تسبب التحول المفاجئ والسريع لنظام التعليم الإلكتروني في الجامعات المصرية مع انتشار فيروس كورونا المستجد العام الماضي في توقف شبه تام لكافة الأنشطة الطلابية في الجامعات الحكومية، مما ساهم في زيادة إحساس الطلاب بالعزلة. لكن هذا العام، ومع عودة الفصول الدراسية التقليدية وفق ضوابط للحد من انتشار الفيروس، بدأ استئناف بعض من أنشطة الطلاب إلكترونياً.
إذ وضعت وزارة التعليم العالي خطة للنشاط الطلابي على مستوى الجامعات الحكومية تركز على الجوانب الثقافية والاجتماعية والفنية.
قال طايع طه، مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية، “تم توظيف الوسائط التكنولوجية ومنصات التواصل الإجتماعي لإشراك أكبر عدد ممكن من الطلاب.”
تشمل النشاطات الطلابية عادة مجالات الثقافة والفنون والرياضة بما في ذلك المسابقات والمعارض والمهرجانات التي تقيمها الجامعات لتشجيع طلابها على الانخراط في الحياة الجامعية. كما تضم برامج التبادل الثقافي بين طلاب من جامعات مختلفة داخل وخارج مصر. تشمل خطة الوزارة الحالية عقد مسابقات في مجالات مختلفة كالشعر والغناء والقصة القصيرة والتصوير بالإضافة إلى مسابقة للشطرنج لكن جميعها ستعقد إلكترونياً.
قال طايع “نرجو أن تساهم هذه الأنشطة في إعادة روح المرح والبهجة للحياة الطلابية فى ظل التباعد الاجتماعي الذي فرضه الوباء.”
وكانت الجامعات المصرية قد بدأت العام الدراسي الحالي بفصول دراسية اعتيادية وأنشطة طلابية تقليدية مع اتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة من وجوب ارتداء الكمامة داخل الحرم الجامعي ومراعاة التباعد الاجتماعي. إذ نظمت كلية الهندسة بجامعة عين شمس مسابقة للطلاب من مختلف الجامعات المصرية لتصنيع سيارات كهربائية من مكونات محلية. لكن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا والتي تشهدها البلاد منذ كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي دفع الوزارة بالإعلان عن توقف كافة الدروس والنشاطات داخل الحرم الجامعي والعودة مجدداً للتعليم عن بعد والأنشطة الإلكترونية.
خطة طموحة ولكن
يبدي بعض الطلاب ترحيباً بهذا النوع من الأنشطة لدورها في التخفيف من التوتر والضغط النفسي الذي فرضه الحجر المنزلي كوفيد-19 خلال الفترة الماضية.
قال محمد محمود، طالب السنة الثانية بكلية التجارة جامعة حلوان، ” كنا في حالة حبس انفرادي، ونحتاج إلى ممارسة أي نشاط للخروج من هذه الأزمة”.
بحسب محمود، عانى الكثير من زملائه خلال الفترة الماضية بسبب عدم قدرتهم على التواصل المباشر مع زملائهم أو ممارسة أي نشاط ثقافي أو طلابي مباشر ما ترك آثار نفسية سيئة عليهم.
وعلى الرغم من ترحيب البعض بعودة الأنشطة الطلابية جزئياً وبصورة إلكترونية، فإن أخرون لا يبدون نفس الحماسة. إذ يعتقدون أنها لا تتناسب مع طبيعة الكثير من الأنشطة التي تتطلب حضوراً جسدياً كما أنها لا تكسر عزلتهم بل على العكس تزيد من التباعد بينهم.