أخبار وتقارير

عين شمس – ريدجو كالابريا..بوابة طلبة العمارة المصريين للسوق الأوروبية

بالتعاون بين مصر وإيطاليا، أنهى، مؤخرًا، طلاب من قسم العمارة بكلية الهندسة في جامعة عين شمس، وجامعة ريدجو كالابريا الإيطالية، برنامجًا دراسيًا مشتركًا، ليكونوا بذلك أولى الدفعات المستفيدة باتفاقية للشراكة الأكاديمية بين الجانبين.

بموجب البرنامج، حصل نحو 23 طالبًا مصريًا على شهادة مزدوجة، بالحصول على درجة الماجستير من جامعة ريدجو كالابريا الإيطالية، وشهادة البكالوريوس في الهندسة ‏من جامعة عين شمس.

وتعود بداية هذا التعاون المصري – الإيطالي، إلى اقتراح قدمه أساتذة من كلية الهندسة بجامعة عين شمس، على نظرائهم الإيطاليين، لتطوير ورشة دراسية، استضافتها الجامعة الإيطالية، لتصبح برنامجًا دراسيًا مشتركًا بين طلبة الجامعتين.

ويقول أحد المشرفين على البرنامج الدراسي المشترك، محمد الفيومي لـ«الفنار»: «الدراسة المشتركة أتاحت للدفعة الأولى، من خريجي برنامج التعاون مع الجانب الإيطالي، مهارات ومعرفة عميقة في بعض المواد الدراسية، مثل: الترميم، ونظريات وتاريخ العمارة لبعض المدارس الأوروبية، والتي لا يتيحها منهج دراسة العمارة في الجامعات المصرية بنفس القدر من العمق».

ويضيف «الفيومي»، وهو أستاذ بكلية الهندسة في جامعة عين شمس: «الامتيازات تشمل حصول طلبة البرنامج الدراسي على درجتي البكالوريوس والماجستير، بالإضافة إلى اعتراف السوق المهني الأوروبي بالشهادة الدراسية، والتي تجعل أي خريج، من هذا البرنامج، مؤهلًا للعمل كمهندس في أي دولة أوروبية، فضلاً عن أحقيته في التقديم على درجة الدكتوراه في أي جامعة أوروبية». موضحًا أن «إتاحة البرنامج، للطالب المصري، الدراسة في بيئتين دراستين مختلفتين، تساهم في صقل مهارته الحياتية والمجتمعية، بالإضافة إلى الوعي بظروف سوق العمل في مهنته، والعوامل التي تؤثر على فرص العمل بين البلدين».

«الدراسة المشتركة أتاحت للدفعة الأولى، من خريجي برنامج التعاون مع الجانب الإيطالي، مهارات ومعرفة عميقة في بعض المواد الدراسية»

محمد الفيومي
أستاذ بكلية الهندسة في جامعة عين شمس

وتقضي الاتفاقية المنظمة للدراسة المشتركة بين الجامعتين – والكلام للفيومي – بإمكانية مشاركة الأكاديميين المصريين في عملية تحكيم مشروعات تخرج الطلاب الإيطاليين، مع منح جامعة ريدجو كالابريا، حق إرسال طلابها للدراسة بكلية الهندسة جامعة عين شمس.

فيما يخص التمويل، فإن الجامعة المصرية «لا تدفع أموالًا للجامعة الإيطالية مقابل تنفيذ البرنامج الدراسي المشترك»، يقول «الفيومي»، ويستدرك: «لكن عند تجديد الاتفاق قد تتغير بعض التفاصيل».

من إعلان لإدارة قسم هندسة العمارة، جاءت معرفة طلاب الكلية بالبرنامج الدراسي المشترك، قبل انطلاقه بعام واحد. تقدم العشرات منهم للاستفادة بما يقدمه لهم من مزايا، أبرزها قضاء آخر عامين من الدراسة في صفوف الجامعة الإيطالية.

