أخبار وتقارير

برامج وحاضنات الأعمال تلقى رواجاً في الجامعات المصرية

توسعت العديد من الجامعات المصرية، خلال الأعوام الماضية، في إطلاق حاضنات الأعمال لمساعدة الطلاب على تأسيس شركات ناشئة عبر تقديم الدعم المالي والاستشاري لهم، كما بدأ بعضها في تدريس ريادة الأعمال كتخصص دراسي في بعض الكليات لتشجيع الطلاب على الالتحاق بهذا القطاع.

يبلغ عدد حاضنات الأعمال المؤسسة من قبل جامعات حكومية وخاصة اليوم نحو 12 حاضنة، تضم ما لا يقل عن 600 شركة ناشئة في تخصصات متنوعة مثل: الزراعة المستدامة، الابتكارات التكنولوجية، قطاعات المياه وإدارة المخلفات الزراعية، والذكاء الاصطناعي.

تشمل خدمات الحاضنات عادة دعماً مالياً يتراوح من 20 ألف جنيه إلى 250 ألف جنيه بحسب ميزانية كل جامعة، إضافة إلى إتاحة استخدام المعامل وأماكن الاجتماعات والإرشاد التكنولوجي والتجاري والمساحة المكتبية والتسويق والتواصل مع المستثمرين المحتملين.

قالت هبة مدحت زكي، المدير المؤسس لحاضنة أعمال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، في مقابلة هاتفية “الهدف الرئيسي من تأسيس الحاضنات هو ترجمة أوراق البحوث التي يقوم بها الأساتذة والطلاب إلى مشروعات فعلية ناجحة بما يخلق بيئة محفزة للابتكار ويرسخ من ثقافة ريادة الأعمال كوسيلة ناجحة لدخول سوق العمل.”

تدير إدارة الجامعات الحاضنات ويتم تمويلها من خلال شراكات بين الحكومة والقطاع الخاص؛ لكنها لا تمتلك حصة في الشركات التي تحتضنها على عكس معظم حاضنات الأعمال غير الجامعية.

بالنسبة للحاضنة التي ترأسها زكي،  فهي لا تتخصص في قطاع معين، ويبدأ دورها الرئيسي في تقديم برنامج يستمر لفترة زمنية تتراوح بين 4 و 6 أشهر، يمنح المشاركين فيه المهارات اللازمة لتأسيس الشركات مثل أساسيات الأعمال، زالدعم التسويقي، وأبحاث السوق، إدارة التمويل فى الحاضنة.

قامت الحاضنة، منذ تأسيسها عام 2016، بتخريج 46 شركة ناشئة وخلقت نحو 133 وظيفة، بحسب زكي.

تقول زكي، التي تعمل مدرسة في الجامعة، إن بعد فترة الاحتضان يتوجب على المشاركين عرض أفكار مشروعاتهم على لجنة تحكيم، تتكون من  مستثمرين وخبراء متخصصين، يقومون باختيار الأفضل ليتحول الدعم إلى مساندة مالية للبدء بتنفيذ هذه المشروعات فعلياً و وتقديم الخدمات الاستشارية عبر فريق عمل تخصصي لرواد الأعمال في مشاريعها.

أسلوب العمل

هبة الجندي، 33 عامٍ، واحدة من ممن تلقوا دعماً من حاضنة الأعمال التابعة لجامعة القاهرة لتأسيس شركتها المختصة بتقديم خدمات التأمين العام، والتأمين على الحياة والادخار لعملائها، عبر منصة الكترونية، قبل نحو عامٍ.

قالت الجندي، التي تعرفت على الحاضنة من خلال إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي، في مقابلة هاتفية “تحمست لفكرة المشروع من خلال عملي في مجال التأمين، كنت أبحث فقط عمن يدعم خياري ويساندني في تنفيذه.”

“الهدف الرئيسي من تأسيس الحاضنات هو ترجمة أوراق البحوث التي يقوم بها الأساتذة والطلاب إلى مشروعات فعلية ناجحة بما يخلق بيئة محفزة للابتكار ويرسخ من ثقافة ريادة الأعمال كوسيلة ناجحة لدخول سوق العمل.”

هبة مدحت زكي
المدير المؤسس لحاضنة أعمال كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة

بعد موافقة لجنة مختصة من الحاضنة على  فكرة الشابة المصرية، بدء العمل معها على تطوير الفكرة، مع تقديم دعم مالي لها بنحو عشرة الآلاف جنيه مصري، إلى جانب تدريبها على الإدارة وتقديم استشارات دائمة لتحسين عملها بين فترة وآخرى.

حالياً، يعمل في الشركة مع الجندي أربعة أفراد، وتطمح إلى أن تكون رائدة في تقديم خدمات التأمين لأفراد الطبقة المتوسطة والعمال خلال الأعوام المقبلة.

ريادة الأعمال كمنهج تدريس

على مدار الأعوام الماضية، بدأت عدد من الجامعات المصرية تدريس مادة ريادة الأعمال كمنهج دراسي تخصصي للطلاب، أبرزها جامعة القاهرة، والجامعة الأميركية في القاهرة، والجامعة البريطانية في القاهرة، والجامعة الألمانية، وجامعة النيل، وجامعة المعرفة الدولية.

