أخبار وتقارير

مراكز جديدة لدعم الطلاب ذوي الإعاقة في خمس جامعات حكومية مصرية

أسيوط – يعاني مصطفى علي، الطالب بالسنة الثانية بكلية التربية النوعية في جامعة أسيوط، خلال المحاضرات، فلكونه أصم لا توفر الجامعة مترجماً للغة الإشارة لكل المحاضرات مما يزيد من صعوبة الدراسة.

قال “يوجد فقط مترجمتان للإشارة تبذلان جهدا كبيراً، لكن غالبية المحاضرات تتم دون ترجمة مما يزيد من عبء الدراسة علينا.”

يأمل علي وغيره الكثير من الطلاب من ذوي الإعاقة في تحسين أوضاعهم الدراسية بعد افتتاح مراكز جديدة لدعم الطلاب ذوي الإعاقة داخل خمس جامعات مصرية حكومية هي :القاهرة، وعين شمس، والإسكندرية، وأسيوط، والمنصورة  كمرحلة أولى، ضمن مشروع إتاحة التعليم العالي للطلاب ذوي الإعاقة، وهو مبادرة مشتركة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبرنامج منح الجامعات الحكومية التابع ﻟلوﻛﺎﻟﺔ الأﻣيرﻜية ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ، هيئة أمديست،ومؤسسة حلم للتدريب والإستشارات، مؤسسة خاصة تعمل على دمج ذوي الإعاقة وتدريبهم.

يشمل المشروع  الجديد تجهيز معامل إمتحانات مخصصة للطلاب ذوي الإعاقة ونقاط لطباعة كتب بطريقة برايل ، فضلا عن قاعات مجهزة بأجهزة كمبيوتر للمكفوفين.

قال محمد حسين موسى، أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة أسيوط ومدير مركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة بالجامعة، “يحقق المركز حلم طلاب كثر في الحصول على تجربة تعليم متكاملة، وتوفير الأجهزة الداعمة، بالإضافة إلى دعم  ممارسات الأنشطة الطلابية وبحث فرص التوظيف.”

“يحقق المركز حلم طلاب كثر في الحصول على تجربة تعليم متكاملة، وتوفير الأجهزة الداعمة، بالإضافة إلى دعم ممارسات الأنشطة الطلابية وبحث فرص التوظيف.”

محمد حسين موسى
أستاذ القانون بكلية الحقوق جامعة أسيوط ومدير مركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة بالجامعة

يواجه الطلاب ذوي الإعاقة في مصر، كحال الكثيرين من الطلاب في دول عربية عديدة، صعوبات في استكمال تعليمهم الجامعي تبدأ من المرافق الجامعية غير المؤهلة لاستقبالهم مروراً بغياب وسائل التعليم اللازمة وانتهاء بالقوانين التي تحد من فرص تعليمهم وتشغيلهم لاحقاً. (اقرأ التقريرين ذو الصلة:مصر: محاولات لتكريس حقوق الطلاب ذوي الإعاقة في التعليم، الجانب المظلم للتعليم العربي: الطلاب ذوو الإعاقة). إذ لا يتمكن سوى  5.6 بالمئة منهم فقط من الحصول على درجة جامعية، وفقاً لدراسة صدرت في العام 2017 عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

 خدمات تعليمية متكاملة لدعم الطلاب ذوي الإعاقة

بدأت فكرة إنشاء مراكز لدعم الطلاب ذوي الإعاقة عقب دراسة أجرتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية حول أوضاع ذوي الإعاقة بالجامعات الحكومية، وانتهت إلى إختيار 15 عضوا بهيئات التدريس في خمس جامعات للانخراط في برنامج تأهيلي أتاح لهم  التعرف على أحدث طرق التعامل مع ذوي الإعاقة. كما تضمن البرنامج جولات للإطلاع على تجارب جامعتي مونتانا وكولورادو بالولايات المتحدة الأميركية في التعامل مع حالات مماثلة.

قال موسى “ساعدت تلك الزيارات الميدانية في تقديم صورة متكاملة للخدمات اللازمة من ناحية تصميم المباني وتجهيزها وتوفير الوسائل التعليمية التي تيسر دمج  ذوي الإعاقة وتنمية مهاراتهم في التحصيل الدراسي.”

