أخبار وتقارير

جامعات سعودية تزيد من دعمها للبحوث المتعلقة بفيروس كوفيد-19

بالرغم من آثاره الاقتصادية والصحية، شجع وباء كوفيد-19 العديد من المراكز البحثية التابعة للجامعات السعودية على إيلاء المزيد من الاهتمام والدعم لبحوث الصحة العامة والأوبئة، والتي تراجع الاهتمام بها خلال الأعوام الماضية.

إذ أعلنت بعض مراكز البحوث التابعة للجامعات في المملكة عن تقديم دعم مالي سخي للمشاريع التي تركز على فهم أنماط انتقال عدوى فيروس “سارس-كوف-2″SARS-CoV-2″، والمساعدة في تطوير وسائل تشخيص سريعة، وأدوات معلوماتية حيوية للمساعدة في تتبُّع انتشار المرض وتطوُّره. (اقرأ التقرير ذو الصلة: الأزمات الصحية والاقتصادية تهدد تمويل البحوث في المنطقة العربية).

من ضمن هذه المشاريع البحثية ما أعلن عنه مجتمع جميل، وهي منظمة دولية داعمة للعلم والتكنولوجيا، عن إطلاق صندوق جميل لأبحاث الأمراض المعدية والابتكار في السعودية لمكافحة فيروس كورونا المستجد والأمراض التي تسببها مثل هذه الفيروسات بما في ذلك فيروس “كورونا” الشرق الأوسط (MERS).

قال جورج ريتشاردز، مدير منظمة مجتمع جميل، في مقابلة هاتفية، “نهدف إلى دعم الاكتشافات الجديدة التي يمكن أن تساعد في منع واكتشاف وتشخيص فيروسات كورونا، مثل كوفيد 19، وميرس، والسارس، من خلال إطار عمل يراعى التعاون بين الباحثين وتسريع تطوير الحلول السريرية لمعالجة مجموعة من الأمراض المعدية المنتشرة في منطقة الخليج وعلى مستوى العالم.”

يستهدف المشروع، الذي سيشرف عليه لجنة مشتركة تضم ممثلين من جامعة الملك عبد العزيز وإمبيريال كوليدج لندن، في جولته الأولى دعم الأبحاث التي تركز على انتقال الفيروسات التاجية بما فيها كوفيد 19 والسارس وميرس وأسباب نشوء هذه الأمراض.

مشاريع تعاون متنوعة

تعد منطقة شبه الجزيرة العربية من أكثر المناطق الموبوءة حول العالم عبر التاريخ، حيث شهدت انتشاراً واسعاً للأوبئة مثل الطاعون، والجدري، والإنفلونزا، والتي حصدت الآلاف من سكانها على مدار العقود الماضية.

“نهدف إلى دعم الاكتشافات الجديدة التي يمكن أن تساعد في منع واكتشاف وتشخيص فيروسات كورونا، مثل كوفيد 19، وميرس، والسارس.”

جورج ريتشاردز
مدير منظمة مجتمع جميل

يستهدف المشروع البحثي مستقبلاً معالجة الأمراض الأخرى، بحسب ما تحدده لجنة مشتركة من أعضاء هيئة التدريس من إمبريال كوليدج لندن وجامعة الملك عبد العزيز، وفقاً لريتشاردز، الذي يوضح أن مشاريع الجولة الأولى ستمتد لفترة زمنية تتراوح من ستة أشهر إلى عام.

مع حدوث الإصابات الأولى بكوفيد-19، أطلق مجتمع جميل، صندوقاً في كلية إمبريال كوليدج، لدعم البحث حول الفيروس. كما قدم دعماً مالياً لتصنيع معدات الحماية الشخصية بمساعدة الذكاء الاصطناعي والذي يصمم الأقنعة لوجوه المستخدمين.

واستخدم الفريق البحثي، لعيادة جميل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بقيادة الأستاذين ريجينا برزيلاي وجيمس كولينز وبرئاسة البروفيسور فيليب شارب الحائز على جائزة نوبل عام 1993، التعلم العميق والذكاء الاصطناعي لتحديد المركبات العلاجية الواعدة لاستخدامها كعلاج ضد كوفيد-19 والالتهاب الرئوي الثانوي كجزء من مبادرتها.

قال عديل شودري، الأستاذ في علم الأحياء الجزيئية بجامعة الملك عبدالعزيز، والمشرف العام على المشروع البحثي، في مقابلة هاتفية، “يركز المشروع على الأمراض المعدية وخاصة تلك التي تهتم بالفيروسات التاجية سواء ما تشملها من أبحاث تشخيصية أو علاجية، موضحاً أن عدد المقترحات المقدمة من الباحثين العاملين في المشروع بلغت نحو 35 مقترحاً.”