عند الإعلان عن إدخال المقرر في جامعة القاهرةن قال عثمان الخشت، رئيس الجامعة في بيان صحفي في أيلول/سبتمبر 2019، إن تطبيق مقرر ريادة الأعمال يأتي في إطار سعي الجامعة “نحو التحول إلى نموذج جامعات الجيل الثالث، وتنمية قدرات الطلاب العلمية والبحثية،” موضحاً أن المقرر الدراسي سيكون متاح الكترونياً، وسيتم اختبار الطلاب فيه شفوياً.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

كما بدأت جامعة القاهرة خطة تدريس مقرر ريادة الأعمال بتدريب نحو 35 عضو هيئة تدريس وهيئة معاونة من الكليات المختلفة بمركز تنمية قدرات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، على مقرر ريادة الأعمال بهدف تدريبهم على تدريس المقرر للطلاب.

بعض الانتقادات

يشكو بعض الطلاب في الجامعات الحكومية أن المنهج نظري جداً يتضمن نصائح عامة ولا يقدم أي فرصة لتدريب عملي فعلي.

قال يوسف عبدالعال، طالب في كلية التجارة بجامعة عين شمس، في مقابلة هاتفية “تعتمد المادة على الحفظ مع غياب الجانب التدريبي الكافي.” كما يبدي شكوكاً حول عدد المشاريع التي يتم قبولها. قال “شروط القبول صعبة جداً وغير واضحة واضحة.”

بدوره، يعتقد أيمن إسماعيل، أستاذ الإدارة في الجامعة الأميركية في القاهرة، أن تدريس ريادة الأعمال لابد أن يتم بطريقة غير تقليدية تقوم على التعليم التشاركي بهدف تعلم الأدوات اللازمة لتشغيل وتأسيس المشروع من كافة الجوانب، ونشر التوعية وتوفير إمكانية الوصول إلى الموارد والإرشاد في الخطوات.

” للآسف؛ لا توجد استرتيجية برامج لريادة الأعمال في الجامعات الحكومية والتي تنعكس في تصميم المشاريع واستمراريتها.”

هبة الجندي
طالبة حاصلة على دعم من حاضنة الأعمال التابعة لجامعة القاهرة

قال “الهدف الأساسي من تدريس ريادة الأعمال هو تعزيز قدرات ريادة الأعمال لدى الطلاب، وليس بالضرورة إنشاء شركات ناشئة،” مؤكداً أن العنصر الرئيسي لنجاح المشروع يكون عادة بارتباط فكرته مع تخصص الجامعة أو احتياجاتها.

يُعد إسماعيل، أول مؤسسة لحاضنة أعمال في جامعة مصرية، إذ أسس فينتشر لاب في الجامعة الأميركية في القاهرة عام 2013، والتي نجحت خلال الأعوام الماضية في تخريج أكثر من 200 شركة ناشئة منذ تأسيسها.

وكانت الجامعة الأميركية في القاهرة قد بدأت بتدريس مادة ريادة الأعمال قبل عشر سنوات كمادة متخصصة لبعض الكليات، قبل أن تتحول إلى مادة يدرسها أكثر من نصف طلاب الجامعة حالياً، بحسب إسماعيل، الذي يؤكد أن الهدف من ذلك هو جعل تأسيس شركة ناشئة أحد خيارات الطلاب خلال فترة الدراسة أو بعد التخرج كحال الأفكار التقليدية مثل العمل في الخارج أو استكمال الدراسات العليا.

رغم توسع الجامعات الحكومية في تأسيس حاضنات الأعمال، إلا أن ضعف التمويل يشكل عائقاً أمام توسعها، وضم مزيد من الطلاب إلى برامجها التي تفتقر بعض التخصصات بسبب محدودية الدعم المادي.

قالت زكي، مؤسسة حاضنة الأعمال في كلية اقتصاد وعلوم سياسية بجامعة القاهرة، ” نواجه كحاضنة تابعة لجامعة حكومية عجزاً مالياً متزايداً، حيث لايتجاوز ما نأخذه 1 في المئة مما تحصل عليه حاضنات الأعمال في الجامعات الخاصة.”

لهذا تضطر زكي لإدارة هذه الحاضنة مع أربعة أفراد فقط رغم حجم المهام الكبرى، وتغيب عدد من البرامج التخصصية في خطة الحاضنة التي تطلب دعماً مالياً كبير.

أما الجندي، التي أسست مشروع التأمين عبر الإنترنت، فتتمنى تحويل تبعية حاضنات الأعمال في الجامعات الحكومية إلى جهة مستقلة تتولى تصميم استراتيجية برامجها، مع وجود صندوق لدعم هذه المشاريع مالياً. قالت ” للآسف، لا توجد استرتيجية برامج لريادة الأعمال في الجامعات الحكومية والتي تنعكس في تصميم المشاريع واستمراريتها.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى