مقالات رأي

10 كتب بعد 10 سنوات: الأدب في أعقاب “الربيع العربي”

قبل عقد من الزمن، أدت الاحتجاجات الجماهيرية في تونس إلى الإطاحة بزين العابدين بن علي، الذي حكم باستبداد البلاد لأكثر من عقدين. ألهمت الاحتجاجات في تونس إنطلاق حركات شعبية أخرى في مصر وليبيا وسوريا واليمن والبحرين وغيرها. لفترة وجيزة، أضحت تلك الاحتجاجات رمزًا عالميًا للرغبة في تحقيق العدالة.

في العقد الماضي، نُشرت عشرات الآلاف من الكتب حول هذه الحركات الاحتجاجية المترابطة، والتي غالبًا ما تُعرف باسم “الربيع العربي”. حاول الآلاف من المؤلفين شرح الحركات ومهاجمتها وتبريرها ووصفها وشجبها والتنبؤ بالمستقبل.

ألهمت حركات الاحتجاج المترابطة أيضًا العديد من أنماط الفنون المختلفة، بما في ذلك المسرح والموسيقى والشعر والأفلام القصيرة والقصص والروايات والمذكرات وغيرها من الأعمال التي أعادت اختراع حدود الأنواع الأدبية. وقد كان البعض منها مكتوبًا على عجل ومثيرًا للاهتمام في وقتها فقط. لكن الأعمال الأخرى لا تزال تتحدث عبر المكان والزمان.

في هذه القائمة، نلقي نظرة سريعة على عشرة أعمال أدبية من خمسة بلدان مختلفة. لكل منها طريقة مختلفة في تصوير انتفاضات عامي 2011-2012 وما تلاها.

تونس

الركام الساخن، للكاتب يامن المناعي، ترجمتها من الفرنسية إلى الإنجليزية لارا فيرجنورد. 

لا تدور أحداث هذه الحكاية السياسية سريعة الخطى في تونس العاصمة أو صفاقس، بل في قرية نائية اسمها نوى. وبدلاً من تسليط الضوء على الاحتجاجات في المدن التونسية الرئيسية، تستكشف الرواية كيف غيرت الأحداث – أو لم تغير – الحياة في القرية. إذ أن الأهم بالنسبة لهذه القرية بالذات اكتشاف مربي النحل أن شيئًا ما يقتل نحل العسل. يجب أن يكتشف مربي النحل وبطل الرواية أولاً ما الذي يقتل نحله المحبوب، ومن ثم كيفية هزيمة القتلة المتسللين. في بحثه عن حل، يتوجب عليه أيضًا مراجعة الأحداث السياسية التي تعيد تشكيل البلد.

مصر

المدينة تفوز دائمًا، للكاتب عمر روبرت هاميلتون.

تأخذنا رواية “المدينة تفوز دائمًا” إلى القاهرة لنعايش الأحداث الحاسمة التي وقعت بين عامي 2011 و2013، وتثير فينا أقصى درجات الفرح والرهبة واليأس التي ميزت تلك السنوات. تدور أحداث هذه الرواية السينمائية حول الشابين خليل ومريم وهما يحاولان إحداث ثورة سياسية. وقد وصف كاتب الروايات المصورة المصري جنزير الرواية بأنها “كبسولة زمنية مثالية للزمان والمكان”.

كل هذا الهراء، للكاتب عزالدين شكري فشير.

تركز هذه الرواية على محامٍ مصري أميركي شاب سُجن بسبب عمله في منظمة غير حكومية تتلقى تمويلًا أجنبيًا. إذا ما بدا هذا مألوفًا، فذلك لأن الرواية مستعارة من تجارب المنظمات غير الحكومية في مصر، والتي بدأت في عام 2011. تستعير رواية “كل هذا الهراء” أحداث حقيقية أخرى وهي تكون نظرة مقنعة ومتعددة الألوان لانتفاضة 25 كانون الثاني/ يناير 2011 والأحداث التي تلتها، وكل هذا مروي بأسلوب فشير الجذاب والسريع. على الرغم من أن الرواية غير متاحة باللغة الإنجليزية، إلا أن هناك مقتطف ترجمه جوناثان سمولين على موقع “كلمات بلا حدود”. 

الطابور، للكاتبة بسمة عبد العزيز. ترجمتها إلى الإنجليزية إليزابيث جاكيت.

