أخبار وتقارير

التعليم العالي ما بعد كوفيد-19..مزيد من التكنولوجيا وبرامج تعليم شخصية

أظهر وباء كوفيد-19 إمكانية تغيير شكل التعليم العالي وخفض تكلفته، بحسب مداولات مؤتمر جمع أكاديميين ومسؤولين من دول الخليج.

عُقد مؤتمر الخليج للتعليم العالي بمشاركة 1,100 شخص، من أكثر من 70 دولة، بما في ذلك 15 رئيس جامعة وكلية، وأكثر من 100 مسؤول حكومي ووزاري من منطقة الخليج.

على مدار يومي 10 و11 تشرين الأول/ أكتوبر، استخدم الحدث منصة مؤتمرات إلكترونية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، لمُحاكاة جو حضور المؤتمر بشكل شخصي. وركزت 14 ندوة افتراضية حضرتها «الفنار»، على موضوعات تتراوح بين دور التكنولوجيا في التعليم، والنماذج الجديدة للتنقل وبرامج التبادل الأكاديمي، وحتى استقطاب الطلاب من دول الخليج. ومن المقرّر إقامة معرض طلاب التعليم العالي الخليجي استكمالًا للمؤتمر، في الفترة من 11 إلى 12 كانون الأول/ ديسمبر.

في كلمته الافتتاحية الرئيسية، ركز عمرو سلامة، الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، على الفرص والقيود التي فرضها وباء كوفيد-19.

وأشار «سلامة» إلى تفاقم الفجوات التعليمية بالنسبة لطلاب البلدان الأقل حظًا، مع ضعف البنية التحتية والاتصال بالإنترنت. (اقرأ المقالين ذوي الصلة، “التحول إلى التعليم عبر الإنترنت يُفاقم عدم المساواة في المنطقة العربية” و”بعد الفيضانات والجراد، كوفيد-19 يعصف بالجامعات والطلاب في الصومال.”)

«كبشر، نحب أن نكون على اتصال مباشر مع الآخرين، لكن كوفيد-19 أثبت أن بإمكاننا تجاوز مؤسساتنا ومناهجنا، وتقديم الدروس عبر الإنترنت».

ميلينا روبيل
عضو هيئة التدريس في جامعة هارفارد

خفض التكاليف باستخدام التكنولوجيا

لكن ميلينا روبيل، عضو هيئة التدريس في جامعة هارفارد، رأت في التكنولوجيا فرصة لخفض تكاليف التعليم العالي وضمان العدالة الاجتماعية.

قالت: «كبشر، نحب أن نكون على اتصال مباشر مع الآخرين، لكن كوفيد-19 أثبت أن بإمكاننا تجاوز مؤسساتنا ومناهجنا، وتقديم الدروس عبر الإنترنت».

أضافت: «قبل كل شيء، أفكر في كيفية استخدام التكنولوجيا لخفض تكاليف التعليم العالي، لأننا جميعًا نعرف مدى تكلفة الدراسة في الولايات المتحدة. أرى أن هذه فرصة لإفادة أولئك الذين يلتحقون بمؤسساتنا ومساعدة الآخرين على الانضمام».

جانب من الفعاليات الافتراضية لمؤتمر التعليم العالي في الخليج
جانب من الفعاليات الافتراضية لمؤتمر التعليم العالي في الخليج

في جلسة بعنوان «إعادة تصور التعليم العالي»، ناقش أربعة أكاديميين ورؤساء جامعات من الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين، الاستجابات المؤسسية لوباء كوفيد-19، ولا سيما ما يتعلق بالتحول إلى التعليم عبر الإنترنت.

ليلك الصفدي، رئيسة الجامعة السعودية الإلكترونية، وأول امرأة تقود جامعة مختلطة في بلدها، ترى فرصًا لبناء نظام بيئي تعليمي جديد.

قالت: «لقد غير كوفيد-19 التصور العام، ورفع مصداقية التعلم عبر الإنترنت، ولكن لا يزال يتعين علينا القيام بالكثير من الأمور. من أجل اقتصاد متنوع، نحتاج إلى تنويع الجامعات ونماذج التعلم».

