لم تكن أندية القراءة وصالونات الأدب بمنأى عن متغيرات العصر ومبتكرات التكنولوجيا. وفي الآونة الأخيرة، أحدثت شبكة الإنترنت تحولًا كبيرًا انتقل بنوادي القراءة إلى طفرة إلكترونية. ففي العام 1998، أطلق منتدى الكتاب العربي واحدًا من أكبر وأقدم أندية القراءة الإلكترونية العربية، ومعه نشأ مجتمع أدبي عابر للحدود. واقتفى أثره العديد من المنتديات الأخرى، كما ازدهرت المناقشات حول الكتب عبر منصات التواصل الاجتماعي.
قبل إجراءات الإغلاق الصحي نتيجة تفشي جائحة كوفيد-19، انصب تركيز معظم نوادي القراءة عبر الإنترنت على المناقشات غير المتزامنة على غرار أسلوب موضوعات المنتديات. لكن القيود التي فرضتها الجائحة أيقظت رغبة جديدة في التفاعل الاجتماعي عبر الإنترنت. وربما يحدث هذا تحولًا دائمًا في جماعات الكتاب عبر الإنترنت، لا سيما تلك التي تركز على شرائح القراء الأجانب.
فبعدما كانت جماعات الكتاب والقراء العرب تجتمع بالطريقة التقليدية، انتقلت لتتواصل عبر الإنترنت، إما عبر تطبيق زووم أو كلوب هاوس. وانطلقت جماعات جديدة أخرى، ومن أشهرها “أدبيات” (2020).
وجدت مارجريت أوبانك، مؤسسة مجلة بانيبال، والتي تدير نادي كتاب معني بالأدب العربي منذ نيسان/ أبريل 2012، مزايا وعيوب للالتقاء عبر زووم. قالت “أتمنى أن يتاح لنا فيما هو قادم أن نتوصل إلى حل يجمع بين الأسلوب التقليدي والرقمي في آن واحد.”
في عام 2020، مثلت الفعاليات الإلكترونية جانباً هاماً من المجتمع الأدبي. وشهدنا مهرجانات من قبيل كتاب فلسطين ومهرجان ليفربول للآداب العربية، حيث أطلق العديد من الناشرين العديد من أنشطة الحوار والقراءة عبر زووم. (اقرأ المقالين ذي الصلة: مهرجان ليفربول للفنون العربية يطلق دورة جديدة وعلاج المسافة: فعاليات أدبية ناجحة على الإنترنت).
تبدو أندية القراءة الإلكترونية أصغر حجماً، لكنها أكثر قابلية للاستمرار. وتمكن بعضها من التخطيط لمشاركة متحدثين وتنظيم جدول فعاليات لأسابيع أو أشهر مقدماً، بينما نظم البعض الآخر مناقشات مفتوحة النطاق.
إحياء الحوار
يعتقد منظمو أندية القراءة، الذين تحدثنا إليهم، أن المرأة العنصر المهيمن على المشاركات. قال سارة علاوي، التي شاركت في تأسيس “أدبيات“، في رسالة إلكترونية، “ما زلت لا أجد سبباً لذلك، وأتمنى أن يتاح لنا تغيير الوضع.”