أخبار وتقارير

لبنى عكروش: عالمة اجتماع تسعى لتحقيق العدالة والمساواة للأكاديميات

عمان – لا يوجد كثيرون مثل لبنى عكروش، أستاذة علم الاجتماع في الجامعة الأردنية ورئيسة جمعية رابطة الأكاديميات الأردنيات، التي عملت بجد لتعزيز دور المرأة في التعليم العالي.
إذ قامت هي وزميلاتها بتأسيس الجمعية في عام 2014 لشعورهن “بالظلم الذي تواجهه الأكاديميات من النساء،” بحسب ما قالته للفنار للإعلام. كان هدفهن الأولي إنشاء منصة لمناقشة التحديات التي تشعر بها النساء، للمساعدة في تحقيق إمكاناتهن وبناء الشبكات.

تضم الرابطة اليوم 115 عضوة تحمل شهادة الدكتوراه من 30 جامعة خاصة وحكومية ومؤسسات تعليم عالي أخرى، وقد طورت قاعدة بيانات للأكاديميات الأردنيات من خلال مبادرة الشراكة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط. وشاركت حوالي 500 امرأة في ورش العمل التي نظمتها.
قالت عكروش “تواجه الأكاديميات في المملكة صعوبات في الحصول على الترقيات والمنح الدراسية، فضلاً عن شغل مناصب قيادية في مؤسسات التعليم العالي مقارنة بنظرائهن من الرجال.”
أضافت “في بعض الجامعات، لا يمكن للأكاديميات إشراك أزواجهن في التأمين الصحي ما لم يثبتن أن للزوج إعاقة أو أنه عاطل عن العمل، بينما يُسمح للأكاديمي بتأمين زوجاته إذا كان متزوجًا بأكثر من واحدة.”

وذكرت مثالاً آخر على عدم المساواة يتمثل في عدم تلقي النساء اللائي يدرسن في الخارج، بخلاف الأكاديميين الذكور، أي مساعدة مالية.

في عام 2017، نشرت الرابطة بقيادة عكروش تقريرًا بعنوان “واقع المرأة في الأوساط الأكاديمية في الأردن” بناءً على مسح شمل جميع الجامعات في البلاد. وخلصت إلى أن حوالي 60 في المئة من النساء لم تتح لهن فرصة المشاركة في اللجان الأكاديمية.

استمرار غياب تكافؤ الفرص

قالت عكروش “هناك نقص في تكافؤ الفرص للأكاديميات في الجامعات المحلية والخاصة والحكومية في الأردن. تعمل النساء على تحسين أنفسهن تربويا، ويعملن من أجل عائلاتهن وطلابهن وكل ما يحتجن إليه هو العدل.”

وأضافت “تكمن المشكلة في تحكّم الأكاديميين الذكور بالأمور وتمكنهم من منع أي فرصة أمام أي امرأة.”

“تكمن المشكلة في تحكّم الأكاديميين الذكور بالأمور وتمكنهم من منع أي فرصة أمام أي امرأة.”

لبنى عكروش  

وفقًا لموقع countrymeters.info، الذي يوفر بيانات عن عدد السكان في معظم البلدان، يبلغ عدد سكان الأردن حوالي 10,515,000 نسمة منهم 5,109,000 من الإناث. ويبلغ معدل الإلمام بالقراءة والكتابة للذكور البالغين 98.12 في المئة و95.16 في المئة من الإناث البالغات.

منذ إنشاء أول جامعة في الأردن عام 1962، تقلدت امرأتان فقط منصب عمادة الجامعة، هما: رويدا المعايطة ،عميدة ونائبة رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية (JUST)، ومنار فياض الجامعة الألمانية الأردنية. فيما أصبحت عكروش وأخريات عميدات للكليات. (اقرأ التقرير ذو الصلة: المرأة العربية مازالت بعيدة عن قيادة المؤسسات الأكاديمية.(

قالت عكروش “بينما يحتفي العالم بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمرأة في هذا اليوم العظيم، سنكرم مجموعة من الأكاديميات اللواتي أحدثن فرقًا في المجال التعليمي وفُزن بالعديد من الجوائز بما في ذلك عبير البواب، أستاذة الكيمياء الفيزيائية التي تمتلك خبرة أكثر من 20 عاما في التدريس.”

وأضافت “يحتاج مجتمعنا إلى مساهمة المرأة في جميع المجالات. تتوق الشابات اليوم إلى الدراسة والحصول على درجات علمية والانخراط في سوق العمل أكثر من الاكتفاء بالجلوس في المنزل وانتظار الزواج وتكوين أسرة.”

انعكاسات إيجابية لتوظيف المزيد من النساء

يحتفل الناس باليوم العالمي للمرأة في جميع أنحاء العالم في 8 آذار/ مارس من كل عام.

تفتخر النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 و24 عامًا في الأردن بمعدل إلمام بالقراءة والكتابة يبلغ 99.11 في المئة، وفقًاً لتقرير اليونسكو لعام 2019.  بينما تقدر اليونيسف أن زيادة مشاركة الإناث في القوى العاملة بنسبة 25 في المئة خلال السنوات السبع المقبلة ستساعد بتحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي الأردني بنسبة 5 في المئة سنويا.

تتمتّع عكروش، الحاصلة على درجة الدكتوراه في العلوم الاجتماعية من الجامعة اللبنانية وشهادة الماجستير في العلوم الاجتماعية من الجامعة الأردنية، بخبرة واسعة في المجال التربوي، حيث شغلت منصب رئيسة قسم الخدمة الاجتماعية في الجامعة الأردنية، وعميدة كلية الأميرة عالية الجامعية ومساعدة عميدة كلية الأميرة رحمة الجامعية.

“عكروش قطعت أشواطا طويلة في مساعدة النساء العاملات في الأوساط الأكاديمية، وبفضل خبرتها الطويلة في التدريس، وأنها ألهمت العديد من النساء اللواتي اعتقدن أنه من المستحيل العمل جنبًا إلى جنب مع الرجال.”

ابتسام عوضات  
صحافية

حصلت عكروش على درجة الدكتوراه لعملها على مشاكل كبار السن في الأردن، وهو موضوع نشرت وتحدثت عنه بإسهاب. وتعمل الآن مستشارة خبيرة للمجموعة التي تعمل على وضع استراتيجية وطنية للمُسنين. كما أجرت أبحاثًا حول مشاكل عمالة الأطفال وإهمالهم وإساءة معاملتهم، بالإضافة للنساء اللواتي يجدن أنفسهن معيلات لأسرهن.

الصحافية ابتسام عوضات مطلعة على عمل عكروش في مجال حقوق المرأة وتعتقد أن “عكروش قطعت أشواطا طويلة في مساعدة النساء العاملات في الأوساط الأكاديمية، وبفضل خبرتها الطويلة في التدريس، وأنها ألهمت العديد من النساء اللواتي اعتقدن أنه من المستحيل العمل جنبًا إلى جنب مع الرجال.”

 أعجبتك القصة؟ اشترك مجاناً في نشرتنا البريدية للحصول على المزيد من القصص.  

https://www.bue.edu.eg/

أضافت عوضات “عكروش امرأة تؤمن بوجود قائدات وأن على المجتمع أن يفتح الأبواب لهن لأن النساء يشكلن نصف المجتمع.”

لكن عكروش ترى أنه لا يزال هناك الكثير للقيام به. قالت “ما زلنا في بداية رحلة طويلة لتحقيق المساواة لكننا اتخذنا الخطوة الأولى بتصميم ونريد أن نواصل السير على هذا الطريق.”

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى