أخبار وتقارير

حوار مع ميشال معوض طبيب الأعصاب ورئيس الجامعة اللبنانية الأميركية

بيروت – بصفته رائدًا في التقنيات غير المتغولة التي أحدثت ثورة في جراحة الدماغ في جميع أنحاء العالم، بدأ ميشال معوض فترة عمله رئيسًأ للجامعة اللبنانية الأميركية العام الماضي مع ذروة الأزمة الاقتصادية في لبنان، والتي تسببت، بالتزامن مع تفاقم جائحة كوفيد-19، في تحديات هائلة في وجه التعليم العالي.

في مقابلة أجريت معه مؤخرًا في مكتبه، قال معوض “نحاول بجدية توسيع وجودنا خارج لبنان لتوليد مصادر دخل جديدة لترفِد إيرادات الجامعة المحلية، والتي انخفضت بشكل كبير.”

بعد أن أمضى أكثر من 40 عامًا في الولايات المتحدة، عاد معوض إلى وطنه عام 2017. شغل منصب عميد كلية الطب في الجامعة اللبنانية الأميركية لما يقرب من أربع سنوات قبل أن يتم تعيينه رئيسًا للجامعة قبل أقل من عام.

يعتمد نهج معوض في مواجهة تحدياته الجديدة على المهارات القيادية التي خدمته كطبيب وعميد.

قال “إنه ذات المبدأ من حيث النظر إلى المشكلة، وإيجاد السبب الجذري للمشكلة، وحلها والمضي قدمًا. هذه هي طريقة عمل الأطباء، وهذه هي طريقتي في إدارة هذا المكان.”

ريادة العمل في مجال جديد

منذ إكماله الدراسة في كلية الطب في جامعة القديس يوسف في بيروت، كرّس معوض حياته للطب، وعمل مع أطباء بارزين على ابتكار وتحسين إجراءات علاج اضطرابات الدماغ دون اللجوء إلى الجراحة المفتوحة.

“نحاول بجدية توسيع وجودنا خارج لبنان لتوليد مصادر دخل جديدة لترفِد إيرادات الجامعة المحلية، والتي انخفضت بشكل كبير.”

ميشال معوض  

قال “عندما تخرجت عام 1976، كانت الحرب الأهلية مستعرة في لبنان. لذلك ذهبت بالقارب إلى قبرص (حيث كان المطار مغلقًا) ومنها إلى نيويورك، حيث أنهيت إقامتي وزمالتي الطبية في مركز كولومبيا بريسبيتريان الطبي في مجال جديد في ذلك الوقت يُسمى جراحة الأعصاب التداخلية، وهو علاج غير جراحي لمشاكل الأوعية الدموية في الدماغ.”

وأضاف “في البداية، تَشكك الناس في هذا الإجراء. كانوا يقولون، كيف يمكنك علاج تشوهات الدماغ دون فتح الجمجمة؟. لكنني واصلت العمل بإصرار على هذه التقنية مع بعض الزملاء، وها هي اليوم تمثل العلاج القياسي في جميع أنحاء العالم.”

استمرت مسيرة معوض المهنية في المجال الأكاديمي أكثر من 10 سنوات في مستشفيات جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك و30 عامًا في كلية بايلور للطب في هيوستن، تكساس. كما شغل مناصب رئيسية في كلية بايلور في أقسام أشعة الأعصاب وجراحة الأعصاب وطب الأعصاب وطب العيون، وواصل العمل على التكنولوجيا الخاصة بالإجراء الدماغي الجديد.

Michel Mawad: A Pioneering Neurologist Leads the Lebanese American University
يسعى ميشال معوض، الرئيس الجديد للجامعة اللبنانية الأميركية، إلى تعزيز المشاركة المدنية للمؤسسة في المجتمع اللبناني. (الصورة: الحرم الجامعي للجامعة اللبنانية الأميركية).

تعاون معوض مع كبرى الشركات العالمية مثل سيمنز وفيليبس وجنرال إلكتريك لتحسين التكنولوجيا ولديه العديد من الاختراعات وبراءات الاختراع المسجلة باسمه. أسس لاحقًا أول مركزين شاملين للسكتة الدماغية في الولايات المتحدة وأُدرج ضمن أفضل 2 في المئة من العلماء الأكثر استشهادًا بأعمالهم في مجاله في جميع أنحاء العالم في دراسة نُشرت في PLoS Biology.