يقدم مركز خدمات الطلاب ذوي الإعاقة بجامعة أسيوط خدمات تعليمية تشمل إتاحة أجهزة الكمبيوتر، والكومبيوتر اللوحي للعمل عليها واستخدامها داخل المركز، إضافة إلى بعض الدورات التدريبية.

Mansoura center assists students with disabilities
تزود المراكز الجديدة الطلاب بأجهزة الكمبيوتر وأجهزة لوحية بالإضافة إلى بعض الدورات التدريبية. أعلاه على اليسار، سماح خميس مديرة مركز خدمات الأشخاص ذوي الإعاقة بجامعة المنصورة، وإيمان أبو الفضل نائبة مدير المركز. (الصورة: جامعة المنصورة)

يوفر المركز السكن الجامعي المؤهل لإستضافة ذوي الإعاقة بشكل محدود حالياً ووسائل مواصلات تقل الطلاب من سكنهم الجامعي إلى كلياتهم مجاناً. كما يوفر المركز  الأجهزة التعويضية التي يحتاجها الطالب مثل العصا أو الكراسي المتحركة بشكل مجاني للاستخدام داخل الجامعة.

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

يبدي الطلاب سعادتهم بالخدمات الجديدة.

قالت أمل خالد، الطالبة بالسنة الرابعة في كلية الخدمة الإجتماعية بأسيوط وهي رئيسة لجنة ذوي الإعاقة باتحاد طلاب جامعة أسيوط،  “بفضل المراكز الجديدة يستطيع الطلاب ذوي الإعاقة التمتع بحق المساواة مع الآخرين، والسير تدريجيا في عمليات الإتاحة.” موضحة أن الطلاب كثيرا ما عانوا من التهميش في ظل غياب الخدمات التي تدعم إندماجهم في الحياة الطلابية داخل الحرم الجامعي.

خطط توسعية

تقدم المراكز الجديدة خدماتها للأساتذة والإداريين أيضاً.

قالت سماح خميس، أستاذ أصول تربية الطفل المساعد بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة المنصورة، “العمل بالمركز رسالة لا تقتصر على الطلاب ، بل تمتد لتشمل الإداريين وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع المحيط.” مشيرة إلى أن عدد الطلاب الذين يحصلون على خدمات المركز داخل جامعة المنصورة يصل لنحو 250 طالباً وطالبة بالإضافة إلى عشرات من أعضاء هيئة التدريس وعدد من أسر الطلاب ذوي الإعاقة.

“العمل بالمركز رسالة لا تقتصر على الطلاب ، بل تمتد لتشمل الإداريين وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع المحيط.”

سماح خميس
أستاذ أصول تربية الطفل المساعد بكلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة المنصورة

وتوضح إيمان أبو الفضل، نائب مدير المركز أن خطة العمل تعطي الأولوية للخدمات التعليمية وتساعد في تحويل المقررات بما يناسب احتياج كل طالب، إلى جانب العمل على تغيير نمط الإمتحانات لتصبح إلكترونية مع زيادة التوعية المجتمعية للطلاب والإداريين وأعضاء هيئة التدريس حول سبل التعامل مع الطلاب ذوي الإعاقة.

يضم المركز عدداً من المتطوعين لمساعدة ذوي الإعاقة ، وهو ما تأمل إدارة المراكز بزيادته لكونه دليل على زيادة الوعي  بمشكلات المعاقين وحقهم في الحصول على كامل الخدمات، بحسبخميس. قالت “تغير النظرة تجاه الحالات يؤدي إلى مزيد من التغيير الإيجابي لصالحهم.”

وعلى الرغم من أن االمشروع بدء في خمس جامعات حكومية، إلا أن خطط التوسع لشمل جامعات أخرى مازالت غير واضحة، كما أن ميزانيته غير معلنة.

قالت شيرين عبد الجواد، الطالبة بالسنة الثالثة قسم وثائق ومكتبات بكلية الأداب جامعة المنيا 250 كم جنوب القاهرة والتي تعاني من إعاقة حركية، “لا تقدم جامعتي أي خدمات مساعدة، فلا يوجد مسارات مخصصة لنا أو وسائل مساعدة في  القاعات الدرسية. يتم تخصيص غرف السكن في الطوابق الأرضية فقط لعدم وجود مصاعد كهربائية.”

تعرب عبدالجواد عن أملها بافتتاح مركز دعم في جامعتها قريبا. قالت “سمعت عن الخدمات وأعتقد أنها جيدة جدا. أتطلع لفتح مركز مماثل في جامعتي قريبا.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى