على مر مئات السنين، كان ساحل الإقليم السواحلي بشرق أفريقيا مركزًا للتبادل اللغوي والثقافي؛ حيث كانت المنطقة الناطقة باللغة السواحيلية مركزًا مهمًا للتجارة منذ القرن الثاني عشر الميلادي على الأقل، وقد تأثرت باللغات العربية ولغات جنوب الهند والبرتغالية، بحسب المؤلف والناشط الأدبي أبو أميرة في جلسة عُقدت مؤخرًا بعنوان “ضد الاختفاء“.
في المئة عام الماضية، اختفت العديد من آثار هذا التاريخ. ناقش أعضاء الندوة ما يمكن القيام به لتوثيق التاريخ المعقد والمشترك لهذه المدن الساحلية والانخراط فيه بشكل أفضل.
أبرزت الحلقة النقاشية أبو أميرة، المقيم في مومباسا، والكاتب والناشط السوداني حمّور زيادة، في نقاش مع الكاتبة والمؤرخة البريطانية مارينا وارنر. ركزت المناقشة، التي شارك في رعايتها المجلس الثقافي البريطاني ومهرجان شباك، على “المدن الساحلية [التي] تضم بشكل ملحوظ آثارًا من التجارة المُثرية والمميتة”. كانت هذه الحلقة النقاشية الثانية في سلسلة من المناقشات حول التراث الثقافي والثقافة المعاصرة.
قال أبو أميرة، خلال حلقة النقاش، “لقد استعرنا الكثير من العرب والهنود وأنا متأكد من أننا إذا ما تعمقنا أكثر في التاريخ، سنجد الكثير ممّا استعرناه من البرتغاليين. وقد كانت كتابات الشعراء من أعظم الأشياء التي أخذتها السواحيلية في نسيجها.”
عودة السواحيلية المُعربة؟
قال أبو أميرة إن من جوانب هذا الاستيعاب اللغوي اللغة السواحيلية المعربة التي ازدهرت على طول الساحل السواحيلي. ظل الخط العربي جزءًا من الأدب المكتوب في المنطقة حتى وصول المبشرين والمدارس الاستعمارية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. قال أبو أميرة إن المبشرين على وجه الخصوص هم من أصروا على التغيير، على افتراض أن كتابة السواحيلية بالخط اللاتيني ستروج للمسيحية وتقمع ارتباط المنطقة الطويل بالإسلام.
لم يقطع هذا التغيير علاقة المنطقة بالإسلام. مع ذلك، يعني الأمر أن “هناك الكثير من تاريخ المخطوطات المفقودة،” بحسب أبو أميرة، الذي قال إن “جزءًا كبيرًا من التاريخ قد ضاع مع تلك المخطوطات.”