إنجازات وخطط الجامعة اللبنانية الأميركية

خلال فترة عمله عميدًا لكلية الطب في الجامعة اللبنانية الأميركية، طوّر معوض المناهج الدراسية، وشجع البحث السريري والممارسة السريرية، وبدأ برامج زمالة جديدة وأنشأ مركزًا للسكتة الدماغية في مركز الجامعة اللبنانية الأميركية الطبي – مستشفى رزق. قاد مؤخرًا جهود الجامعة للحصول على مستشفى سان جون في جونيه، شمال شرق بيروت، كجزء من خطة إستراتيجية متكاملة لكلية الطب.

قال “بوجود كلية التمريض وكلية الصيدلة، أصبح المستشفى الجامعي التابع للجامعة اللبنانية الأميركية ميدان التدريب الرئيسي لهذه التخصصات الثلاثة المتعلقة بالعلوم الصحية في لبنان. ومن شأن هذا أن يوسع قدرتنا على تدريب طلابنا والمقيمين لدينا. كما إنها فرصة لإثبات قدرة جامعتنا على توفير نظام صحي متكامل.”

“بوجود كلية التمريض وكلية الصيدلة، أصبح المستشفى الجامعي التابع للجامعة اللبنانية الأميركية ميدان التدريب الرئيسي لهذه التخصصات الثلاثة المتعلقة بالعلوم الصحية في لبنان”.

ميشال معوض  

تتضمن عناصر رؤيته لمستقبل الجامعة اللبنانية الأميركية إعادة تأليف منهج كلية الآداب والعلوم بالكامل، وإنشاء مبنى جديد لكلية هندسة العمارة والتصميم، وافتتاح مختبر جديد لكلية الهندسة.

كما تتضمن خطط معوض أيضًا إنشاء كلية للسياسة العامة ومركز صناعي في الحرم الجامعي لربط الأوساط الأكاديمية والمواهب التي تنتجها الجامعة بالصناعات المحلية.

قال “هدفنا تطبيق معرفتنا ومعلوماتنا الأكاديمية لتحسين المجتمع. هذا جزء من مشاركتنا المدنية كجامعة.”

التعامل مع الأزمة المالية

مع ذلك، وفي ظل الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة في لبنان، يواجه التعليم العالي تحدياتٍ هائلة. مع انخفاض قيمة العملة اللبنانية، كافحت الجامعات في جميع أنحاء لبنان لإدامة عملها. (اقرأ المقالين ذوي الصلة، “المستشفيات الجامعية اللبنانية تواجه خطر الإغلاق القسري” و”اقتصاديون يحذرون: أزمة لبنان تهدد مستقبل الجامعات.”)

“يمثل الحفاظ على ديمومة المستشفيات الجامعية وبقاء أعضاء هيئة التدريس لدينا والاستمرار في ”.تقديم تعليم عالي الجودة تحديًا كبيرًا

ميشال معوض  

قال “يمثل الحفاظ على ديمومة المستشفيات الجامعية وبقاء أعضاء هيئة التدريس لدينا والاستمرار في تقديم تعليم عالي الجودة تحديًا كبيرًا. لا تعني عائدات الرسوم الدراسية، التي تمثل 90 في المئة من عائداتنا، شيئًا تقريبًا، ويغادرنا أساتذة متخصصون، بما في ذلك 10 إلى 12 طبيبًا. تشكل هجرة الأدمغة تهديدًا كبيرًا للجامعة.” (اقرأ المقال ذي الصلة: استطلاع جديد: الهجرة حلم الباحثين العرب.”)

تشمل مسيرة معوض الطبية الخدمة في أكثر من اثنتي عشرة لجنة أكاديمية ومهنية، بالإضافة إلى عضوية تسع جمعيات ومنظمات طبية، وفي عام 1991 أُنتخب رئيسًا للاتحاد العالمي للأشعة العصبية التداخلية والعلاجية. وقد أكسبته إنجازاته في مهنة الطب العديد من الأوسمة والجوائز.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

على مر السنين، ركزت أبحاثه على الوقاية والكشف السريع وعلاج أمراض الأوعية الدموية الدماغية، وأدى ذلك إلى إصدار أكثر من 107 منشورات في مجلات طبية وعلمية مرموقة، وستة فصول في كتب، و24 معرضًا علميًا، و211 ورقة علمية قدمت في اجتماعات وطنية ودولية.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى