بعد خمس سنوات من وصول أكثر من نصف مليون لاجئ سوري إلى ألمانيا، يتخذ الكثير منهم مسارات أكاديمية ومهنية مختلفة عن تلك التي اختاروها سابقاً في سوريا.
في ظل غياب الضغوط التي مورست عليهم من قبل، من قبل العائلات أو الصفوف الثانوية، وفي ظل دعم مالي حكومي سخي، عاد العديد من السوريين الذين ظلوا بعيدًا عن المدارس لسنوات إلى الفصول الدراسية لدراسة مجالات جديدة تمتلك فرص عمل أكثر إشراقًا فضلاً عن تلك التي ينتابهم شغف حقيقي حيالها. إذ وجدوا أن التغييرات المهنية أسهل في بلدهم الجديد مما كان عليه الأمر في سوريا.
لم تكن العودة إلى الدراسة الجامعية في سن الـ 28 مشكلة بالنسبة لشادي كيوان. من خلال دراسته كمساعد مختبر في دمشق وخبرته في العمل لمدة أربع سنوات، كان بإمكان كيوان الحصول على مؤهلات معترف بها في ألمانيا. لكنه أراد أن يبدأ من جديد في مهنة كان يحبها دائمًا لكنه لم يكن قادرًا على الانخراط بها في سوريا. اليوم، هو في الفصل الثالث في كلية علوم الكمبيوتر.
قال كيوان “لم أكن أحب العمل في المختبر، لكنني اخترته في سوريا بسبب درجات الامتحان النهائي للدراسة الثانوية.”
في سوريا، تحدد الدرجات في امتحان الثانوية العامة والمعروف باسم “البكالوريا” ما يمكن للطلاب دراسته في الجامعات الحكومية. إذ يُحرم المتقدمون الحاصلون على معدل يقل عن 85 في المئة من أي فرصة تقريبًا للقبول في كليات الهندسة أو الطب.