ملاحظة المحرر: تركز الفنار للإعلام عادةً على قضايا التعليم العالي، لكننا نولي اهتمامنا أحيانًا إلى رحلة الوصول إلىه، خاصةً عندما يفقد المحرومون إمكانية الحصول على التعليم. في هذه التقارير الجديدة من سلسلة “فتيات في خطر”، نركز على العوامل التي تجبر الفتيات، ولاسيما اللاجئات، على التخلّي عن الدراسة. يمكنكم الإطلاع على السلسلة كاملة هنا.
أُجبرت ملايين اللاجئات الشابات على ترك الدراسة في الأردن ولبنان وأماكن أخرى في المنطقة بسبب سياسة الإغلاق المرتبطة بوباء فيروس كورونا.
يبدي العديد من مسؤولي الإغاثة والباحثين والمدافعين قلقهم من كون العديد من الفتيات لن يعدن إلى الدراسة عندما تفتح المدارس أبوابها مجدداً أمام الطلاب. يتسبب الوباء في جعل الفقراء أكثر فقرًا، الأمر الذي يقود بدوره إلى ارتفاع حاد في زواج الأطفال، حيث تُقدم العائلات على تزويج بناتها للحصول على مهر العروس والتخلص من تكاليف إطعامهن.
قال بيل فان إسفيلد، المدير المساعد لقسم حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش، الذي أشرف على التقرير الأخير الصادر بعنوان، “أريد مواصلة الدراسة: عوائق التعليم الثانوي للأطفال السوريين اللاجئين في الأردن“، “لا أذكر أنني قابلت أية فتاة سورية لاجئة تزوجت وتمكّنت من مواصلة تعليمها.”
وأضاف “من المحتمل أن يكون هناك عدد قليل منهن ولكن هذا يبدو نادرًا. بمجرد أن تتزوج، ستكون الفتاة خارج المدرسة بشكل عام.”
أرضية متصدعة
تستضيف الأردن ولبنان وتركيا معًا ما يقرب من 8 ملايين لاجئ، غالبيتهم من سوريا فضلاً عن العراقيين والفلسطينيين واليمنيين والصوماليين والسودانيين. منذ تفشي جائحة فيروس كورونا هذا الربيع، شهدت هذه البلدان – من بين أكبر عشر دول مضيفة للاجئين في العالم – تقلصات اقتصادية حادة، بما في ذلك التضخم والبطالة المتصاعدة، فيما أضحى لبنان على شفا الانهيار الاقتصادي.
نتيجة لذلك، أصبح اللاجئون في هذه البلدان – المستبعدين بالفعل من سوق العمل الرسمي في الأردن ولبنان – أكثر عرضة لتداعيات الوباء، حيث شهدوا انخفاضًا في دخلهم أو اختفائه. وانخفضت المساعدات الدولية بشكل مطرد، حيث بدأ ملل المانحين بالتصاعد فضلاً عن وقوع أزمات جديدة في أماكن أخرى وتحويل المساعدات إلى أماكن مثل بنغلاديش. يُستبعد معظم اللاجئين في بلاد الشام من أي من شبكات الأمان الاجتماعي الموجودة. (اقرأ التقرير ذو الصلة: أزمات متلاحقة تجعل تعليم اللاجئين “ترفًا).
أفادت منظمة هيومن رايتس ووتش أنه حتى قبل تفشي الوباء في وقتٍ سابق من هذا العام، كان 80 بالمئة من اللاجئين السوريين في الأردن يعيشون في فقر. كما وجد تقييم سريع للاحتياجات لـ “الفئات السكانية الضعيفة”، بما في ذلك سكان مخيمات اللاجئين، في الأردن في آذار/ مارس من قبل مؤسسة “كير” الخيرية أن 90 في المئة أفادوا بأنهم لا يستطيعون تغطية تكاليف احتياجاتهم الأساسية.