يثير صيام شهر رمضان في ظل استمرار فيروس كوفيد-19 الكثير من المناقشات حول سلامة الصائمين، حيث ذهب أحد السياسيين الجزائريين إلى حد المطالبة بتعليقه التام هذا العام.
يتطلب صيام شهر رمضان، الذي بدء هذا الأسبوع ويستمر حتى 12 أو 13 أيار/مايو، امتناع الصائمين عن الأكل والشرب من الفجر حتى غروب الشمس طوال الشهر الفضيل.
يبدي البعض قلقاً من تأثير نقص الطعام والماء خلال الصيام على مناعة الجسم وزيادة احتمالية الإصابة بفيروس كوفيد-19، وهو مادفع حاتم زايد، الأستاذ المساعد في العلوم الطبية الحيوية في كلية العلوم الصحية بجامعة قطر، إلى نشر مقال يلخص الأدلة العلمية حول تأثير الصيام على المناعة ضد العدوى.
خلُص المقال، المنشور في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، إلى أن الصيام يمكن أن يحسن صحة الجسم وأداء الجهاز المناعي للمسلمين البالغين الأصحاء، ومن المتوقع أن يسرع عملية شفاء مرضى كوفيد-19.
قالت تغريد أبو ندى، المؤلفة المشاركة للمقال ومساعدة المدرس في كلية العلوم الصحية، “من المهم جدًا أن يواجه الأكاديميون المفاهيم الخاطئة التي تنتشر بين الجمهور حول الصيام وتأثيره السلبي على الإصابة بمرض كوفيد-19.”
لكنها قالت “بينما ثبت أن الصيام في حد ذاته يعزز المناعة، إلا أن الآثار المفيدة … قد تنخفض بسبب نمط النوم المتبع في شهر رمضان المبارك،” حيث يظل الناس مستيقظين لوقت متأخر أو يأكلون وجبات ثقيلة في الليل.
دعوات إلى دراسات إضافية
توصلت دراسة نُشرت في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 إلى استنتاجات مماثلة. استعرضت الدراسة الأدبيات المتاحة حول آثار صيام رمضان والصيام المتقطع بشكل عام على صحة الإنسان وعلاقتها بكوفيد-19.
أظهرت الدراسة أن الصيام يقلل من مستويات السيتوكينات المحرضة على الالتهابات المرتبطة بحالات كوفيد-19 الشديدة، وخلصت إلى أن صيام رمضان لا يشكل مصدر قلق للأشخاص الأصحاء الذين يتبعون نظامًا غذائيًا متوازنًا، ويشربون الكثير من السوائل، وينخرطون في ممارسة نشاط بدني منتظم.
مع ذلك، ذكرت دراسة أخرى نُشرت في عام 2020 أن حجم العمل الأكاديمي حول صيام رمضان والصحة لا يزال متواضعًا وأن هناك حاجة إلى تحسينات أكبر في كل من جودة وكمية الأبحاث لتحديد الأفراد المعرضين لمخاطر عالية.
يوافق شهراد طاهري، أستاذة الطب والطب التكاملي في كلية طب وايل كورنيل في قطر، على أن هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به فيما يتعلق بفهم صيام رمضان وفوائده أو مخاطره على أفراد معينين بشكل عام، وليس فيما يتعلق بكوفيد-19 فقط.