزائر الدولي للكتاب

بعد غياب لعامين متتالين، بسبب القيود التي فرضها وباء كوفيد-19، تنطلق فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من معرض الجزائر الدولي للكتاب، في الفترة ما بين الرابع والعشرين من آذار/مارس الجاري، وحتى مطلع نيسان/أبريل المقبل، تحت شعار: «الكتاب جسر الذاكرة».

وبحسب بيان من وزارة الثقافة الجزائرية، فإن قرار الرئيس عبد المجيد تبون بإعفاء دور النشر المشاركة من رسوم إيجار الأجنحة «لاقى ترحيبًا واسعًا، واستحسانًا كبيرًا من الناشرين الجزائريين والأجانب». وجاء تمديد فترة إقامة فعاليات المعرض حتى مطلع أبريل، الذي يوافق نهاية أسبوع دراسي، بدلًا من اختتامه في الحادي والثلاثين من آذار/مارس، بغية إتاحة الفرصة للطلاب للمشاركة في الفعاليات.

منصة لشراء الكتب عن بعد

وتشمل الاستعدادات للحدث الثقافي البارز، إطلاق منصة رقمية تتيح إمكانية شراء الكتب عن بعد، وتنظيم فعاليات ثقافية، بالتزامن مع أعمال المعرض، بكل الولايات الجزائرية، ومن خلال شبكة المكتبات العمومية، والمكتبات المتنقلة، مع تنظيم مسابقات بين الأطفال والشباب، تحت شعار: «الكتاب في الشارع»، وفق البيان نفسه.

«تمسك وزارة الثقافة بشرط إحضار بطاقة الحصول على اللقاح، والتي تستوجب أخذ جرعتين في فترة زمنية متباعدة، يحسم أمر فشل الدورة الخامسة والعشرين لمعرض الكتاب».

رفيق طيبي
أديب جزائري

وتعلق الكاتبة والسيناريست عبلة بلعمري في تصريح لـ«الفنار للإعلام» بالقول إن إطلاق منصة رقمية، واستحداث أنشطة ثقافية جديدة على هامش الفعاليات، أمور تبشر بأن تكون الدورة الجديدة لمعرض الكتاب عند حسن تطلعات القارئ والمواطن الجزائري.

إيطاليا ضيف شرف

ويصف محافظ المعرض محمد إيقرب، الدورة المزمع تنظيمها خلال الشهر الجاري، بأنها «استثنائية»، لكونها تنعقد في آذار/مارس، وليس في تشرين الأول/ أكتوبر، وتشرين الثاني/نوفمبر، كما جرت العادة سنويًا.

ويشهد المعرض مشاركة 32 دولة عربية وأجنبية، مع توقعات بزيادة المشاركة العربية، وخاصة بعد قرار إعفار دور النشر من رسوم إيجار الأجنحة. ويقول «إيقرب» لـ«الفنار للإعلام» إنهم يترقبون مشاركة ألف عارض من مختلف قارات العالم، بالإضافة إلى حضور أدباء بارزين، مثل الأردني إبراهيم نصر الله، والإيطالي ريكاردو نيكولاي.

وبحسب محمد إيقرب، ستكون إيطاليا ضيف شرف المعرض، «باعتبار أن هذا البلد كان من أبرز الداعمين للقضية الجزائرية، ولثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي، خاصة بعد ثورة الفاتح من تشرين الثاني/نوفمبر 1954، بالإضافة إلى السمعة العالمية لدور النشر الإيطالية».