ترى «الصفدي» وجوب أن يكون الطلاب قادرين على الدراسة في أوضاع متعددة. قالت: «هم بحاجة للانتقال بسلاسة بين التعليم داخل الحرم الجامعي، والتعليم المختلط، والتعليم عبر الإنترنت، ويمكنهم حتى استخدام الهواتف المحمولة لتناسب أنماط حياتهم، وتوائم بين تعلمهم وأنشطتهم اليومية».

«لقد منحتنا لحظة الاضطراب فرصة لتقييم الحاجة إلى إجراء تغييرات، وإعادة تصور التعليم العالي، وعدم اقتصار ذلك على التغييرات في طريقة تسليم التعليم فحسب

رياض حمزة
رئيس جامعة البحرين

كما ينبغي أن يكونوا قادرين على «المزج والمطابقة بين درجات علمية من معاهد مختلفة، لمشاركة واكتشاف الاعتمادات والكفاءات، مع الفرص التي من شأنها تعزيز أهدافهم الأكاديمية والمهنية»، بحسب «الصفدي»، وأضافت: «يجب أن يكون لكل متعلم مساره التعليمي المصمّم خصيصًا له».

الابتكار حاجة ملحّة في ظل الجائحة
قال رياض حمزة، رئيس جامعة البحرين، إن الوباء جعل المحاولات السابقة لإعادة تصور التعليم العالي أكثر إلحاحًا وأكثر وضوحًا.

وأضاف: «لقد منحتنا لحظة الاضطراب فرصة لتقييم الحاجة إلى إجراء تغييرات، وإعادة تصور التعليم العالي، وعدم اقتصار ذلك على التغييرات في طريقة تسليم التعليم فحسب. يجب أن نركز على ضمان إتقان الطلاب لأهداف التعلم المحددة الخاصة بهم، وعدم التركيز على إكمال عدد معين من الساعات المعتمدة فقط. يجب منحهم فرصًا للاكتشافات الفكرية الفردية».

كما بحثت جلسة أخرى طرق تحقيق التوازن بين النماذج التقليدية والمبتكرة لمشاركة الطلاب واستقطابهم، بالاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي والأدوات التقنية والمنصات المختلفة.

«يتمثّل هدفنا في استقطاب الطلاب من جميع أنحاء العالم، وتدريس الطلاب ليصبحوا متعلمين مدى الحياة، وليس بالضرورة من أجل تلبية حاجة السوق»

علي الشحيمي
المدير التنفيذي لشؤون القبول في الجامعة الأمريكية في الشارقة

قال علي الشحيمي، المدير التنفيذي لشؤون القبول في الجامعة الأمريكية في الشارقة: «يتمثّل هدفنا في استقطاب الطلاب من جميع أنحاء العالم، وتدريس الطلاب ليصبحوا متعلمين مدى الحياة، وليس بالضرورة من أجل تلبية حاجة السوق».

كانت الجامعة احتلت المرتبة الأولى من حيث التنوع في تصنيف الجامعات العالمية، التابع لمجلة تايمز للتعليم العالي لعام 2017، مع أعلى نسبة من الطلاب الدوليين 84%.

وشملت الموضوعات الأخرى، التي تمت مناقشتها خلال المؤتمر، الاهتمام المتزايد بالتخصصات المرتبطة بالصحة والتكنولوجيا، وجَدوى وفعالية برامج التبادل الافتراضي. وكانت موضوعات ربط البرامج الجامعية باحتياجات الصناعة، وتوظيف الخريجين، ومستقبل التعليم القائم على التكنولوجيا على جدول الأعمال.

بهدف البقاء على صلة بعالم ريادة الأعمال المتغير، تعتقد «الصفدي» أن من واجب الجامعات إعادة التفكير في نماذج التعلم التي تقدّمها.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

قالت: «خلال الوباء، وضعنا استراتيجية واضحة لتحديد من نرغب في خدمتهم وكيفية تحقيق ذلك، إلى جانب الاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق رحلة تعليمية مخصصة بشكل شخصي، ومراقبة خيارات التعلم المتغيرة بشكل دائم».

أضافت: «لتلبية الاحتياجات الجديدة، بدأنا الحديث عن الدبلومات القصيرة والبرامج متعددة التخصصات، إلى جانب جعل الصناعة جزءًا من تكويننا الأساسي». (اقرأ المقال ذي الصلة، “لماذا يحتاج العالم للتركيز على البحوث متعددة التخصصات وصنع سياسات.”)

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى