قبل عشر سنوات، أرادت بهية شهاب، التي تعمل الآن أستاذة ممارسة في الجامعة الأميركية بالقاهرة، تدريس مساق عن التصميم الجرافيكي العربي. قامت شهاب، مؤسسة برنامج التصميم الجرافيكي بالجامعة، بوضع وصف لكتالوج المساق بالجامعة. لكن، وأثناء تخطيطها للدورة، واجهت عقبة رئيسية تمثلت في عدم وجود كتاب مدرسي لتدريس المادة.
بعد بضع سنوات، وما أن انضم الفنان والأكاديمي هيثم نوار إلى ذات المؤسسة، حتى ناقش الاثنان تطوير مثل هذا الكتاب المدرسي.
قالت شهاب، في سلسلة من التسجيلات عبر تطبيق واتساب، “بمجرد أن اكتشفنا وجود هذه المصلحة المشتركة، واهتمامنا بتدريس هذه الدورة معًا، وكتابة هذا الكتاب، تقدمنا بطلب للحصول على منحة من الجامعة الأميركية بالقاهرة وحصلنا على تمويل. بدأنا زيارة بلدان مختلفة وإجراء مقابلات وتوثيق أعمال المصممين المختلفين.”
استغرق الأمر عدة سنوات من البحث في العديد من البلدان المختلفة. والآن، وبعد مرور عقد على جلسة العصف الذهني الأولية، يحتفل شهاب ونوار بإصدار كتابهما المشترك، تاريخ التصميم الجرافيكي العربي، المقرر أن تصدره الجامعة الأميركية بالقاهرة في كانون الأول/ ديسمبر.
يستهدف الكتاب الطلاب وأي معلّم مهتم بتدريس تاريخ التصميم الجرافيكي العربي، على أمل أن يكون الكتاب مرجعًا تعليميًا عالميًا.
أصول التصميم الجرافيكي العربي
تقول شهاب إن التصميم الجرافيكي مجال يتطور باستمرار. يحتاج مصممو الجرافيك الذين يمارسون عملهم اليوم إلى الاهتمام ليس بالتواصل المرئي فحسب، بل وبتجربة المستخدم أيضًا.
لم يكن للتصميم الجرافيكي، عند بروزه أول مرة كتخصّص متميز داخل عالم الفن في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، تعريف واضح. وجد الفنانون والخطاطون أنفسهم يعملون على تصميم التقاويم والحزم والملصقات وغيرها الكثير. بحلول منتصف القرن العشرين، ومع زيادة الطلب على الاتصالات المرئية الجماعية، ازدهر مجال تصميم الجرافيك أيضًا في جميع أنحاء المنطقة العربية.