الجزائر- في ليلة السادس من شباط/ فبراير الماضي، لقيت الطالبة الجزائرية نصيرة بكوش، 24 عاماً طالبة في كلية علم الاجتماع في جامعة الجزائر الحكومية، مصرعها حرقاً، في غرفتها بالحي الجامعي للإناث بالعاصمة الجزائر، إثر اندلاع حريق ليلاً بموقد كهربائي أشعلته للتدفئة، هي وزميلتها من شدة البرد، لكن حدوث ماس كهربائي خلال نومهما تسبب في حريق الغرفة بالكامل لتتوفى نصيرة وتصاب زميلتها بحروق من الدرجة الثانية.
تسببت هذه الحادثة المأساوية في تسليط الضوء على واقع السكن الجامعي الذي يعاني من حالة تدهور شديدة مستمرة منذ عقود مضت، حتى بات جزءاً جوهرياً من معاناة غالبية طلاب السكن الجامعي.
الحادثة التي اعتبرها البعض فردية، دفعت آلاف الطلاب للتظاهر ضد من تسببوا بتدهور أحوالهم، ولم يتوقفوا عن احتجاجهم، رغم إقالة حاجي سيف الدين مدير الإقامة الجامعية التي شهدت حادث الحريق، بعد يومين على الحادثة وكذلك إقالة بشير درواز المدير العام للديوان الوطني للخدمات الجامعية.
قال مصطفى بالعاكف، منسق العلاقات في الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، “أرجو أن يدفع تظاهر الطلاب بعد وفاة نصيرة بكوش إلى إصلاح قطاع الخدمات الجامعية، ومعالجة تدني الخدمات في ظل تخلي الحكومة عن الاهتمام بتسهيل سبل معيشة الطلاب.” مشيراً إلى أن غياب الخدمات في السكن الجامعي، يدفع الطلاب لاستخدام وسائل خاصة للطهي داخل غرفهم مما يعرضهم لحوادث مؤسفة خاصة في ظل غياب وسائل إطفاء الحرائق.
قامت السلطات الجزائرية بإغلاق السكن الجامعي الذي توفيت به نصيرة، ووضعته قيد الترميم والصيانة.
لكن الطلاب يعتقدون أن عملية الصيانة والترميم يجب أن تطال كل وحدات السكن الجامعي.