أدت جائحة كوفيد-19 بشكل عام إلى تفاقم مشكلة انعدام المساواة في تعليم ضعاف البصر وضعاف السمع والذين يعانون من صعوبات التعلم في المنطقة العربية. بالنسبة لعدد قليل من الطلاب الذين يواجهون تحديات جسدية، فقد كان لنقل التعليم إلى منازلهم بعض الفوائد.
كما هو الحال في كثير من الأحيان، يختلف الوضع بشكل كبير بين دول الخليج والبلدان المتوسطة الدخل مثل مصر، والدول الأكثر فقرًا والأكثر تأثرًا بالصراع مثل السودان.
مُرّرت قوانين لدعم الشمولية في التعليم في جميع أنحاء المنطقة، لكن الخبراء يقولون إن هذه القوانين بحاجة إلى إنفاذ وأن هناك حاجة ملزمة لتغيير الجامعات والسياسات القديمة. في منطقة الخليج، حيث تم بناء الجامعات حديثًا في الغالب، لا تزال حياة ذوي الإعاقة تمثل تحديًا، ولكنها أفضل من الواقع الموجود في البلدان ذات المباني القديمة، والميزانيات المحدودة، ونقص وسائل النقل الملائمة لذوي الاحتياجات الخاصة. بالإضافة إلى ذلك، أضافت الحاجة إلى التكنولوجيا والاتصال بالإنترنت عقبة أخرى تستثني أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية والأحياء الفقيرة. (اقرأ التقرير ذو الصلة: التحول إلى التعليم عبر الإنترنت يفاقم عدم المساواة في المنطقة العربية).
بالنسبة لبعض الطلاب، فإن النظام الجديد للتعلم عن بعد “سيعزز احترامهم لذاتهم، لأنهم لن يكشفوا عن نقاط ضعفهم وسيحققون أهدافهم”، بحسب أمل محمد المالكي، عميدة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة في قطر. قالت، “مع ذلك، يجب أن نتذكر أنه وكحال الآخرين، سيكون هناك من يفضل التعلم في الفصول الدراسية التقليدية. يتعلق التعلم بالتواصل الاجتماعي بقدر ما يتعلق باكتساب المعرفة وهناك أشخاص يفضلون الاتصال البشري على التبادلات الافتراضية. ستكون مسألة تفضيل شخصي، في النهاية.”
تقول المالكي إن التعلم عن بعد، إذا ما تم إعداده بشكلٍ مناسب، قد يشكّل ميزة للمتعلمين ذوي الإعاقات الذهنية المعتدلة. قالت، “التعلم براحة في المنزل، مع وجود متسّع من الوقت لاستكشاف المحتوى وتنفيذ الأنشطة يمكن أن يكون مفيدًا للغاية. قد يحتاج الذين يعانون من إعاقات ذهنية شديدة إلى مزيد من الاهتمام. إذ يحتاج هؤلاء الطلاب إلى دعم من أحد أفراد الأسرة أو أحد المدرسين.”
وأضافت أن الوباء يسمح للمعلمين بتجربة مناهج جديدة ومنح فرصة لما يسمى بـ “التربية الخاصة” لإعادة تعريف ذاتها. قالت، “تتطلّب الظروف الحالية تغييرًا في النموذج وفي معتقداتنا حول الإعاقة من خلال إظهار أن هناك فرصًا فيما اعتقدنا أنه يمثل عيوبًا.” وأضافت أن التعلم عن بعد هو ما يمنح المعلمين الفرصة للتركيز على المتعلم.
جعل الشمولية مسألة مركزية
تسعى جامعة حمد بن خليفة جاهدة لجعل الشمولية ركيزة أساسية للجامعة من ميزات الحرم الجامعي إلى جداول الأعمال البحثية إلى الدورات والدرجات العلمية، بحسب المالكي. تتضمن البرامج التدريبية طرقًا للترجمة المرئية لضعاف السمع والوصف الصوتي للطلاب ضعاف البصر.
تقدر الأمم المتحدة أن 95 في المئة من الأطفال ذوي الإعاقة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مستبعدون من المدرسة في المرحلة الابتدائية وأن للبالغين ذوي الإعاقة، ولا سيما النساء، فرص أقل في الحصول على عمل مقارنة بأقرانهم من غير ذوي الإعاقة.