من جديد عاد أدب الشتات الفلسطيني لواجهة المكتبات بعد انقطاع دام طويلاً عبر أعمال شعرية وأدبية لمؤلفين شباب استعرضت تجاربهم الشخصية في المنافي، التي عاشوا فيها كلاجئين بعيدين عن بلادهم، وتجلّيات هذه الحياة وتأثيراتها في التكوين النفسي.
إذ شهد العام الماضي صدور عدد من الروايات ضمن هذا النوع الأدبي منها رواية “سماء وسبعة بحور”، للكاتب والروائي الفلسطيني ناجي الناجي، والتي تم إدراجها ضمن منهج الدراسات العليا بكلية التربية في جامعة عين شمس بالقاهرة. كما صدر ديوانان شعريان لزينات أبوشاويش، وهي شاعرة وأكاديمية فلسطينية مُقيمة بمصر حملا اسم سدرة الحب” و”جرح لا ينام” ناقشت فيهما قضايا اللجوء والاغتراب والهوية الفلسطينية بالإضافة إلى ديوان شعري لشاعرة ابتسام أبو سعدة بعنوان”سر كنعانية.. قبيلة من التعب”.
قالت أبو شاويش “لا يختص أدب الشتات بالمهجرين من أراضيهم بل يقصد الإنسان بكل تجلياته المعرفية وبواطنه الإنسانية.” موضحة أن الكتابة هي “أحد قواميس الحياة التي من خلالها تستطيع فك طلاسم تجاربنا الإنسانية وسبر غورها عبر نصوصها.”
الوطن المشتهى
تعكس رواية الناجي، الصادرة عن دار ابن رشد،تجربة المؤلف الشخصية، المولود لأب مناضل فلسطيني، في مُخيم اليرموك في سوريا، قبل أن ينتقل لعدد من البلدان بسبب الثورة السورية. (اقرأ المقال ذو الصلة: فلسطينيو سوريا في مصر: لاجئون بلا حقوق).
قال “إن تكرر تجربة اللجوء للفلسطيني للمرة الثانية خلال الأعوام الأخيرة أعادت هموم الشتات من جديد، حتى أصبحت أصبحت القضية الفلسطينية، بالنسبة لي ولغيري من الشباب العربي جزءاً من الحياة الخاصة للاجئ المُحمل بهم هوايتي للتذكير بقضيته.”
تعتقد شاويش، التي حازت على لقب أهم فلسطينية على المستوى العالم من الامم المتحدة وصحيفة لفيجارو الفرنسية عام 2004، أن الكتابة عن فلسطين هي جزء من الكتابة عن الذات. قالت “هي حالة من الشهادة الإنسانية المروية للذات العابرة للزمان والمكان، التي تكتب فيها عن جزء هام من هويتك الإنسانية ورؤيتك الجمعية للحلم والوطن.”