الرياض – اختير مؤخرًا خمسة فنانين سعوديين كفائزين بأول منحة فنية من معهد مسك، حيث حصل كل منهم على جوائز تزيد قيمتها عن 25,000 دولار أميركي. تأتي المنح الجديدة في وقتٍ يكتسب فيه الفنانون رؤية جديدة وتقديرًا وتشهد فيه المملكة تغيرات اجتماعية وثقافية، في إشارة إلى دعم جديد مهم للفنون الإبداعية.
تأتي المنح ضمن مشروع لمعهد مسك للفنون، الذي تدعمه مؤسسة ولي العهد، ويخطط المشروع لتقديم المنح سنويًا.
عُرضت أعمال الفنانين الذين حصلوا على المنح الأولى في أوائل كانون الثاني/ ديسمبر خلال أسبوع مسك للفنون، الحدث الرئيسي للمعهد. أُطلق على المعرض اسم “مُكُوث“، بما يعني البقاء والسكن والإقامة المؤقتة – وهو موضوع تم اختياره في إشارة إلى آثار جائحة فيروس كورونا، التي أوقفت عمل ومهن العديد من الفنانين. (اقرأ التقرير ذو الصلة: كيف استجاب الفنانون العرب لتأثير كوفيد-19 على أعمالهم).
أوضحت ريم السلطان، الرئيس التنفيذي لمعهد مسك للفنون، “أثرت جائحة كوفيد-19 على الإنتاج الفني مع إغلاق الاستوديوهات بسبب محدودية الموارد والتمويل؛ كما تعطلت البحوث المرتبطة بالمشاريع الإبداعية وتطوير الأفكار الجديدة. بكل بساطة، كان أسبوع مسك الفني مضطرًا لدعم ومواصلة الحوار.”
تغيّر رؤية المجتمع للعمل في المجال الفني
تعتقد السلطان أن الزمن يتغير بالنسبة للفنانين في المملكة العربية السعودية، وأن المفاهيم الخاطئة حول عدم جدوى العمل في مجال الفن في الماضي دفعت العديد من المبدعين إلى الابتعاد عن اختيار مهنة فنية. ومع ذلك، قد تساعد منحة مسك للفنون في تغيير المواقف وربما تبني جيل جديد من الرواد في المشهد الفني في المملكة.
توفر المنحة للفنانين فرصة للعمل عن كثب مع القيمين والموجهين وتقدم لهم الدعم الفني والمالي. ستصبح أعمال المستلمين للمنحة جزءًا من مجموعة معهد مسك للفنون التي سيتم وضعها في مقر المعهد وقد يتم عرضها في أجزاء أخرى من المملكة وخارجها.
تشمل قائمة الفائزين بالجوائز الافتتاحية حمود العطاوي وعلاء الغفيلي وسعد الهويدي ومهند شونو وأيمن زيداني، وقد تم اختيارهم من بين أكثر من 60 متقدمًا.
يرحب أيمن زيداني، الذي يقول إن عمله معترف به في الخارج أفضل منه في الداخل، بالمنحة، لكنه يقول إن هناك الكثير مما يتعين القيام به لدعم الفن والفنانين. يتألف معرض زيداني من تركيب فيديو من تسع قنوات مع مكون صوتي. يمثل كل مقطع فيديو فترات زمنية توضح كيفية تطور المواد العضوية وغير العضوية في محيطها.
وبينما لا تغيّر المنحة الحياة، كما يقول، إلاّ أن توقيتها أمر بالغ الأهمية كطريقة “لإبقاء الأضواء موقدة” بالنسبة للفنانين. قال “لقد جاء ذلك في وقت تم فيه إلغاء أو تأجيل الأحداث أو حتى التعتيم في بعض الحالات.”
وأضاف أن الناس كانوا يطلبون من الفنانين المشاركة في أشياء مثل المحادثات مجانًا، مما يجعل العديد من الفنانين يشعرون بأنهم مجرد باعة أكثر من كونهم أفرادًا مبدعين.
قال “تحدث كل هذه الكيانات المختلفة من خلال المؤسسات والفن والثقافة، لكن الفنانين تعرضوا للإهمال.”