تدور أحداث هذه الرواية، التي نُشرت في الأصل عام 2013، في بلد شرق أوسطي لم يُذكر اسمه، حيث صعدت سلطة مركزية تُعرف باسم البوابة إلى السلطة في أعقاب “الأحداث المشينة” – في إشارة إلى انتفاضة شعبية. في واقع ما بعد الثورة هذا، يجب على المواطنين الوقوف في طابور عند البوابة للحصول على إذن لتلقي الرعاية الصحية والفرص التعليمية والإسكان وغير ذلك. في طابور الانتظار الممتد على مسافة أميال، هناك انتهازيون، وباحثون عن الحقيقة، والكثير منهم يحاولون قضاء اليوم فحسب. الرواية بارعة بشكل خاص في استكشاف حياة النساء.

عطارد، للكاتب محمد ربيع. ترجمها إلى الإنجليزية روبن موجير.

تدور أحداث هذه الرواية الشرسة والغاضبة في عام 2025، بعد أربعة عشر عامًا من الثورة الفاشلة. يجسد أحمد عطارد الشخصية المركزية، وهو ضابط شرطة مصري سابق انضم إلى “المقاومة” بقيادة الشرطة لاحتلال المدينة من قبل فرسان مالطا، وكانت النتائج مروعة.

https://www.bue.edu.eg/

في الإمكان العثور على المزيد من الأعمال المصرية في الأرشيف الرقمي للسياسة والثقافة الشعبية والثورة المصرية 2011.

ليبيا 

العودة: آباء وأبناء بينهما أرض، للكاتب هشام مطر

تركز هذه المذكرات، للكاتب الكبير والموهوب هشام مطر، على عودة مطر إلى ليبيا عام 2012. هناك، يبحث مطر عن أخبار والده، الذي اختطفته وسجنته قوات الدكتاتور السابق معمر القذافي عام 1990. يضم الكتاب عوالم داخل عوالم، ويفتح الأبواب على التاريخ الليبي، والعلاقات بين الآباء والأبناء، والفن، وروايات السجون، وأكثر من ذلك.

شمس على نوافذ مغلقة، تحرير خالد مطاوع وليلى المغربي.

أصبح هذا الكتاب نفسه جزءًا من الصراع المستمر على مستقبل ليبيا. تتألف المجموعة، التي نُشرت في ربيع عام 2017، من أكثر من 500 صفحة، وهي تضم أعمالًا أدبية حديثة لـ 25 كاتبًا ليبيًا مختلفًا، بالإضافة إلى مقالتين لنقاد ليبيين بارزين. على الرغم من استحسان الكتاب في البداية، إلا أنه أصبح هدفًا لهجمات وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تعرض للرقابة بأثر رجعي وأدانته السلطات الليبية، التي ذكرت أن محتواه يتعارض مع “الآداب العامة”.

سوريا

تقاطع نيران: من يوميات الانتفاضة السورية، للكاتبة سمر يزبك. ترجمها إلى الإنجليزية ماكس فايس.

يمثل هذا الكتاب يوميات يزبك عن الأشهر الأربعة الأولى للانتفاضة في سوريا. من خلال ذلك، ترسم صورة لما كان يحدث في البلاد بالإضافة إلى كفاحها لحماية ابنتها. يحتوي الكتاب على لحظات من الأمل الهائل بينما يوثق أيضًا الوحشية الرهيبة. ويمثل سردًا تاريخيًا مهمًا للاحتجاجات المبكرة في أرجاء سوريا من وجهة نظر أحد الكتاب المعاصرين المشهود لهم في سوريا.

الخائفون، للكاتبة ديمة ونوس، ترجمتها إلى الإنجليزية إليزابيث جاكيت.

الخائفون رواية رائعة ومرعبة بشخصيات منفصلة تدور أحداثها في الأيام الأولى للحرب الأهلية السورية. تتمركز في عيادة طبيب نفساني حيث يلتقي العاشقان في الرواية، سُليمى ونسيم. في الرواية، تروي امرأتان قويتان (سلمى وسُليمى) قصتهما في فصول متعاقبة، وهما قصص متشابهة بشكل مخيف عن الخوف والمرض والعنف وانقلاب العائلات على بعضها البعض. الرواية مليئة بأوصاف حية ومرعبة لآثار الخوف.

اليمن

سوق علي محسن، للكاتبة نادية الكوكباني

اندلعت الاحتجاجات السلمية في كانون الثاني/ يناير 2011 أمام جامعة صنعاء، حيث كان الرجال والنساء يأملون لفترة وجيزة في التغيير. تستكشف هذه الرواية الأمل في ذلك الوقت، وبالطبع الانتهازية العادية – مثل بيع الأشياء للمتظاهرين – والعنف المروع. على الرغم من عدم توفر ترجمة إنجليزية للرواية، إلا أن هناك مقتطفًا ترجمته ثريا الريّس على موقع “كلمات بلا حدود”.

Countries

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى