أخبار وتقارير

معرض فوتوغرافي في بريطانيا لدعم تسجيل مخيم فلسطيني بالتراث العالمي لـ«اليونسكو»

تلقى اقتراح بترشيح مخيم «الدهيشة» للاجئين الفلسطينيين، قرب بيت لحم، كموقع للتراث العالمي بمنظمة اليونسكو، دفعة دعم من خلال معرض فوتوغرافي أقيم في لندن، حيث تحاول صور لوكا كابوانو، وهو مصور معمّاري إيطالي، تصحيح بعض المفاهيم الغربية حول التراث الفلسطيني.

المعرض، الذي يستمر حتى الثلاثين من كانون الثاني/يناير المقبل، تنظمه مجموعة أبحاث الفن المعماري لإنهاء الاستعمار Decolonise Architecture Art Research (DAAR)، تحت عنوان: «تراث عديمي الجنسية»، في «موزاييك رومز» بالعاصمة البريطانية.

وقد عمل «كابوانو»، سابقًا، على توثيق المواقع الإيطالية المدرجة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، فيما ترصد أحدث صوره المناظر الطبيعية، وخراب أقدم المخيمات الفلسطينية. في إحدى الغرف، وُضعت دفاتر تضم صورًا فوتوغرافية توثق 44 قرية ينحدر منها سكان مخيم الدهيشة، على قواعد عرض ذات ارتفاعات مختلفة، وتُظهر الصور مغادرة الفلسطينيين لقراهم، وكيف احتل الإسرائيليون الأرض، في «تذكير مرئي صارخ بالنكبة، عام 1948، عندما بدأ تهجير الفلسطينيين، من قبل دولة إسرائيل المنشأة حديثًا».

الترشيح لليونسكو

تم تمويل معرض موزاييك رومز من قبل مؤسسة عبد المحسن القطان، وهي مؤسسة غير ربحية، تأسست عام 1994 في رام الله، ومسجلة كمؤسسة خيرية بريطانية. ويعد المعرض «جزءًا من حركة تسعى لاستخدام التراث لمقاومة الاستعمار والاحتلال».

«إذا ما استقر اللاجئون واعتبروا المخيم وطنهم، فإن هذا سيعرض حق الفلسطينيين في العودة للخطر».

ساندي هلال
مهندسة معمارية شريكة بمجموعة الأبحاث نفسها

وسيكون ترشيح مخيم الدهيشة للاجئين، الأول من نوعه بالنسبة لليونسكو، حيث تنص قواعد المنظمة على وجوب أن يكون موقع التراث العالمي «مثالًا رائعًا لممارسات الإنسان التقليدية، في استخدام الأراضي، أو مياه البحر بما يمثل ثقافة (أو ثقافات)». وقد أثار هذا الترشيح الجدل حول ما إذا كان مخيم اللاجئين بمثابة «مستوطنة بشرية تقليدية».

ويقول المهندس المعماري أليساندرو بيتي، من مجموعة أبحاث الفن المعماري لإنهاء الاستعمار (DAAR): «يتم تسليم المفهوم الغربي للتراث المادي إلى المولود منذ ولادته؛ كفرد مع أسرته، قبل أن يتم تبني ذلك من قبل الدولة القومية من كونها دولة إلى تراث الدولة. من خلال جلب مخيم للاجئين إلى دوائر النقاش، نشير أيضًا إلى أشكال مختلفة من صنع التراث لا تنحصر بطريقة ما بفكرة الدولة القومية».

تعريف التراث

ويسعى المعرض أيضًا إلى «استفزاز الناس والمنظمات العالمية لطرح تساؤلات حول ماهية التراث». كما تثير الصور أيضا «مسألة الأوضاع المؤقتة، فلم تُبنى مخيمات اللاجئين، من حيث المبدأ، بقصد هدمها لاحقًا عندما يتوقف استخدامها. فكيف يتوافق ذلك مع عنوان يهدف إلى المساعدة في الحفاظ على التراث؟»

وعن ذلك، تقول ساندي هلال، وهي مهندسة معمارية شريكة بمجموعة الأبحاث نفسها، إن طريقة تشكيل السرد تدور حول فكرة مفادها «إذا ما استقر اللاجئون واعتبروا المخيم وطنهم، فإن هذا سيعرض حق الفلسطينيين في العودة للخطر». وفي مقابلة عبر «زووم» مع «الفنار»، تضيف: «وجدنا أن اللاجئين يكافحون بالفعل من أجل البقاء، وبناء منازلهم، ولكنهم يخجلون، في ذات الوقت، من بناء ذلك الوطن».

توثيق المؤقت

يزيد عمر مخيم الدهيشة عن 70 عامًا، ومن «المشكوك أن يتم هدمه ذات يوم». ولذلك، يثير المخيم جدلاً أوسع حول «حق العودة» وأنه «لو لم يكن الفلسطينيون يطلبون بهذا الآن، فإن مخيمات اللاجئين موجودة لتبقى، وقد أضحت جزءًا من الثقافة العربية».

واليوم، أصبحت مخيمات اللاجئين شائعة في بلاد الشام، لكن «المرجّح أن الفلسطينيين هم الأكثر تضررًا ولأطول فترة من ذلك». وتهدف إقامة المعرض في لندن، حيث يعيش نحو 15 ألفًا من الفلسطينيين، إلى «تغيير الأفكار الشائعة حول حياة وقصص الأشخاص الذين اضطروا إلى الفرار من منازلهم، وإقامة مأوى مؤقت، وكيف أصبح ذلك أكثر ديمومة».

«كانت استجابة الزوار رائعة. كان هناك مزيج ضخم من الزوّار، بما في ذلك المهندسين المعماريين وأشخاص لهم صلة بفلسطين وغيرهم الكثير».

أنجلينا راداكوفيتش
منسقة المعرض

وقالت منسقة المعرض أنجلينا راداكوفيتش، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إن الاستجابة في لندن «كانت إيجابية للغاية». وأضافت: «كانت استجابة الزوار رائعة. كان هناك مزيج ضخم من الزوّار، بما في ذلك المهندسين المعماريين وأشخاص لهم صلة بفلسطين وغيرهم الكثير».

وتُظهر الصور الفوتوغرافية، المعروضة في «موزاييك رومز»، مباني المخيم بدون سكان، في مشاهد توحي بأن «كابوانو»، أراد من «المشاهدين التركيز على دراما المواقع»، من خلال الكتابة على الجدران، الغرافيتي، التي تظهر قسم الولاء لحزب سياسي ما، أو تتذكر عضوًا مفقودًا في المخيم، وأعمدة كهرباء تمتد أسلاكها المتعددة، في اتجاهات مختلفة، وثريات داخلية مضاءة في منتصف الليل، تم تصويرها من خلف سياج الشرفات المعدني.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

أمام هذه المشاهد، قد يتساءل زوار المعرض، عن مكان تواجد السكان، وما إذا كان المشهد سيبدو مختلفًا فيما لو كانوا يشغلون، هم، هذه الأماكن المظلمة.

وسواء أكانت منظمة «اليونسكو» ستمنح «الدهيشة» مكانة التراث العالمي أو لا، فإن قصة المخيم – من وجهة نظر المعرض – «ستستمر لسنوات عديدة، وستترك انطباعًا دائمًا، في العالم العربي وخارجه، حتى بعد زوال المباني».

تواصلت «الفنار» مع منظمة «اليونسكو» للتعليق ولم تحصل على رد حتى تاريخ نشر المقال.

المصادر

https://whc.unesco.org/en/criteria/

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى