أخبار وتقارير

«بين سينمائيات»..فعاليات افتراضية لملتقى صانعات الأفلام بسبب كوفيد-19

بمشاركة عربية ودولية، جاء مهرجان «بين سينمائيات»، في القاهرة هذا العام، ليقدم تنويعة فنية لقصص الترحال الإنساني، والارتباط بالجذور، والأمومة والصداقة، وغيرها.

المهرجان جرت فعالياته بين الرابع والثالث عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، من تنظيم «قافلة بين سينمائيات» Between Women Filmmakers Caravan، وهي مشروع سينمائي يهدف لتقديم عروض متنقلة بين البلاد المختلفة؛ لعرض الأفلام التي تصنعها نساء. كما تعد «أول مهرجان لسينما المرأة يعقد سنويًا في العالم العربي»، بحسب الصفحة التي تحمل نفس اسم المشروع على موقع «فيسبوك»، باعتبارها «مبادرة مستقلة» تحمل اسم «مهرجان القاهرة الدولي لسينما المرأة».

وتقول المخرجة المصرية، أمل رمسيس، مؤسسة المهرجان، لـ«الفنار»: «لم تكن هناك موضوعات محددة لأفلام دورة العام الجاري من المهرجان، بقدر ما كان المحك في اختيار الأفلام، أن تقدم شيئًا مختلفًا وجديدًا على مستوى الصورة والمضمون، في علاقتها بالسينما، وأن تكون مخرجاته من النساء، لأن هذه هي طبيعة المهرجان».

خلال الفعاليات، كان من اليسير على المتابعين، الالتقاء، كل يوم، مع فيلم جديد من أفلام «بين سينمائيات»، عبر الموقع الإلكتروني للمهرجان، حيث كان يتاح الفيلم، ليوم كامل، أمام الجمهور. وجاءت هذه الإتاحة للأفلام في إطار تنظيم دورة العام الجاري، من المهرجان، عبر الإنترنت.

«لم تكن هناك موضوعات محددة لأفلام دورة العام الجاري من المهرجان، بقدر ما كان المحك في اختيار الأفلام، أن تقدم شيئًا مختلفًا وجديدًا على مستوى الصورة والمضمون، في علاقتها بالسينما، وأن تكون مخرجاته من النساء، لأن هذه هي طبيعة المهرجان».

أمل رمسيس  
مخرجة مصرية ومؤسسة المهرجان

وكما تقول أمل رمسيس، فإن فكرة تنظيم المهرجان «أون لاين»، بدأت مع دورة العام الماضي، بسبب تدابير كورونا، «أما هذا العام، فقد آثرنا مواصلة انعقاده، بشكل افتراضي، بعدما أثبت قدرته على تحقيق تواصل أكبر بين الجمهور والأفلام من جهة، وبين صانعات الأفلام من مختلف دول العالم، من جهة ثانية». وتضيف «رمسيس»: «النسخة الافتراضية من المهرجان ساعدتنا كذلك على تجاوز تصاريح قاعات السينما، وشروط تنظيم الفعاليات، ونأمل في المستقبل أن يتم تخفيف تلك القيود، بشكل يجعل أفلام المهرجانات أكثر إتاحة في صالات السينما أمام الجمهور».

حكايات عن قُرب 

كان من اللافت، خلال تلك الدورة، عدد الأفلام التي تنحاز لموضوع «الحكاية الشخصية» و«أرشيف العائلة»، من بينها مجموعة أفلام قصيرة تحمل اسم «أمهات عن قرب»، التي روت فيها المخرجات حكاياتهن الذاتية مع الأمومة. وهذه الأعمال – تقول مؤسسة المهرجان – نتاج ورشة عمل شاركت بها صانعات الأفلام عام 2019، ضمن ورشة الفيلم التسجيلي التي تنظمها «القافلة»، سنويًا، وتحمل في كل مرة، عنوانًا جديدًا.

وسجلت الأفلام التسجيلية، مشاركة كبيرة هذا العام، وفق أمل رمسيس، حيث تقول إن عدد الأفلام التي تقدمت إلى المهرجان هذه الدورة بلغ 350 فيلمًا، تم الاستقرار على عرض 15 فيلمًا فقط.

ويرتبط كثير من الأفلام الوثائقية المشاركة بعالم مخرجاتها من النساء، وأسرهن التي كانت مصدر إلهام للعديد من تلك الأفلام، ومنها فيلم «رحيل أبي» للمخرجة الفرنسية بولين هوروفيتز، الذي تعرض فيه لقصة والدها جاك (70 عامًا)، الذي يثبت أن الأحلام يمكن تحقيقها في أي مرحلة من العمر؛ حيث يقرر، بعد تقاعده، التخلي عن مهنة الطب التي ألفها لعقود، ليُصبح ممثلاً في فيلم صيني ضخم.

أما المخرجة الهولندية تريس آنا، فتستعرض في فيلمها «المراقب»، قصة حقيقية لمراقب محمية طيور بجزيرة منعزلة يتم حرمانه من وظيفته، فيرفض مغادرة المكان الذي أمضى فيه نحو نصف قرن، وحيدًا، ليبدأ بعد ذلك المقاومة بطريقته الخاصة.

تعليم بديل

خلال برنامج المهرجان، برزت عناوين كثيرة للربط بين السينما والتعليم. ونوقشت الفكرة في جلسة بعنوان: «دور النساء في التعليم البديل للسينما في العالم العربي»، حيث تم التطرق إلى المشروعات التي تهتم بفكرة التعليم البديل في العالم العربي، ومنها: مشروع «السينما والذاكرة» في الجزائر، و«خطوات» في تونس، ومشروع «ورشة الفيلم التسجيلي الإبداعي» في مصر. والأخيرة مشروع معني بتدريب النساء على التقنيات الفنية، من إخراج ومونتاج وتصوير وإنتاج، وتقوم بالتدريس فيها محترفات في مجال الأفلام التسجيلية الإبداعية، من مصر، ومن بلاد عربية وأوروبية.

«أما هذا العام، فقد آثرنا مواصلة انعقاده، بشكل افتراضي، بعدما أثبت قدرته على تحقيق تواصل أكبر بين الجمهور والأفلام من جهة، وبين صانعات الأفلام من مختلف دول العالم، من جهة ثانية».

أمل رمسيس  

التعليم البديل في مجال السينما، كان موضوعًا للنقاش بين المشاركين في المهرجان، بوصفه تعليمًا يستلزم اعتماد طريقة التدريس على الممارسة، والتدريبات المستمرة التي يتم تنفيذها بشكل جماعي.

ومنذ تأسيس المهرجان في 2008، كان من أولويات القائمين عليه مناقشة الأفلام مع صانعاتها، لكن كان «يتعذر دعوتهن جميعًا، بسبب تكاليف السفر، أما في هذا العام، فقد توفرت فرصة المناقشة المباشرة معهن، عن بعد، وكذلك الحال بالنسبة لورش العمل التي تعتمد على ربط صانعات الأفلام بالجمهور والمهتمين بالسينما»، بحسب مؤسسة «قافلة بين سينمائيات».

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وإلى جانب التعليم البديل، كان هناك نقاش واسع حول «أفلام الدقيقة الواحدة»، التي جرى عرضها بالمهرجان، عبر مجموعة أفلام «أمهات عن قرب».

شارك في المهرجان، مخرجات من تونس والجزائر ولبنان، وكذلك من دول أوروبية، ومن الولايات المتحدة، وأمريكا اللاتينية.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى