أخبار وتقارير

«التدخل المبكر»..مبادرة كويتية تعالج الفجوة الدراسية وسلبيات التعلم عن بعد

جددت مبادرة طرحتها أكاديمية كويتية، لتحسين التحصيل العلمي في المراحل الدراسية المختلفة، الدعوات للجهات الحكومية، لإطلاق برنامج تحديث متكامل في النظام التعليمي الكويتي، يعالج المشاكل المتراكمة في المناهج الدراسية، ويساهم في تحسين القيادات المدرسية والجامعية.

وتضمنت محاور المبادرة، التي أطلقتها ليلى سعود الخياط، عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الكويت، تصميم برنامج تدخل وقائي مبكر، بهدف توفير مساعدة نظامية مبكرة للطلبة، الذين يعانون من صعوبة تعلم، أو ذوي الإنجاز الأكاديمي الضعيف، لمنع حدوث إخفاق خلال المراحل الدراسية.

بحسب المبادرة، تتم المساعدة من خلال «التدخل المبكر»، عبر القياس المستمر لقدرات الطلاب التعليمية، في بعض المواد الدراسية التي يحددها أعضاء لجنة الاختبار، إضافة إلى زيادة البحث المكثف القائم على التدخلات التعليمية للطلاب. لكنها أوصت أيضًا، باستخدام اختبار قياس رسمي موحد لجميع الطلبة، من خلال لجنة مشتركة من الأكاديميين والموجهين والمعلمين.

تشمل المرحلة الثانية من تنفيذ المبادرة، تصميم دروسًا علاجية فردية لهؤلاء الطلاب، بهدف تقوية مستواهم الدراسي والتعليمي، ومتابعة مستوى تحسن الطالب، مع تقييم المعلم البديل المسؤول عن متابعته، حيث يتم فحص مدى التقدم في مستواه ثلاث مرات في الفصل الدراسي.

“المبادرة هدفها الرئيسي معالجة وغلق الفجوة التعليمية بين المستوى الدراسي الحقيقي والمستوى العمري للطالب”.

ليلي سعود الخياط
عضو هيئة التدريس بكلية التربية بجامعة الكويت

المعلم البديل و«المنتور»

قالت «الخياط»، مصممة المبادرة،  في اتصال هاتفي مع «الفنار»: «إن المبادرة هدفها الرئيسي معالجة وغلق الفجوة التعليمية، بين المستوى الدراسي الحقيقي، والمستوى العمري للطالب»، موضحة أن مبادرتها يمكن تطبيقها في المراحل الابتدائية والمتوسطة، وكذلك في مراحل التعليم العالي بطريقة مختلفة.

تعتمد المبادرة، في معالجة الفجوة التعليمية في المراحل الابتدائية والمتوسطة، على تدخل تعليمي من خلال «المعلم البديل»، واختبارات تحديد المستوى الدراسي، بينما يرتكز تنفيذها في مراحل التعليم العالي على  ما تسميه «المنتور» أي المرشد، الذي قد يكون دارساً للماجستير، أو طالباً متميزًا في عامه الدراسي الأخير، ولا تشترط أن يكون أكاديمياً.

قالت «الخياط»: «إن المرشد أو الموجه هو الذي يلجأ له الطالب، حين يحتاج لأي شيء، ويستطيع الوصول له بشكل سريع ودائم. وهذه فكرة قوية أطمح لتعميمها على الجامعات في الدول العربية».

استلهمت «الخياط» المبادرة من واقع تجربة عملية، مرت بها خلال دراستها الدكتوراة في جامعة ألاباما الأمريكية، بعدما لاحظت وجود «المنتور» في الجامعة، الذي يلعب دوراً غير مباشر في النظام التعليمي بالجامعات الأمريكية، لمساعدة الطلاب في مراحل الدراسة المختلفة على تحصيل الفقد التعليمي.

https://www.bue.edu.eg/

كوفيد-19 والتعلم عن بعد

أوضحت الأكاديمية الكويتية أن التعليم في الكويت مجاني، لكن الأسر تضطر لإنفاق مبالغ مالية كبيرة، بسبب ضعف المناهج التأسيسية لأبنائهم، من أجل تغطية الفجوة الدراسية، سواء عبر الدروس الخصوصية أو الدورات التعليمية، مؤكدة أن احتياج المؤسسات التعليمية في الكويت لتنفيذ هذه الخطوات بات عاجلاً، بعد زمن الجائحة، بعد توقف التعليم لعامين كاملين، والذي تسبب في حدوث فاقد تعليمي كبير.

«إن المرشد أو الموجه هو الذي يلجأ له الطالب، حين يحتاج لأي شيء، ويستطيع الوصول له بشكل سريع ودائم. وهذه فكرة قوية أطمح لتعميمها على ‘‘الجامعات في الدول العربية

ليلي سعود الخياط

وكشفت دراسة أعدها إبراهيم الحوطي، باحث كويتي متخصص في السياسات التعليمية المقارنة، وتطوير التعليم في الخليج، أن الصعوبات الكبرى التي تواجه قطاع التعليم في الكويت، خلال جائحة كوفيد-19، لا تتعلق أسبابها الرئيسية في الموارد المالية، ولكنها تعود إلى القدرة المهنية المحدودة لقادة وزارة التربية والتعليم، على التعامل مع قطاع التعليم خلال هذه الأزمة، بحسب الدراسة.

يعزز ذلك بيان سابق، صادر عن جمعية أعضاء هيئة التدريس لجامعة الكويت، الجامعة الحكومية الوحيدة في البلاد، أوضح أن تعميم تجربة التعليم عن بعد خلال العام ونصف العام الماضي، في الجامعات الكويتية، أدى إلى فتح الأبواب نحو الغش والتحايل، وتضخم الدرجات وتحفيز المهملين، كما حولت العلاقة بين الأستاذ والطالب إلي علاقة غير سليمة.

«الحوطي»، الذي يدرس الدكتوراه في معهد السياسات التعليمية التابعة لجامعة لندن، يصل في الدراسة التي أعدها، إلى أن أي إصلاح تعليمي، لا يبدأ من إصلاح شامل للوزارة وهياكلها وصلاحياتها، سيفشل من واقع رصد واقع تجربة التعليم في الكويت، خلال السنوات العشر الماضية.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

ولمواجهة الصعوبات الكبرى في النظام التعليمي الكويتي، توصي الدراسة الصادرة نهاية العام الماضي، بضرورة تغيير وزارة التربية والتعليم الكويتية لنهجها في اتخاذ القرار، حتى تكون السياسات التعليمية قائمة على الأدلة، من خلال إشراك العلماء والخبراء من مختلف التخصصات في تأطير القرارات، إضافة إلى اختيار قادة مؤهلين ومدربين تدريباً عالياً لقيادة نظام التعليم.

بينما تطمح الأكاديمية الكويتية، إلى إشراك الأكاديميين المتخصصين، والخبراء من مختلف التخصصات، في تأطير القرارات الخاصة بالنظم التعليمية في بلادها، من أجل تحسين ورفع جودتها.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى