الدوحة – من الموضة إلى الفنون الجميلة، شقت ليلى باشا طريقها بسرعة نحو قمة المشهد الفني في قطر. بصفتها اختصاصي أول فنون في مؤسسة قطر، تدير باشا مجموعة فنية تتضمن أعمالًا فنية عامة كبرى ومجموعات متحفية.
لم تكن هذه مهمة يسيرة بالنسبة للمديرة الفنية الشابة، إذ أن المنصب جعلها لاعبة أساسية في جهود المؤسسة لإدخال الفن في التيار الرئيسي لدولة حديثة ومتعددة الجنسيات وتعزيز مسيرة الفنانين القطريين الشباب.
لا تأخذ باشا هذه المسؤولية باستخفاف. قالت “أعتقد أن هذا ما يجب أن يكون عليه العمل الفني؛ أي القدرة على إشراك أشخاص مختلفين من الجمهور في محادثات حوله.”
ولدت باشا في سوريا، وانضمت إلى المؤسسة في عام 2014 بصفتها قيّمة فنية. الآن، تشرف باشا على استراتيجيات الفن العام، وإدارة المجموعات، وتكليفات الأعمال الفنية الكبرى، وبرنامج الجولات الفنية. نالت باشا درجة الماجستير في ممارسة المتاحف والمعارض في حرم جامعة كوليدج لندن في قطر العام الماضي مع أطروحة حول سياسات الفن العام في قطر، وهو موضوع مناسب لدورها الحالي.
تضم المجموعة الفنية العامة للمؤسسة حوالي 150 عملاً فنيًا معروضًا في العديد من المباني في جميع أنحاء المدينة التعليمية، وتتضمن أعمالًا لفنانين معاصرين مشهورين مثل تريسي أمين وإيفان نافارو ودامين هيرست، فضلاً عن الأعمال الفنية التركيبية الأخيرة للفنان الهندي القطري الراحل مقبول فدا حسين. أشرفت باشا مؤخرًا على تركيب عمل حسين الضخم، سيروا في الأرض، ضمن هيكل تم بناؤه خصيصًا له في المدينة التعليمية.
من دمشق إلى باريس والدوحة
اتسمت مسيرة باشا الأكاديمية بالحيوية والطابع الدولي. عندما كانت طالبة جامعية، درست الموضة في حرم المدرسة الفرنسية العالمية للأزياء “إسمود” بدمشق، قبل أن تنتقل إلى باريس لدراسة الفنون التشكيلية في جامعة السوربون. في عام 2008، انتقلت للعيش في الدوحة، حيث بدأت حياتها المهنية كمديرة معرض ومستشارة فنية في مركز سوق واقف للفنون.
تقع الدوحة، مع ناطحات السحاب المتلألئة فيها، على مسافة بعيدة من قرون من الثقافة التقليدية التي لا تزال مرئية بشكل كبير في سوريا وفرنسا، وقد كان الإنتقال إلى هناك بالفعل تحولًا بالنسبة لباشا لتجد طريقها في مشهد أكثر حداثة.