الكتابة في زمن الوباء

ولأن هذه الدورة تأتي بعد عامين من الغياب بسبب كوفيد-19، فقد اختار القائمون على التنظيم إدراج فعاليات لمناقشة التكيف مع الجائحة التي ضربت العالم أجمع. ووفق «إيقرب»، يتصدر عنوان: «الكتابة في زمن الوباء»، محاور الملفات المطروحة للنقاش بمشاركة الخبراء والمختصين، إلى جانب تكريم بعض الشخصيات الأدبية والأكاديمية، ممن وافتهم المنية خلال العامين الماضيين، وكذلك «تكريم كتاب جزائريين استشهدوا على يد الاحتلال الفرنسي للجزائر، مثل: الكاتب مولود فرعون، وأحمد رضا حوحو».

جدل حول البروتوكول الصحي

ورغم الاحتفاء بالدعم الرسمي لتنظيم المعرض، إلا أن اشتراط وزارة الثقافة الجزائرية، إبراز بطاقة تلقي اللقاح المضاد لكوفيد-19، للراغبين في المشاركة وحضور الفعاليات، أثار جدلًا في الأوساط الثقافية، وخاصة مع تراجع معدلات الحصيلة اليومية للإصابات بالوباء في الجزائر، إلى نحو مائة حالة أو أقل.

«إطلاق منصة رقمية، واستحداث أنشطة ثقافية جديدة على هامش الفعاليات، أمور تبشر بأن تكون الدورة الجديدة لمعرض الكتاب عند حسن تطلعات القارئ والمواطن الجزائري».

عبلة بلعمري
كاتبة جزائرية

وقال الأديب الجزائري رفيق طيبي، في تصريح لـ«الفنار للإعلام» إن تمسك الوزارة بشرط إحضار بطاقة الحصول على اللقاح، والتي تستوجب أخذ جرعتين في فترة زمنية متباعدة «يحسم أمر فشل الدورة الخامسة والعشرين لمعرض الكتاب». ويطالب «طيبي»، السلطات المشرفة على التنظيم، إسقاط هذا الشرط، والاكتفاء بالتطبيق الصارم في فرض القناع الواقي، وتوفير أماكن التطهير، وغسل الأيدي، وفرض التباعد الاجتماعي بين الزائرين.

وأضاف: «من غير المعقول أن يقطع زائر المعرض من أقصى ولايات الجنوب، مسافة تزيد على ألف كيلومتر، من أجل المشاركة في الفعاليات، ثم يفاجئ بمنعه من الدخول بسبب عدم تلقي اللقاح».

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وبالمثل، طالب اتحاد الناشرين الجزائريين، في بيان وجهه إلى سلطات البلاد، بإلغاء شرط إبراز الجواز الصحي كشرط لدخول المعرض. وكان الاتحاد قد عقد اجتماعات عدة، في الفترة الماضية. وشهدت هذه الاجتماعات المطالبة بتأجيل موعد إقامة فعاليات المعرض، إلا أن قرار الرئاسة الجزائرية بإعفاء دور النشر من رسوم إيجار الأجنحة، جعل الاتحاد يعدل عن المطالبة بالتأجيل. ومع إشادته بالقرار، دعا الاتحاد إلى استيفاء عدة شروط من شأنها إنجاح الدورة المقبلة من المعرض.

ومن هذه الشروط، فتح مشاورات عميقة مع وزارة التربية من أجل إعادة النظر في توقيت العطلة الدراسية، وجداول الامتحانات، بما لا يتعارض مع مواقيت الفعاليات المزمع تنظيمها خلال المعرض، وخاصة في ظل تجهيز جناح خاص بالطفل، وتحديد ميزانية لهذا الغرض.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

ويخشى الناشرون الجزائريون من غياب التلاميذ، والأطفال، عن فعاليات المعرض في حال تعارض توقيت إقامته مع المواعيد المقررة للالتزامات المدرسية. وبحسب بيان الاتحاد، من المتوقع أن يستقبل معرض الجزائر الدولي للكتاب «أكثر من مليون زائر، وفق التقليد المعروف لدى الجزائريين المتعطشين دومًا للكتاب، والإبداع المعرفي بكل أشكاله».

https://www.bue.edu.eg/

اقرأ أيضًا:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى