الخرطوم- تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت السودان الشهر الماضي في توقف الحياة في مناطق شاسعة من البلاد وعطلت التعليم مرة أخرى في المدارس والجامعات، التي كانت تشهد في الأصل انتكاسات كبيرة بسبب سياسة الإغلاق التي فرضها فيروس كورونا والاضطرابات السياسية.
يشعر العديد من الطلاب باليأس. إذ لا تتوقع سحر الطيب، طالبة في السنة الثانية في كلية الأدب الإنجليزي بجامعة سنار، أنه من الممكن استكمال دراستها بعد الأن.
قالت “يبدو أن استكمال تعليمي الجامعي أمر مستحيل، التحقت بالجامعة عام 2017 لكن الأزمات المتلاحقة التي يشهدها بلدي عطلت حلمي.”
تعتبر فيضانات نهر النيل هذا العام هي الأسوأ التي يشهدها السودان منذ سنوات، حيث دفعت مجلس الأمن والدفاع إلى إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر واعتبار البلاد منطقة كوارث طبيعية.
بلغت حصيلة ضحايا الفيضانات 103 قتيل و50 جريح، بينما تضرر أكثر من نصف مليون سوداني في ١٧ ولاية من جرائها من أصل 18، بحسب تصريحات وزارة الداخلية السودانية. ولا تزال السلطات الحكومية الرسمية عاجزة عن تحديد حجم الخسائر مالياً، لكن بعض التقديرات الأولية غير الرسمية تشير إلى أنها تتراوح بين 3 و4 مليارات دولار أميركي تزيد من العبء على الاقتصاد المحلي المتهالك منذ سنوات بفعل الأزمات السياسية.
كما تعرضت قرابة 100 مدرسة وجامعة لأضرار، بحسب تقارير صادرة عن الدفاع المدني السوداني. بالطبع، يتفاوت حجم الضرر من تدمير جزئي إلى كامل، إلا أنها في النهاية تعطل التعليم في جميع المناطق المتضررة ، لا سيما بعد تحويل بعض المدارس لمراكز لإيواء الناجين من الفيضانات.
قال محمد مدني الشابك، وكيل وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، “لا يمكننا إحصاء حجم الأضرار بصورة كاملة حتى الأن، لكن هنالك بعض المدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات حكومية التي أصابها الدمار بصورة كاملة. نحن نعمل على حصر الأضرار حالياً وتقديم المساعدات الضرورية.”
تأتي ولاية القضارف على رأس قائمة الولايات التي تشهد مؤسساتها التعليمية أضراراً بالغة، حيث شملت 29 مؤسسة تليها ولاية شمال كردفان بـ 16 مؤسسة ثم ولاية سنار بـ 12 مؤسسة ثم ولاية الجزيرة بـعشر مؤسسات وولاية البحر الأحمر بـ 8 مؤسسات وغرب كردفان وشمال دارفور بـ 7مؤسسات بكل واحدة، بالإضافة لثلاثة مؤسسات بالولاية الشمالية ومؤسستان بجنوب دارفور ومؤسسة واحدة بكل من نهر النيل وغرب دارفور والنيل الازرق والنيل الابيض. يختلف حجم الضر بين تدمير كامل أو جزئي.
انقطاعات مستمرة
شهد التعليم منذ العام الماضي انقطاعات شبه مستمرة. إذ تسببت الاحتجاجات الشعبية، التي اندلعت في 19 كانون الأول/ ديسمبر2018 وأطاحت بنظام عمر البشير في 11 نيسان/أبريل 2019 بتوقف العام الدراسي لمدة تصل لنحو 10 أشهر. (اقرأ التقرير ذو الصلة: العام الدراسي الجديد في السودان مع وقف التنفيذ).