(الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء شخصية للكاتب ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الفنار للإعلام).
أكره فلسطين بقدر حبي لها. أريد مغادرة هذا المكان، لكنني أريد البقاء هنا إلى الأبد أيضًا. أصبح هذا التناقض الذهني كابوسي اليومي. لا أستطيع العيش بعيدًا عن وطني، لكنني لا أزال راغبة في المغادرة. أسعى للحصول على الحرية والأمان. أريد أن أتخلص من مخاوفي بشأن مستقبل ابنتي البالغة من العمر 10 أشهر. من المفترض أن تشعر بالأمان والاستقرار في منزلك. بالنسبة للفلسطينيين، لا يمكن تحقيق هذا الحلم.
رائحة الدم والموت والغاز المسيل للدموع هي الأشياء الوحيدة التي عشتها منذ الطفولة، فصراخ وبكاء المعزين أصواتًا أسمعها يومياً. في 17 أيار/ مايو، كنتُ أحاول الاستمتاع بالقهوة مع أصدقائي. لكن رائحة الغاز المسيل للدموع أفسدت ذلك، بسماعنا صوت ثلاث طلقات مدوية. سمعنا الصوت بوضوح. أغلقنا النافذة، في محاولة لفصل أنفسنا عن الواقع الخارجي.
سمعت صوت إشعارات من هاتفي. كانت جميع الرسائل تتحدث عن أحد الشهداء. ثم تلقيت رسالة تفيد بأن الشهيد هو ابن عمي عبيدة. بدأت حالة الإنكار. ماذا؟ كيف؟ و لماذا؟ اتصلت بوالدي. أكدّ والدي الخبر وقال إن جنود الاحتلال قد قتلوا عبيدة بإطلاق ثلاث رصاصات عليه في منطقة الصدر.