دبي – خَطت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ فترة طويلة خطوات واسعة لتصبح مركزًا ثقافيًا في الخليج، حيث أصبحت الفنون المسرحية جزءًا رئيسيًا من العروض السياحية في البلاد، ولكن هناك شيء واحد مفقود أو نادر الوجود: المواهب المحلية والتعليم المحلي.
حتى الآن، لا يقدّم سوى عدد قليل من الجامعات أي شيء في مجال الفنون المسرحية، مثل الجامعة الأميركية في الشارقة التي تقدم برنامج في فنون الأداء، وجامعة نيويورك – أبوظبي التي تقدم برنامج لدراسة المسرح.
من المتوقع أن تساهم الإضافة الجديدة، المتمثلة في أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، في سد هذه الفجوة.
التحق بالأكاديمية، عند افتتاحها العام الماضي، ثمانية طلاب فقط. الآن، ومع قُرب دخولها عامها الثاني، تجاوز عدد الطلاب المسجلين الـ 50 بالفعل. يمثل هذا قفزة هائلة في منطقة يغادر فيها الكثيرون إلى بلدان أخرى لمتابعة تعليم الفنون فيما يرى آخرون أنه مسار غير مناسب ثقافيًا، أو أنه طريق مسدود لا يقود إلى مهنة في نهاية المطاف.
يُعد المنهج القائم على الثقافة المحلية جزءًا أساسيًا من روح أكاديمية الشارقة الجديدة، والتي تقدم برامج لنيل درجة البكالوريوس في التمثيل والمسرح الموسيقي وفنون الإنتاج.
قالت جاكي جورج، مديرة برنامج فنون الإنتاج، “لا يتعلق الأمر باختيار نموذج غربي وإسقاطه على الشرق الأوسط. هذا الأمر بعيد كل البعد عمّا نحن بصدده.”
وعلى الرغم من اعتبار الشارقة الأكثر مُحافظةً من بين الإمارات السبع، حيث يدرس الأولاد والبنات بشكل منفصل، إلا أن الأكاديمية الجديدة تتبع نموذجًا للتعليم المختلط.
فرصة للدراسة محلياً
كانت عائشة الحمادي، 20 عامًا، من أوائل طالبات الأكاديمية وتفخر بخرقها للقاعدة.
أحبت الحمادي، التي تنحدر أصولها من بلدة خورفكّان الصغيرة على ساحل الشارقة، الغناء والأداء منذ الطفولة. قالت “عندما كنت في الخامسة من العمر، بدأتُ الغناء والرقص في المدرسة. حتى الآن، لم يكن هناك أي مكان لدراسة هذا هنا والإرتقاء به إلى المستوى المهني، لذلك أنا سعيدة حقًا لحصولنا على هذه الأكاديمية.”
بالنسبة للعديد من العائلات، لم يكن هذا المسار مقبولاً. يتم توجيه الفتيات أكثر لإختيار مجالات مثل الطب أو الهندسة أو الأعمال التجارية أو تكنولوجيا المعلومات. قالت الحمادي عن عائلتها، “في البداية، لم يكونوا داعمين للغاية. لكن عندما أوضحت لهم أن لدي شيئًا لأناضل من أجل تحقيقه، بدأوا في الانفتاح على الفكرة وسماع صوتي، وهم يدعمونني حقًا الآن.”