الدراسة في أوروبا، وبرعاية الجامعة الأم في مصر، فكرة مثيرة لكثير من الطلاب المصريين، لكن المشاركة في ذلك البرنامج لم تكن متاحة لكل من سجلوا رغباتهم؛ حيث خضع الجميع لاختبار شفوي، مع تقييم الحصيلة الدراسية لآخر ثلاث سنوات في الدراسة لكل متقدم، ثم كان الاختيار في نهاية المطاف بواسطة لجنة مشتركة من أعضاء هيئة التدريس بقسمي العمارة، في جامعة عين شمس، وريدجو كالابريا الإيطالية.

طلاب البرنامج خلال حفل التخرج
طلاب البرنامج خلال حفل التخرج

نورهان محمد رضا (23 عامًا)، واحدة من هؤلاء الذين حالفهم الحظ بالاختيار للمشاركة، وقد تخرجت العام الماضي، بعد تلك التجربة المهمة. وفي تصريح لـ«الفنار»، تقول «نورهان»: «طرق تدريس المواد التعليمية بالجامعة الإيطالية مختلفة تمامًا عن مصر، حيث تقوم على جمع المعلومات، والوصول إلى مصادر يستخدمها الطلاب، في البحث والتحليل حول تنفيذ أي تصميم، وكذلك على ضرورة الربط بين الاحتياجات الاجتماعية وثقافة السكان عند تصميم أي مشروع».

وتضيف «نورهان»: «على سبيل المثال، يلجأ أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الإيطالية، عند شرح مادة تاريخ العمارة، التي درستها في مصر، إلى طرح أسئلة حول الدوافع وراء اختيار بعض المواقع لدراستها، وكذلك السبب وراء استخدام بعض مواد الترميم في التصاميم العمرانية لهذه المباني».

وتابعت «نورهان»، التي اختارت منطقة «المكس» بمدينة الإسكندرية، موضوعًا لمشروع تخرجها: «اشترك الأساتذة الإيطاليون مع المصريين في توجيهي خلال مراحل التصميم والتنفيذ. كان المطلوب هو فهم المحيط بسياقاته المختلفة، قبل البناء أو التصميم، وأن يكون مفهومك واضحًا لكل خطوة تقوم بها». ومع حصولها على تقدير «ممتاز مع مرتبة الشرف»، تطمح المصرية الشابة إلى خوض غمار التجربة، بشكل أعمق، من خلال التقدم لدى الجامعات الإيطالية لنيل درجة الدكتوراه، قبل العودة لاحقًا إلى مصر.

«اشترك الأساتذة الإيطاليون مع المصريين في توجيهي خلال مراحل التصميم والتنفيذ. كان المطلوب هو فهم المحيط بسياقاته المختلفة، قبل البناء أو التصميم، وأن يكون مفهومك واضحًا لكل خطوة تقوم بها».

نورهان محمد رضا
إحدى طالبات البرنامج

بعبارات مشابهة، يتحدث خريج آخر لبرنامج الدراسة المشترك، وهو عمر أشرف (24 عامًا)، حيث يؤكد على «الفارق اللافت في طبيعة المنهج الدراسي، وطريقة تدريسه، وانعكاس ذلك على خطط الطلاب المستقبلية». ويضيف لـ«الفنار»: «الخطط تغيرت عند كل الطلاب المشاركين في البرنامج الدراسي، بعد السفر إلى إيطاليا. التجربة غيرتنا بشكل كبير، وشجعت كثير منا للتقديم على درجة الدكتوراه لدى إحدى الجامعات الإيطالية، وخاصة مع حصولنا على درجة الماجستير بموجب تلك الدراسة». وما يميز تلك التجربة الدراسية لأي طالب، كما يقول «أشرف»، هو كونها مجانية، إذ «لم يدفع أي مبالغ مالية، سوى رسوم الإقامة وتكلفة السفر من مصر إلى إيطاليا».

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

لكن رغم كل ذلك، لم يخل الأمر من بعض المصاعب، فإلى جانب «صعوبة» تعلم اللغة الإيطالية في الحياة اليومية، وفق عمر أشرف، فإن طريق التدريس بواسطة الأساتذة في إيطاليا، كانت تقوم على ترك الطلاب لإنجاز المهام المطلوبة «دون متابعة على خلاف الطريقة المصرية».

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى