“عندما أفكر في حسان، أرى دائمًا ابتسامته المرتسمة تحت شاربه وأسلوبه المتسامح. لقد كان جادًا في عمله، لكنه كان يتمتع أيضًا بروح الدعابة والأمل على الدوام،” بهذه الكلمات وصف زياد ماجد، الباحث السياسي والأستاذ الجامعي، صديقه القديم وزميله حسان عباس.
كان عباس، الأكاديمي السوري والمعارض المخضرم والشخصية البارزة في المجتمع المدني، الذي توفي عن 66 عامًا في 7 آذار/ مارس 2021، قبل أسبوع واحد من الذكرى العاشرة للثورة السورية، ناقدًا أكاديميًا ومفكرًا أثرت مبادئه بعمق في حياة الكثير من الشباب السوريين.
في وقت وفاته، كان عبّاس، الحاصل على درجة الدكتوراه في الأدب والنقد الأدبي من جامعة السوربون الجديدة في باريس، مديرًا لبرنامج “الثقافة كمقاومة” في معهد الأصفري للمجتمع المدني والمواطنة، وهو مركز أبحاث تابع للجامعة الأميركية في بيروت.
في بداية مسيرته، عمل عبّاس على تعليم غير العرب اللغة والثقافة العربيتين في معهد الدراسات الفرنسية بدمشق، والذي استخدمه أيضًا كمنصة للأنشطة التعليمية للسوريين.
كان عباس من بين أكثر المفكرين نشاطا خلال ما يسمى بـ “ربيع دمشق”، وهي فترة شهدت انتعاش النقاشات السياسية والاجتماعية بكثافة في سوريا بُعيد وفاة الرئيس السابق حافظ الأسد في حزيران/ يونيو 2000. لكن الحكومة قمعت الأنشطة والمثقفين المرتبطين بها في وقتٍ لاحق. (اقرأ التقرير ذو الصلة: جيل سوريا المفقود).
قال ماجد “التقيتُ بحسان في ذلك الوقت. كنتُ في حينها أعمل على كتابة ورقة أكاديمية عن دور المثقفين السوريين في المنتديات. التقينا بعد عام عندما أراد إنشاء مجموعة نقاش من الشباب اللبنانيين والسوريين ونشطاء المجتمع المدني لمناقشة العلاقات اللبنانية السورية والتحديات والتوترات.” وأضاف “اجتمعت المجموعة عدة مرات تم خلالها كشف المفاهيم الخاطئة وعقد صداقات بين الشباب اللبنانيين والسوريين.”