أخبار وتقارير

كوفيد-19 يربك ترتيبات أسبوع الفيلم الوثائقي بالجزائر

بحصيلة يومية تتجاوز ألفي إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، أربكت الأحوال الصحية في الجزائر، ترتيبات أسبوع الفيلم الوثائقي، الذي كان مقررًا في الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير الجاري، ووضعته أمام مصير غامض، بعد تأجيله بقرار من الهيئة المنظمة.

وكان هذا الحدث الثقافي، الذي ينظمه المركز الجزائري لتطوير السينما، بمثابة الفرصة التي ينتظرها مثقفون وفنانون، لتحريك المياه الراكدة، وخاصة في قطاع السينما الذي يشهد ركودًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، قبل أن تحل جائحة كورونا لتفاقم مشكلات العاملين بهذا المجال، وفق متابعين.

وجاء قرار التأجيل، بعد منع السلطات المحلية، التجمعات، وتأجيل كل المناسبات التي تشهد تجمعات بسبب الوباء.

وتقول الكاتبة والسيناريست عبلة بلعمري، في تصريح لـ«الفنار» إن أسبوع الفيلم الوثائقي كاد أن يكون «فرصة» للمخرجين ليكشفوا عن جديدهم، بعد وقت طويل من الغياب، وفرصة كذلك للجماهير المتعطشة لمتابعة ذلك الجديد، قبل تقييمه، وإبداء الرأي فيه، لولا تأجيل الحدث في آخر لحظة.

وتضيف: «للأسف، الجمود مستمر، إلى أن يرفع الله عنا هذا الوباء، ويتم التحرك للاهتمام أكثر بالمشهد الثقافي والسينمائي على وجه الخصوص».

من جانبه، يقول الممثل والمسرحي فوزي سعيداني لـ«الفنار» إن المناسبة كانت فرصة كبيرة لعودة الروح إلى قاعات السينما الجزائرية. ويضيف: «كنا ننتظر التظاهرة، لكن للأسف، جاء الفيروس اللعين ليخطف الأضواء، ويطفئ أنوار القاعات».

«أسبوع الفيلم الوثائقي كاد أن يكون فرصة للمخرجين ليكشفوا عن جديدهم، بعد وقت طويل من الغياب، وفرصة كذلك للجماهير المتعطشة لمتابعة ذلك الجديد».

عبلة بلعمري
كاتبة وسيناريست جزائرية

يرى الناقد السينمائي محمد علاوة حاجي، أنه كان بالإمكان مواصلة التنظيم مع احترام البروتوكول الصحي المعروف، لتجنب انتشار العدوى، «لأنه من المؤلم أن يتلقى عشاق السينما صدمة تأجيل المناسبة ليلة الافتتاح».

تأجيل وليس إلغاء

بدوره، يحاول المركز الجزائري للسينما والسمعي البصري، وهو مؤسسة شريكة في تنظيم أسبوع الفيلم الوثائقي، طمأنة المتابعين عبر التأكيد على أن الحدث تم تأجيله، وسيقام في موعد لاحق.

ويقول مراد شويحي، مدير المركز، في تصريح لـ«الفنار»: «إننا جميعًا نأسف لعدم تنظيم الأسبوع في توقيته المحدد سابقًا، بين الثاني والعشرين والسابع والعشرين من الشهر الجاري، لكننا نؤكد بأن المناسبة ستقام عندما تسمح الظروف الصحية في البلاد».

ويوضح بأن السلطات المحلية في ولاية العاصمة، والهيئات الصحية، رأت بأن تنظيم المناسبات قد يساهم، بشكل كبير، في توسيع دائرة انتشار كوفيد-19. ويتابع: «لا نريد أن نكون حلقة في تعقيد الوضع الصحي العام».

وفيما يعرب «شويحي» عن أمله في تراجع الإصابات اليومية بالفيروس، ليتم تنظيم أسبوع الفيلم الوثائقي، يؤكد أن أفلام جميع المشاركين والمخرجين ستعرض خلال الفعاليات.

