(الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء شخصية للكاتب ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الفنار للإعلام).
معامل التّأثير هو مقياس لأهميّة المجلات العلميّة المحكّمة ضمن مجال تخصّصها البحثي. وتُعدّ المجلة العلمية مهمة بقدر ما تملك من معامل تأثير مرتفع في مجالها.
وقد ظل مجال النشر العلمي العربي يعاني من فوضي كبيرة، قبل أن تثار فكرة معامل التأثير العربي، حيث لم يكن هناك معامل لقياس تّأثير المجلات العلميّة يعكس مدى اعتماد الأبحاث التي تُنشر حديثًا، على عدد المرّات التي يستشهد فيها بالبحوث المنشورة سابقًا. ونتيجة لغياب الاهتمام العالمي بحساب معاملات التأثير للمجلات العربية، كان لابد من الاهتمام بتوفير معامل تأثير خاص بها.
تاريخ «معامل التّأثير»
ظهرت أول فهرسة للاقتباس من المجلات العلمية في عام 1960، بواسطة معهد «يوجين جارفيلد» للمعلومات العلمية(ISI) . وفي بداية الثمانينات بدأ معهد المعلومات العلمية في استخدام فهرسة الاقتباس، لتحديد ما يعرف بمعامل التأثير للمجلة العلمية (Impact Factor) ، أو (IF)، حيث تم استخدام هذا المعيار كأساس لترتيب المجلات العلمية، ولذلك توجه اهتمام الباحثين إلى النشر في تلك الأوعية.
اعتمد مسمى شبكة العلوم (Web of Science) للنسخة الإلكترونية للفهرس، ليضم أكثر من 10000 مجلة علمية في بداية التسعينات. وفي المقابل، قامت مؤسسة السفير عام 2004 بعمل فهرسة سكوبس (Scopus)، والتي تضم أكثر من 15000 مجلة، كما قامت أيضا شركة جوجل بعمل فهرسة من خلال موقعها جوجل سكولار (Google Scholar) ليوفر فهرسة للمعلومات المتوافرة على الإنترنت لكل منشور، وظهر بعد ذلك عدد من قواعد البيانات الأخرى المتعلقة بالفهرسة.
https://sfdora.org/read/read-the-declaration-arabic
“…كثيراً ما يستخدم معامل تأثير المجلات العلمية journal impact factor كمعيار أولي لمقارنة الناتج العلمي للأفراد والمؤسسات. وقد تم بالأصل إنشاء هذا المعامل- والذي تقوم بحسابه الآن شركة “كلاريفيت آناليتكس Clarivate Analytics”- كأداة لمساعدة أمناء المكتبات على تحديد المجلات المرغوب بشرائها أو الاشتراك بها، وليس كمقياس للجودة العلمية. آخذين ذلك في الاعتبار، من الضروري فهم أن استخدام معامل التأثير كأداة لتقييم البحث تشوبه كثير من العيوب التي أُسهِب فيها كثيراً، نذكر منها ما يلي:
هناك خلل كبير في توزّع الاقتباسات بين المجلات المختلفة (يُستشهد ببعض المجلات أكثر من غيرها).
اعتماد خصائص معامل التأثير على مجال التخصص: فهو حصيلة أنواع متعددة من المقالات، كالمقالات البحثية والمراجعات النقدية إلخ [1، 4].
إمكانية التلاعب بقيمة معامل التأثير من خلال سياسة التحرير [5].
البيانات المستخدمة لحساب معامل التأثير غير مُتاحة للعموم وتفتقد إلى الشفافية [4، 6، 7].
••• •••”