بعد سنوات طويلة من البحث والاختبارات، تمكنت صفاء قمري، الباحثة السورية المتخصصة في أمراض النبات الفيروسية، من التوصل إلى أصناف نباتات مقاومة للفيروسات وذات إنتاجية عالية تسهم في دعم المزارعين الصغار وتحفظ الأمن الغذائي في المنطقة.
قالت “إذا كانت الفيروسات وغيرها من الأمراض تؤثر على المحاصيل الزراعية الأساسية، فإن المزارعين الفقراء لن يجدوا ما يأكلونه إذا فقدوا محاصيلهم.”
تشغل قمري، التي تقيم حالياً في لبنان، منصب رئيس مختبر صحة البذور بالمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) (ICARDA) منذ عام 2015، حيث تعمل على ضمان صحة البذور وخلوها من الأمراض وتوافقها مع المعايير الدولية. كما تستمر في عملها البحثي على إنتاج أصناف من الفول والحمص والعدس مقاومة للأمراض الفيروسية، حيث تقوم بزراعة الأصناف المختلفة وتعمل على نقل العدوى الفيروسية لها وتراقبها لنهاية الموسم، فيموت الضعيف منها ويستمر الأقوى.
قالت “الأمر شاق جداً، أحياناً تموت كل النباتات التي نزرعها بعد 20 يوم من العدوى بالفيروس لنصل إلى آخر الموسم بلا نباتات أو حصاد، وعندما تصادفنا نباتات تبدي مقاومة للإصابة الفيروسية نقوم بحصادها ومن ثم تقييم بذورها في المواسم القادمة فيما يسمى عملية الإنتخاب.”
قضت قمري سنوات طويلة في انتخاب أصناف نباتية مقاومة للفيروسات، ومنها أصناف من الفول مقاومة لفيروس اصفرار وموت الفول (FBNYV)، حتى تمكنت من تحقيق أكبر إنجازاتها على حد قولها.
قالت “في عام 2009 م بدأت ألاحظ في مجموعة وصلتني من بذور الفول أن هناك بعض النباتات أبدت مقاومة للإصابة بالفيروس بعد إعدائها بحشرات المنّ الحاملة للفيروس بنسبة 10 في المئة، فقمت بإعادة زراعة بذور هذه النباتات التي لم تموت وأبدت مقاومة للإصابة في المواسم اللاحقة حتى وصلت إلى نباتات لا تصاب بالمرض بنسبة 100 في المئة.”
الصبر مفتاح البحوث
استغرق بحث قمري نحو 10 سنوات من العمل المتواصل. قالت “كانت النتيجة مذهلة في النهاية.”
توضح قمري، التي تم اختيارها ضمن قائمة هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) لأكثر 100 امرأة تأثيرًا وإلهامًا في العالم للعام 2020، اهتمامها بمحصول الفول لكونه من المحاصيل الرئيسية في المنطقة والذي يتواجد بصورة أساسية في النظام الغذائي للسكان، حيث تعتقد أن عملها عليه يتطلب منها توفير حلول للمزارعين من أجل انتاج محصول وفير خالي من الأمراض لأنه مصدر رزقهم.