لم ينج علماء العلوم الاجتماعية والإنسانية من التبعات السلبية الناجمة عن انتشار جائحة كوفيد-19، إذ انخفض التمويل المخصص لهذا النوع من البحوث وغابت فرص السفر وتراجعت إنتاجية الباحثين بحسب ما أظهرت نتائج استطلاع أجراه المجلس العربي للعلوم الاجتماعية ونشر مؤخراً.
قالت ستناي شامي، المديرة العامّة للمجلس العربي للعلوم الاجتماعية، في مقابلة هاتفية “إن طبيعة العلوم الاجتماعية والإنسانية تجعلها أكثر تأثُّرًا بالجائحة،فهي غالبًا ما تتضمن أبحاثًا بات إجراؤها خلال جائحة كوفيد-19 أكثر صعوبةً وتعقيدًا.”(اقرأ التقرير ذي الصلة: استطلاع جديد يكشف آثار الوباء على البحوث في المنطقة العربية).
تعتقد شامي أن جمع البيانات الكمية والكيفية من خلال مقابلات شخصية مباشرة لم يعد ممكناً خلال الجائحة، وهو أمر أساسي عند إجراء هذا النوع من البحوث.وبينما يواجه الباحثون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات أيضًا تحديات بسبب كوفيد-19، إلا أنه مواصلة البحث العلمي في المختبرات أو البحث المتعلق بالتكنولوجيا عبر الإنترنت يبدو ممكناً مقارنة ببحوث العلوم الاجتماعية والإنسانية التي تتطلب تواصلاً بشرياً واسعاً، بحسب شامي.(اقرأ الحوار ذي الصلة: حوار مع ساري حنفي: واقع البحوث في العالم العربي).
يوافق مصطفى كامل السيد ، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، على أن “الوباء منع الباحثين من إجراء البحوث الميدانية والمقابلات الشخصية التي تعد عنصرًا أساسيًا للغاية في مثل هذا النوع من البحث”.
وأشار في مقابلة هاتفية مع الفنار للإعلام إلى أنه حتى “تدريس العلوم الاجتماعية تأثر سلباً بسبب الجائحة لاعتماده على التحليل وربط الأفكار وتحليل المفاهيم، وهو ما يحدث من خلال التفاعل مع الطلاب وإجراء مناقشات معهم، على عكس تدريس الرياضيات مثلا.”