بينما تكافح بيروت للتعافي من الانفجار الهائل الذي هز العاصمة اللبنانية في 4 آب/ أغسطس، تحاول المكتبات العامة والأكاديمية والمدرسية في المدينة مواصلة خدمات تقديم التوعية والدعم المجتمعيين مع بدء العمل الشاق لإصلاح المباني المتضررة بشدة.
لطالما كانت المكتبات ودور بيع الكتب المستقلة في بيروت أكثر من مجرد مكان لشراء الكتب أو استعارتها. ففي العقود العديدة الماضية، حافظت أيضًا على التاريخ، وعملت كفاضاءات مجتمعية، وقدمت الدعم النفسي والاجتماعي والأكاديمي للمقيمين من جميع الأعمار.
الآن، وكحال كل شيء في بيروت، تتعامل المكتبات مع الضرر الناجم عن الانفجار بينما تبذل ما في وسعهم لمواصلة العمل.
تعرضت ثلاث مكتبات بلدية وأكثر من مئة مدرسة والعديد من المكتبات الخاصة لأضرار جسيمة من جراء الانفجار الذي ضرب ميناء بيروت وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 178 شخصًا وإصابة عشرات الآلاف، وترك ما يقدر بنحو 300 ألف بدون سكن آمن. وكان من بين الجرحى عدد من العاملين في المكتبات.
من المتوقع أن تبقى اثنتان من مكتبات بيروت العامة مغلقة بسبب ما وصفه المدير التنفيذي علي صباغ بأنه إصلاحات “طويلة ومكلفة”.
بالفعل أغلقت معظم المكتبات المتضررة أبوابها أمام الجمهور، إما لمنع انتشار كوفيد-19 أو لقضاء العطلة الصيفية، ومع ذلك استمر الكثير منها في تقديم التوعية المجتمعية. وبينما يعاني سكان بيروت من توفير احتياجات ملحة من الغذاء والدواء والمأوى في الأشهر المقبلة، يمكن للمكتبات أيضًا تقديم الدعم اللازم.
أضرار جسيمة في مكتبات البلدية
تُدار جميع المكتبات البلدية الثلاث التي تضررت في الانفجار من قبل جمعية السبيل، وهي منظمة غير حكومية تأسست عام 1997 لإنشاء مكتبات عامة وتعزيز “الثقافة للجميع”. افتتحت السبيل أول مكتبة عامة في بيروت في عام 2001 وتخدم الآن أكثر من 35,000 زائر سنويًا، وتستضيف أكثر من مائة حدث ثقافي كل عام.
تقع مكتبات جمعية السبيل الثلاث في أحياء الباشورة والجعيتاوي ومونو. وتقع الأحياء الثلاثة بالقرب من الميناء، مما أسفر عن تطاير النوافذ والجدران والأسقف الثانوية المعلقة والديكورات الخشبية والإضاءة والكراسي وغيرها بفعل قوة الانفجار. يوضح مقطع فيديو نشرته جمعية السبيل حجم الأضرار التي لحقت بكل مكتبة.