لم يتوقع الشاب الثلاثيني، نوح بوفرو، حين أطلق مبادرة إنسانية لجمع التبرعات، بمدينة كلميم (جنوب المغرب), لعلاج زميل سابق بالجامعة، أن تكون تلك الخطوة مناسبة لإعادة النقاش، حول كفاءة التأمين الصحي للطلبة بالجامعات المغربية.
جاءت مبادرة هذا الشاب، الذي يعمل كصانع محتوى، وهو خريج جامعة سيدي محمد بن عبد الله، بمدينة فاس، في شكل عربة «فيشار»، يحصل المتبرع على كيس منها، مقابل أي مبلغ يرغب في تقديمه لعلاج الشاب المريض.
ويقول «بوفرو» لـ«الفنار» إنه «تمكن من جمع أكثر من 164 ألف درهم (حوالي 17 ألف دولار أمريكي)، في عشرة أيام فقط، وهو نصف المبلغ المطلوب، تقريبًا، لإنقاذ حياة صديقه». ويضيف: «بعض المتبرعين اشترى كيس فشار بأكثر من 10 الآف درهم (100 دولار)»، موضحًا أنه لم يكن يتوقع أن تلقى مبادرته «كل هذا النجاح والاقبال والتغطية الإعلامية الواسعة».
ويشير «بوفرو» إلى أن زميله السابق، وهو شاب يدعى (ع. ب)، لا يستطيع دفع تكاليف العملية الجراحية المقرر أن تجرى له بإحدى المصحات الخاصة في مدينة مراكش.
ومن رحم هذه المبادرة، تجدد النقاش حول مدى نجاعة البرامج الحكومية، ونظام التأمين الصحي لطلاب الجامعات في البلاد.