الدوحة – كان الفصل الدراسي الأول للطالب التركي محمد دوكان في جامعة قطر صعبًا. بصفته طالبًا جديدًا، كان عليه التكيف مع العيش بعيدًا عن أسرته في سكن جامعي في بلد أجنبي.
ما أن بدأ في الاستقرار في حياته الجامعية الجديدة والتعرف على زميله الذي يشاركه ذات الغرفة، حتى ارتفعت حالات كوفيد-19 في قطر وتم فرض اغلاق كامل في البلاد.
قال دوكان “اضطررت للبقاء في السكن لمدة 24 ساعة. لقد تكرر ذات الروتين مرات ومرات. شعرت بالاكتئاب. شعرتُ أنني لا أريد القيام بأي شيء. في بعض الأيام لم أستطع حتى النهوض من الفراش أو حضور الدروس عبر الإنترنت.”
قبل جائحة كوفيد-19، كان العيش في سكن الطلاب وسيلة لخلق روابط اجتماعية من شأنها التخفيف من مشاعر الحنين إلى الوطن، لاسيما للطلاب الجدد من أمثال دوكان.
حاليًا، مع اختيار العديد من الجامعات في منطقة الخليج اللجوء للتعلم المدمج أو التعلم عبر الإنترنت بدوام كامل، تغيرت العديد من جوانب تجارب الطلاب، بما في ذلك السكن.
يقول محمد صديق مجذوب، القائم بأعمال مدير مركز الاستشارات الطلابية بجامعة قطر، إن الطلاب بشكل عام عانوا من مستوى متزايد من القلق بشأن صحتهم ومستقبلهم بسبب الوباء. ومع ذلك، يعاني الطلاب الأجانب في قطر من ضغوط إضافية.
قال مجذوب “كان لدى الطلاب الدوليين مخاوف بشأن مستقبلهم وما إذا كانت هناك إمكانية للسفر لمقابلة أولياء أمورهم في الإجازة أم لا، فيما كان أولئك الذين سافروا بالفعل قلقين بشأن إمكانية عدم تمكنهم من العودة إلى قطر بسبب قيود السفر.”
تعذّر مغادرة السكن الطلابي
كما لاحظ مجذوب تنامي الشعور بالملل بين الطلاب لأنهم لم يتمكنوا من مغادرة السكن أو حتى تناول الطعام بالخارج.
ففي إطار إجراءات احتواء انتشار الفيروس، طلبت جامعة قطر من الطلاب المحليين العودة للعيش مع أسرهم، بينما طُلب من الطلاب الدوليين الإخلاء. وقد تم استثناء الطلاب الذين لم يتمكنوا من العودة إلى بلادهم بسبب قيود السفر، وكذلك الطلاب الذين لم يتمكنوا من مواصلة دراستهم عبر الإنترنت في بلدانهم الأصلية بسبب ضعف الاتصال بالإنترنت أو لأسباب أخرى، بحسب حسن علي حسن، مدير قسم سكن الطلاب بجامعة قطر.