13 فيلمًا جزائريًا

وكان من المقرر أن يتم عرض 13 فيلمًا وثائقيًا خلال فعاليات الحدث الذي تم تأجيله، منها ما يعرض لأول مرة. وعلى رأس تلك الأعمال، فيلم «الأمير عبد القادر»، لسالم براهيمي، وفيلم «سوفونيس ملكة سيرتا الضحية»، للراحل عبد الله تهامي.

وبحسب المدير العام للمركز الجزائري للسينما والسمعي البصري، فقد كان مقررًا أيضًا تكريم عدد من الأعمال، والشخصيات الفنية التي أثرت السينما الجزائرية، وساهمت في بعض الأعمال العربية.

«إننا جميعًا نأسف لعدم تنظيم الأسبوع في توقيته المحدد سابقًا، بين الثاني والعشرين والسابع والعشرين من الشهر الجاري، لكننا نؤكد بأن المناسبة ستقام عندما تسمح الظروف الصحية في البلاد».

مراد شويحي
المركز الجزائري للسينما والسمعي البصري

ورغم تأكيد «شويحي» على تنوع جدول أعمال أسبوع الفيلم الوثائقي، إلا أن بيان المركز حول الحدث، يعكس غلبة الطابع التاريخي. ومن الأعمال الوثائقية التي لها علاقة مباشرة بالتاريخ، نجد فيلم «الأمير عبد القادر» لسالم براهيمي، و«الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين» لمحمد لطرش، و«المحتشدات» لسعيد عولمي.

ومن الأعمال التي كانت تستعد قاعات السينما الجزائرية، لعرضها، ضمن الفعاليات، الفيلم التاريخي «اونريكو ماتي والثورة الجزائرية» لعلي عيادي، و«اندري رافيرو» لجون اسلماير، و«بابل قسنطينة» لسيد أحمد سميان، و«فرّقت بيننا المنصورة» لمريم دوروتي كلو.

ويعتبر الممثل والمسرحي فوزي سعيداني أن الأعمال الأخرى، وإن بدت مستقلة بمواضيعها، إلا أنها تبقى بنكهة تاريخ عالية، وفق تعبيره. ويضرب مثالًا لذلك بفيلم «الألقاب الجزائرية والحقد الفرنسي» لفتيحة بوروين، و«سيفونيس ملكة سيرتا الضحية» للراحل عبد الله تهامي.

ومن الأعمال التي يراها «سعيداني»، مستقلة بشكل كبير عن الحقل التاريخي، فيلم «بحرنا»، لفتيحة عفيان، وفيلم «لا هناك ولا هناك»، لحسين سعدي، ضمن العرض الأولي، بالإضافة إلى الفيلم الأخير لفاطمة الزهراء زموم «الجسم + الفن»، وفيلم «143، شارع الصحراء»، لحسن فرحاني.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وبعيدا عن المواضيع التي تعالجها الأفلام – والكلام لفوزي سعيداني – فإن أسبوع الفيلم الوثائقي كاد أن يصبح فرصة لعودة الروح إلى قاعات السينما الجزائرية، لكن «رياح الفيروس تأبى ذلك».

وعن أثر تطورات جائحة كورونا على مستقبل المناسبة، يقول مراد شويحي، المدير العام للمركز الجزائري للسينما والسمعي البصري، إن الوباء أرغم السلطات على تعليق الدراسة، بمختلف المؤسسات التربوية والجامعات، وتجميد العديد من الأنشطة والمنافسات الرياضية.

ويضيف أن تأجيل أسبوع الفيلم الوثائقي، كان امتدادًا لتوقف الفعاليات في أنحاء الجزائر. ويشير إلى أن قطاع الثقافة، كغيره من القطاعات، له جماهيره، وعلى المنظمين الحفاظ على سلامة وصحة هؤلاء «قبل أي شيء».

مقالات ذات صلة:

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى