الدوحة – لم تتأثر تجربة الفصل الدراسي لوحدها خلال جائحة كوفيد-19؛ إذ تراجعت الحياة الطلابية – أي انخراطهم الاجتماعي مع زملائهم من الطلاب والمشاركة في الأنشطة الطلابية.
مع لجوء العديد من الجامعات إلى التعلم الهجين أو التعلم عن بعد بشكل كامل، تم عزل الطلاب عن الأصدقاء ولم يعد في إمكانهم زيارة الحرم الجامعي. بينما تمكن البعض من إيجاد طرق للبقاء متصلين، كان التغيير أكثر صعوبة بالنسبة للآخرين.
قال محمد القصابي، رئيس جمعية الطلاب القطريين بجامعة كارنيجي ميلون في قطر “حمل للانتقال إلى التعلم الإلكتروني تأثيراً سلبياً على الحالة النفسية للطلاب بالتأكيد. قبل الوباء، كلما شعرنا بالتوتر بسبب الدراسة أو الاختبارات، كنا قادرين على تغيير مزاجنا من خلال مقابلة بعضنا البعض أو الانضمام إلى نشاطٍ ما معًا.”
الآن، بعد أن أصبحت الاجتماعات الشخصية محدودة، يقول محمد إنه وأصدقاؤه حاولوا استخدام تطبيق زووم ذات مرة لإجراء اجتماع افتراضي، لكن التجربة كانت مخيبة للآمال ولم يشعروا أنها تشبه الاتصال المباشر.
لا يعتبر التفاعل مع الأصدقاء الجانب الوحيد للحياة الجامعية الذي يفتقده الطلاب.
قال القصابي “إن قضاء خمس أو ست ساعات أمام شاشة الكمبيوتر في المنزل أمر محبط. كانت بيئة الحرم الجامعي أكثر تحفيزًا للدراسة والعمل.”
النوادي الطلابية والمجموعات الدراسية
يقول إدوارد ريتشاردوس، الطالب في السنة الثانية بجامعة قطر، إن الحياة الطلابية لم تتغير كثيرًا، حيث تستمر المحاضرات ولا يزال الطلاب على اتصال، بشكل أساسي من خلال مجموعات واتساب التي تم إنشاؤها لكل فصل حيث يمكنهم مناقشة المشكلات المتعلقة بالفصل الدراسي و المنهاج الدراسي.
بالإضافة إلى مجموعات الدراسة، يستطيع الطلاب الحفاظ على حس التواصل الاجتماعي من خلال عدد من نوادي الطلاب التي استمرت في العمل عبر الإنترنت. يعتقد كيان مروان خريشة، رئيس نادي طلاب فلسطين في جامعة نورث وسترن في قطر، في الظروف الحالية فرصة لبناء العلاقات والتعاون مع النوادي والمنظمات الأخرى.
قال خريشة “كان من الصعب بالتأكيد معرفة كيفية إنشاء أحداث جذابة عبر الإنترنت عندما يكون الجميع مرهقًا من استخدام تطبيق زووم وسئموا التحديق في شاشاتهم، لكننا تمكنا من البقاء متصلين بل وتنمية نادينا في هذه الأوقات المنعزلة.”
كانت التجربة عبر الإنترنت أكثر صعوبة بالنسبة لرنا منصور، العضو في فرع الطلاب في جمعية مهندسي البترول في جامعة تكساس إيه آند إم في قطر.
قالت “نحاول الحفاظ على نشاط وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بنا واستخدامها للتفاعل مع الطلاب، لكن معظمهم يظل غير مهتم بالأنشطة والروح المعنوية منخفضة. يحاول الجميع فقط النجاة وإجتياز الفصل الدراسي.”
التوتر سيد الموقف
يُعد الشباب في جميع أنحاء العالم من بين الفئات الأكثر تضررًا من الآثار الاجتماعية لكوفيد-19، بما في ذلك المخاوف بشأن الصحة والأداء الأكاديمي وآثار العزل الاجتماعي وإجراءات الإغلاق.