أخبار وتقارير

البحث العلمي والتبادل الطلابي موضوع اتفاقيات جديدة بين الإمارات وإسرائيل

بحزمة جديدة من الاتفاقيات في مجال التعليم العالي، والبحث العلمي، وغيرها، تعزز الإمارات العربية المتحدة مجالات التعاون مع إسرائيل، بعد نحو أربعة عشر شهرًا من توقيع اتفاقية السلام بينهما، برعاية أميركية.

ويحتل قطاع التعليم مكانة بارزة في مجالات التعاون المشتركة بين الجانبين. وكان آخر محطات الشراكة بينهما توقيع اتفاقية جديدة، في تل أبيب، الأسبوع الجاري، تشمل مراحل التعليم كافة.

تقول دراسة سابقة، لمركز «تريندز» الإماراتي، في معرض تناولها التعاون المشترك بين تل أبيب وأبوظبي، إن إسرائيل «تحتل مرتبة عالية بين الدول الأكثر إبداعًا على مستوى العالم، حيث يبلغ نصيب الفرد الإسرائيلي من المشروعات الريادية، وبراءات الاختراع، وشركات التكنولوجيا، والابتكارات العلمية، أكثر من نصيب الفرد في أي دولة أخرى. ورغم الصغر النسبي لتعداد السكان بالمقارنة مع الدول الصناعية الأخرى، فإن إسرائيل تحتل المرتبة الثانية في العالم في مؤشر نصيب الفرد من الإنفاق على أنشطة البحث والتطوير، في حين تركز دبي بصورة مماثلة على النمو المستند إلى الابتكار».

تضيف الدراسة نفسها: «تفاخر إسرائيل بأنه يوجد لديها أكثر من 9 آلاف شركة ريادية نشيطة من شركات التكنولوجيا. ويعتبر مركز شركات التكنولوجيا فائقة التقدم في إسرائيل (وادي السيليكون الإسرائيلي) الثاني في العالم من حيث الأهمية بعد نظيره في كاليفورنيا، ويشمل هذا المشهد من المشروعات الريادية المبدعة مجالات أساسية للمستثمرين الخليجيين، تتنوع من قطاعي الطب والزراعة إلى الطاقة المتجددة، والتكنولوجيا الحيوية، والذكاء الاصطناعي»، ما يفسر – من وجهة نظر الدراسة – الإقبال الإماراتي المتزايد على الانخراط في اتفاقات ثنائية، مع إسرائيل، في قطاع التعليم والبحوث.

وتنص مذكرة التفاهم، التي وقعها وزير التربية والتعليم الإماراتي حسين الحمادي، مع نظيرته الإسرائيلية يفعات شاشا بيتون، قبل أيام، على «تشكيل لجنة مشتركة، تهدف إلى تسهيل وتعزيز التعاون في قطاع التعليم، عبر تشجيع التنسيق بين المؤسسات التعليمية، وفي المجالات البحثية، والتبادل الطلابي والأكاديمي، وتنظيم الفعاليات».

«إن التعاون مع المؤسسة الإسرائيلية للطبيعة والتراث «يأتي ضمن أهدافنا الرئيسية لزيادة فهمنا لبيئة الحبارى، والعمل مع الشركاء الدوليين لتعزيز الحفاظ على هذا النوع».

ماجد علي المنصوري
العضو المنتدب للمؤسسة الإماراتية

وقالت وزارة التربية والتعليم الإماراتية، في بيان رسمي، عبر حسابها، على موقع «تويتر»، إن توقيع هذه الاتفاقية يأتي «امتدادًا للاتفاق الإبراهيمي للسلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل (أيلول/سبتمبر 2020)، وما تمخض عنه من رؤى تطويرية، ومسارات داعمة للسلام والتعايش والتفاهم، وفي إطار الجهود الرامية إلى تنمية العلاقات وتعزيز مسيرة السلام في المنطقة».

وشملت مباحثات «الحمادي»، خلال زيارته لإسرائيل، التعرف على برامج ثلاث جامعات إسرائيلية، وهي: حيفا، وتل أبيب، وبار إيلان، وبعض المعاهد الإسرائيلية المتخصصة في البحوث والتقنيات الرائدة، «بهدف تنسيق تبادل طلابي وأكاديمي بينها وبين الجامعات الإماراتية». كما تشمل مجالات التعاون في قطاع التعليم: «تبادل المعلومات حول معادلة المؤهلات، وتكنولوجيا المعلومات والحلول التعليمية، وبرامج الاندماج الاجتماعي التي تدعم الأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم وأصحاب الهمم»، بحسب ماجاء في مذكرة التفاهم.