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

يبلغ عدد الباحثين المشاركين من جامعة الملك سعود في المشروع نحو 100 باحث، فيما لم يحدد الفريق مناطق جغرافية محددة حتى الآن لإجراء التجارب الأولى.

قبل انطلاق هذا المشروع البحثي، نجحت المراكز البحثية التابعة لجامعة الملك عبدالعزيز في عزل فيروس كورونا المستجد على الخلايا لأول مرة على مستوى السعودية، وتطوير مشروع لقاح مضاد لكوفيد 19،اجتاز أكثر من مرحلة اختبار. إذ تم عزل الفيروس من خلال الحصول على المواد الخاصة بفحص الفيروس بوساطة تقنية الأحياء الجزيئية وفقا لخمسة بروتوكولات مختلفة تم الإعلان عنها من قبل منظمة الصحة العالمية، فضلاً عن الحصول على الحمض النووي للفيروس من من أحد المختبرات المرجعية المتعاونة معنا، بحسب عصام أزهر، رئيس وحدة الأمراض المعدية بمركز الملك فهد للبحوث الطبية، التابع لجامعة الملك عبدالعزيز.

بعد هذه الخطوة الأولية، حصل الفريق البحثي بقيادة أزهر على أول عينة لمريض في مستشفى الجامعة، التي تم تشخيصها بتقنية الأحياء الجزيئية، وزراعتها على الخلايا الحية في مختبر مستوى السلامة الثالث.

“سننتقل قريباً إلى مرحلة إيجاد علاجات وأدوات تشخيصية إضافة الى وضع خطط واستراتيجيات للحد من انتشار الأمراض الوبائية.”

عصام أزهر
رئيس وحدة الأمراض المعدية بمركز الملك فهد للبحوث الطبية، التابع لجامعة الملك عبدالعزيز.

يأمل أزهر أن تساهم هذه الاكتشافات البحثية، والتعاون مع مجتمع الجميل في تشجيع القطاع الخاص على عقد شراكات مع جامعة الملك عبدالعزيز في مجالات متعددة.

جهود مستمرة

إلى جانب إعادة الاهتمام بالمشاريع البحثية حول الأوبئة والفيروسات، كثفت جامعات سعودية إتمام الشراكات مع جامعات أجنبية في هذه التخصصات، التي يعتقدون أنها ساعدتهم بشكل كبير على تطوير مهاراتهم، ورفع جودة النتائج.

إذ أتمت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) ممثلة في «فريق عمل كاوست للاستجابة البحثية السريعة لفيروس كورونا المستجد شراكة مع جامعة أكسفورد بعد انتشار وباء كورونا، نجحت في تطوير وسائل تشخيصية سريعة كابتكار جهاز استشعار حيوي لأغراض الكشف عن فيروس “سارس-كوف-2”. (اقرأ التقرير ذو الصلة: الأردن يطوّر اختباراً سريعاً للكشف عن فيروس كورونا).

كما نجح الفريق البحثي السعودي في تطوير فحص للتشخيص المناعي يهدف للكشف عن الأجسام المضادة للسلالة الفيروسية (SARS-CoV-٢) والتي ينتمي إليها فيروس كورونا المتجدد.

قالت شارلوت هاوزر، التي ترأس قسم الهندسة الحيوية في كاوست، في تصريحات صحفية، إن “الاختبار يعمل عن طريق سحب عينة صغيرة من الدم ووضعها على شريحة اختبار، وفحص ما إذا كانت الأجسام المضادة موجودة في الدم أم لا، وفي حال وجودها فإنها سترتبط مباشرة ببروتينات الفيروس الخاصة بها، وهذا الارتباط المحدد يظهر لنا جلياً من خلال تفاعل اللون.”

يؤكد أزهر أن الشراكات مع الجامعات الأجنبية هي عنصر أساسي لتحقيق الأهداف الاستراتيجية للتنمية المستدامة، والتي تؤثر إيجابياً في جودة وتطوير الخدمات العلاجية والتشخيصية وتعزز التعاون بين المؤسسات لتصقل الخبرات المتميزة.

ويعتقد الأكاديمي السعودي أن المشاريع البحثية في مجال الفيروسات والأوبئة داخل المملكة ستشهد قفزة نوعية في نتائجها وعلى مستوى جودة الأبحاث العلمية.

قال “سننتقل قريباً إلى مرحلة إيجاد علاجات وأدوات تشخيصية إضافة الى وضع خطط واستراتيجيات للحد من انتشار الأمراض الوبائية.”

يمكنكم قراءة المزيد من مقالات الفنار للإعلام عن تاثير وباء كوفيد-19 على التعليم في المنطقة العربية هنا.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى