في عام 2016، فرّ عبد الرحمن الحدّاد من الرقة التي وقعت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في سوريا، لينتهي به المطاف في مخيم للاجئين في لبنان. بعد مرور عام على ذلك، فاز الحدّاد بمنحة للدراسة في إحدى جامعات بيروت، لكن الصدمة التي مر بها تركت آثارًا يصعب تجاوزها. إذ تسبب شعوره بالغضب والاكتئاب بعدم قدرته على التركيز في الدراسة وبدى وكأن حياته تنهار أمام عينيه.
لكن الجهة التي قدمت له المنحة تدخلت بتقديم دعم إضافي، إذ تم إرساله لمعاينة طبيب نفسي، ووصف له الأخير دواء مضاد للاكتئاب، وبدأ بحضور جلسات علاج نفسي أسبوعية. في وقتٍ لاحق، انضم إلى مجموعة دعم برفقة طلاب سوريين لاجئين آخرين مروا بتجارب مماثلة. تحسنت حالة الحداد النفسية، وتحسنت درجاته في الامتحانات وتحولت حياته الاجتماعية من شخصٍ يتملكه الغضب وعاطل بلا إنجاز إلى آخر مُنجز ومُرضٍ.
يسجل عشرات الآلاف من الشباب السوريين الذين لجأوا من بلادهم في جامعات في دول مجاورة وخارج المنطقة. وقد فعلت المجموعات الدولية التي تدخلت لتزويدهم بمنح جامعية ذلك جزئيًا لضمان وجود شباب متعلم للمساعدة في إعادة بناء سوريا عندما ينتهي الصراع في نهاية المطاف.
مع ذلك، لا يزال العديد من الطلاب اللاجئين حتى اليوم يعانون بمفردهم من ندوب نفسية من جراء المحن التي تحملوها. بفقدهم شبكات دعمهم، وكونهم غير متيقنين في الغالب بشأن مستقبلهم وسلامة العائلات التي تركوها وراءهم، ومعاناتهم في بعض الأحيان من العنف والصدمات، يعاني العديد من السوريين من درجة معينة من الاكتئاب والقلق وصعوبة التركيز على الدراسة.
لكن تجارب الحداد وآخرين من أمثاله بدأت في إقناع الجماعات الداعمة للطلاب اللاجئين بأنهم يحتاجون إلى دعم نفسي اجتماعي، فضلاً عن المنح الجامعية، حتى يحققوا النجاح.