وكان البحث العلمي في صدارة مجالات التعاون بين الإمارات وإسرائيل، حيث أبرمت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبو ظبي، أول اتفاق تعاون بحثي، مع معهد وايزمان للعلوم في إسرائيل، العام الماضي، في أولى خطوات التعاون المؤسسي بين قطاعي التعليم العالي في البلدين.

وقال سلطان الجابر، رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، آنذاك في بيان رسمي: «نرحب بفرصة التعاون مع مؤسسة مشهورة مثل معهد وايزمان للعلوم، من خلال توقيع مذكرة التفاهم، والتي يمكننا من خللها توظيف خبرة كلا المؤسستين نحو استخدام الذكاء الاصطناعي لمواجهة بعض التحديات الأكثر إلحاحًا في العالم كفيروس كورونا المستجد، وقضية تغير المناخ».

ولحقت جامعة زايد بالمتعاونين مع الجامعات الإسرائيلية، بعد توقيع اتفاقية، في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الشهر الجاري، مع جامعة حيفا الإسرائيلية، بهدف «تبادل المعرفة، وأفضل الممارسات الأكاديمية، إضافة إلى إقامة مشاريع بحثية مشتركة، وتنظيم فعاليات وندوات ومؤتمرات لتبادل المنفعة». وقالت نورا الكعبي، رئيسة جامعة زايد، في بيان رسمي، إن الشراكة الجديدة «ستوفر فرصًا للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والمجتمع، وستعزز الفوائد التي تتجاوز الحدود»، مؤكدة «تطلعها، من خلال هذا التعاون لـ«استيراد أفضل الممارسات في مجالات التقدم التكنولوجي، وإدارة الموارد والأمن المائي والغذائي، والعلوم البحرية».

«نرحب بفرصة التعاون مع مؤسسة مشهورة مثل معهد وايزمان للعلوم، من خلال توقيع مذكرة التفاهم، والتي يمكننا من خللها توظيف خبرة كلا المؤسستين نحو استخدام الذكاء الاصطناعي لمواجهة بعض التحديات الأكثر إلحاحًا في العالم كفيروس كورونا المستجد، وقضية تغير المناخ».

سلطان الجابر
رئيس مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي

مشروعات بحثية مشتركة

وخلال العام الماضي، أطلقت عدة مشروعات بحثية المشتركة بين جامعات إماراتية وإسرائيلية، ومنها: إطلاق مشروع بحثي مشترك بين الصندوق الدولي للحفاظ على طيور الحبارى، في أبوظبي،  مع المؤسسة الإسرائيلية للطبيعة والتراث، في الرابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. حيث سيعمل الفريق البحثي المشترك على «مسح ودراسة السكان المتبقيين من طائر الحبارى في إسرائيل، بهدف تقديم بيانات دقيقة ومحدثة عن حالتها وفهم بيئتها وسلوكها بشكل أفضل، إضافة إلى توزيععهم وكثافتهم، ومعدلات التكاثر والبقاء على قيد الحياة، والتركيب الجيني لهم». وعن ذلك، يقول ماجد علي المنصوري، العضو المنتدب للمؤسسة الإماراتية، إن التعاون مع المؤسسة الإسرائيلية للطبيعة والتراث «يأتي ضمن أهدافنا الرئيسية لزيادة فهمنا لبيئة الحبارى، والعمل مع الشركاء الدوليين لتعزيز الحفاظ على هذا النوع».

وكان من أشكال التعاون الإماراتي – الإسرائيلي، في مجال التعليم، قيام فريق بحثي من جامعة نيويورك أبوظبي، في آيار/ مايو الماضي، بالشراكة مع باحثين من إسرائيل وفرنسا، بوضع تسلسل جينوم لشجرة نخيل عمرها ألفي سنة، انقرضت سابقًا، بمركز أبوظبي لعلم الجينوم وبيولوجيا الأنظمة بالجامعة.

أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.

وقبل الإعلان عن الشراكة التعليمية الأخيرة، كان أحدث مشروع بحثي مشترك عبارة عن تنفيذ تصميم قمر صناعي جديد، الذي انطلق عقب توقيع وكالة الفضاء الإماراتية مذكرة تفاهم مع وكالة الفضاء الإسرائيلية، في 20 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. ومن المقرر أن يرافق القمر الصناعي الجديد المركبة الفضائية بيريشيت 2، التي تعتزم إسرائيل إطلاقها إلى القمر بحلول العام 2024.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى